الأحد، 14 سبتمبر 2014

*-*تهاوي اخلاق منكر السنة لدرجة أن يسفه البخاري بجهله العميق

تهاوي اخلاق منكر السنة لدرجة أنه يُسَفِّه البخاري بجهله العميق
----------------
شفرة التضمين لهذا الفيديو هي:
<iframe width="560" height="315" src="//www.youtube.com/embed/-82bOHlPeiA" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
--------------------------------
---------------- ---------- 
اليك ما قاله المجرم احمد صبحي في حق البخاري والصحابة وانس ابن مالك بغباء فاحش لم ار مثله علي أحد من البشر من قبله ولا أُخفي سرا انني كنت اؤمل ان يهتدي هذا الرجل قبل أن اسمع هذا الفيدو له غير أنني بعد أن سمعته ساورتني شكوكي في امكانية هداه الي دين الله والحق ولا أتألي علي الله فالله الواحد قادرٌ علي أن يهدي عباده حيث شاء ومتي شاء لكن شخصاً بهذه التفاهة النفسية والفكرية والمستوي الضحل المنزلق المتهاوي لا يمكن أن يصل الي نتيجة حق أبدا ما بقي حيا ومثله ان لم يرد الله به توبة وهدي فلا رجاء لتوبته وهداه والخلاصة :  أنه بئس هذا الرجل وبئس ما يعتقده وبئس كل شيئ نيط به أمراً اليه واليك البيان بعد أن تسمع هذا الفيدو الفاضح له المخزي جدا له ولجماعته 
وإن زمرة هي علي رأسها مثل هذا السفيه لهي زمرة جديرة بكل انحطاط وسفاهة واحتقار وازدراء


1. ففي تعليقه علي حديث (كان النبي يحب العجوي والحلوي)

باب الحلواء والعسل
[ 5115 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن أبي أسامة عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل

 كانت كل حجة أخمد صبحي أنه أيه يقول ( ايه يعني ما الأطفال بيحبوا الحلوي) ووجه اللوم للبخاري علي تدوينه لهذا الحديث واعتبر ذلك من البخاري هجص 
في حين أن البخاري كمدون للحديث ليس معنيا بتدوين ما تراه نفسه أو رفض تدوينه حسب مزاجه كما يريد الهجاص صبحي ولكن البخاري كمدون وضع شروط تدوينه للأحاديث الصحيحة والتزم اللقيا والمعاصرة وعدالة الرواة وضبطهم ونقل مدونا كل ما جاء عنهم بهذه الشروط لحيد واعتدال فما ذنب البخاري أيها السفيه الحاقد الكاره لدين الله والحق ،

وبقي أن انبه هذا الغافل الي أن كل همسة ولمسة وخلجة وسكنة وحركة تحكي وتنقل متناسبة مع درجة عظم وأهمية الشخصية المنقول عنه هذه الأخبار ولأن محمد صلي الله عليه وسلم الشوكة العالقة في حلقك يا صبحي والتي أسأل الله تعالي أن تموت يا أحمد صبحي وهي عالقة في حلقك لا تزول أبدا غصتها وألمها من حلقك ولا يوفقك الله الي ابتلاعها - أقول لأن محمد النبي هذا عظيما في شأنه كبيرا في قومه عزيزا علي ربه فقد حق لقومه أن يتناقلوا عنه كل صغيرة أو كبيرة يفعلها  أليس هو الذي قال الله فيه قال تعالي ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)/الاحزاب) والأسوة هي القدوة والسير علي دقائق المتأسي به 
وفي لسان العرب: 
(الأُسْوَةُ والإسْوَةُ القُدْوة ويقال ائتَسِ به أي اقتدَ به وكُنْ مثله  وعند الليث فلان يَأْتَسِي بفلان أَي يرضى لنفسه ما رضيه ويَقْتَدِي به وكان في مثل حاله والقوم أُسْوةٌ في هذا الأَمر أَي حالُهم فيه واحدة 

والتَّأَسِّي في الأُمور الأُسْوة وكذلك المُؤَاساة والتَّأْسِية التعزية أسَّيْته تأْسِيةً أَي عَزَّيته وأَسَّاه فَتَأَسَّى عَزَّاه فتَعزَّى وتَأَسَّى به أَي تعزَّى به 

وقال الهروي تَأَسّى به اتبع فعله واقتدى به 

ويقال أَسَوْتُ فلاناً بفلان إذا جَعَلْته أُسْوته 
 ومنه قول عمر رضي الله عنه لأَبي موسى آسِ بين الناس في وَجْهك ومَجْلِسك وعَدْلِك أَي سَوِّ بَينَهم واجْعل كل واحد منهم إسْوة خَصْمه 

وتآسَوْا أَي آسَى بعضُهم بعضاً قال الشاعر وإنَّ الأُلَى بالطَّفِّ من آلِ هاشمٍ تَأَسَوْا فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا قال ابن بري وهذا البيت تَمَثَّل به مُصْعَب يوم قُتِل وتَآسَوْا فيه من المُؤَاساة كما ذكر الجوهري لا من التَّأَسِّي كما ذكر المبرد فقال تآسَوْا بمعنى تَأَسَّوْا وتَأَسّوْا بمعنى تَعَزَّوا 

ولي في فلان أُسْوة وإسْوة أَي قُدْوَة 

 وواحد الأُسَا والإسَا أُسْوَة وإسْوة وهو إسْوَتُك أَي أَنت مثله وهو مثلك وأْتَسَى به جَعَله أُسْوة وفي المثل لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة وأَسْوَيْته جعلت له أُسْوة عن ابن الأَعرابي)
هذا معني الأسوة في لغة القرآن الكريم ولقد فهمها العرب من المسلمين لمعرفتهم الكبيرة بمعان القرآن الكريم وفهموا أن محاولة المثليةوالتي تساوي التمثل بكل شيئ حتي في المأكل والمشرب وكل خلجة صغيرة وكبيرة تستوجب نقل كل أحوال المتأسي به في صغيره وكبريه ولكن أحمد صبحي السفيه قد غاب عنه ما تفهمه  المسلمون كعرب قد فهموا القرآن الكريم بلسان العرب أن الأسوة هي  القُدْوة  والاقتدَاء به والعمل علي أن يكون مثله  وعند الليث فلان يَأْتَسِي بفلان أَي يرضى لنفسه ما رضيه ويَقْتَدِي به وكان في مثل حاله والقوم أُسْوةٌ في هذا الأَمر أَي حالُهم فيه واحدة) ولا اسوة مطلقا إن كانت المور ستأخذ بالنقاوة كما في مذهب السفيه صبحي بل الاسوة لا تكون الا بالتمثل التام في كل شيء ولو في سفاسف الأمور
والله تعالي هو الذي فرض علينا التأسي برسول الله كما أوردنا في الآية الكريمة من سورة الأحزاب (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)/الاحزاب))
 

وفي تعليق السفيه علي حديث ورد تحت باب العجوي
من أكل 7 تمرات لا يضره في هذا اليوم سم ولا سحري

وحديث كان النبيى يأكل الرطب بالقثاء 
ونصوص الحديثن في الصحيح هما:
في باب الرطب بالقثاء
[ 5124 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء


[ 5134 ] حدثنا بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر رضى الله تعالى عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء

وفي باب العجوة
[ 5130 ] حدثنا جمعة بن عبد الله حدثنا مروان أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر 


 - وعلق علي حديث النهي عن أن تقرنوا بين التمر وغيره واشار الي الحديث عن أنس ( ) 

- واتهم أحمد منصور الزبلة ابو ضرطة وخرية لانس ابن مالك انه كذاب اوي اوي مع العلم بأنني اتهم ابن صبحي ليس فقط بالكذب الفاضح لكن أيضا بالدجل الشائع وسأورد للقارئ المنصف مناقب أنس ابن مالك الصحابي الوررع عالي المقام رضي الله عنه وأرضاه 

ومن سخرية صبحي بأنس ابن مالك الصحابي  أنه يقول عليه في تعليقه علي حديث اطعام النبي محمد صلي الله عليه وسلم أن أنس ذهب يقول:
- ياماما الست ام انس جهزي طعاما يكفي كذا وكذا وذهب يتهكم علي أنس وحق النبي محمد في الكرامة التي خص الله بها الأنبياء في تكثير الطعام ببركة الله الواحد فيقول منكر السنة: الطعام القليل يكفي العدد الكبير خرافة وهجص [ينكر كرامة النبوة] اي أن أي دولة اسلامية تستخدم هذه الكرامات ولا تزرع ولا تصنع ...الخ قلت المدون وهل الكرامات النبوية لكل نبي مفتوحة لكل دولة حتي يستخدمها القوم في كل حين مستغنين عن الزرع والقلع ؟ وهل ينتظر إمام الأنبياء ونبي الأمة تهكم أبو شخة صبحي منصور ليقول ذلك وهو صلي الله عليه وسلم والله يقول(
وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)/التوبة)
وقوله تعالي :( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)/التوبة)
 
- وفي تعليقه علي حديث ( عليكم بالاسودين فإنه ) وذهب يخرف في الغنم وموضوع الغنم
- وفي حديث (دعا بطعام وسويق فقام الي الصلاة متمضمض ويعلق علي ذلك فيقول(وايه اللي حصل بعد ذلك لا شيء )

[ 5116 ] حدثنا عبد الرحمن بن شيبة قال أخبرني بن أبي الفديك عن بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال كنت ألزم النبي صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان ولا فلانة وألصق بطني بالحصباء وأستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني وخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة ليس فيها شيء فنشتقها فنلعق ما فيها
-
ثم قال ( في حديث دمه خفيف اوي هو مؤرف آه لكن ..............
- البخاري هو استاذ الهجص قلت يشير الي حديث ( باب لعق الأصابع ومصها قبل أن تمسح بالمنديل ) والي الحديث:
[ 5140 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها


- وذكر ما في الحديث قائلا (تلعق اصابعك واللعق للكلاب لكن ذلك هو البخاري وهجصه) هكذا ستسمع فيديو الحقير صبحي وهو يتهكم علي البخاري وانس ابن مالك والصحابة ويتهمهم مشبها لهم بالكلاب !!) بينما هو الكلب الحقيقي لأنه يجهل معني اللعق في لغة العرب لغة القرآن الكريم 


وفي حديث ابن عباس معلقا أنه لم يري النبي الا مرة أو مرتين (اذا اكل احدكم فلا يمس يده حتي يلعقها أو يلعقها ) قائلا: تخيل ان الصحاب قاعدين وكل واحد ادي صوابعه للي جنبه عشان يلعقها) ثم قال هذا من هجص البخاري

قلت واللعق في لغة القرآن الكريم هو :
(كما جاء في لسان العرب لابن منظور): اللعق هو الأكل بالملعقة ولَعِقَ الشيءَ يَلْعَقُه لعْقاً لحسه 


[قلت المدون : وهو للبشر أصلاً وما جاء من معني لغير البشر فهو تشبيه الكائنات بالبشر وليس العكس واللعق حقيقة في حق البشر مجازا فيما سواهم واحمد صبحي الكلب هو من قلب المعني ليستوي له سبابه للصحابة وتكذيبه للرسول صلي الله عليه وسلم]
 

واللَّعْقةُ بالفتح : المرَّة الواحدة تقول لَعِقْتُ لَعْقَةً واحدة
وفي الحديث كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعِقَها وأَمر بلَعْق الأَصابع والصَّحفْة أَي لَطْع ما عليها من أَثر الطعام

وقد لَعِقَه يَلْعَقهُ لعْقاً واللُّعقةُ ما لُعِقَ يطَّرد على هذا الباب
واللَّعْقَة الشيء القليل منه وأَلْعَقَه إياه 

ولَعَقه عن السيرافي يقال قد أَلْعَقُتُه من الطعام ما يَلْعَقُه إلْعَاقاً

واللَّعُوق اسم ما يُلْعَقُ ** وقيل اسم لكل طعام يُلْعَقُ من دواء أو عسل
والمِلْعَقَةُ ما لُعِقَ به  واحدة المَلاعق
واللُّعْقةُ بالضم اسم ما تأخذه المِلْعَقةُ
واللُّعاقُ ما بقي في فيك من طعام لَعِقْتَهُ
واللَّعُوق اسم لِما يَلْعَقُه وقيل اللَّعُوق اسم لم يُلْعَق أَي يؤكل بالمِلْعَقَة   


 قلت المدون فمتي جاءت سيرة الكلاب واللعق إن كان اللعق أصيلا في بني آدم وحاصل معناه أكل الطعام بدون تركٍ لباق منه في الوعاء وهو ما نسميه اللحس أو أكل الطعام بالملعقة وهو اسم لكل طعام يُلْعَقُ من دواء أو عسل أي يؤكل بالملعقة ومحي تماما من الصحفة

واللَّعُوق اسم ما يُلْعَقُ وقيل اسم لكل طعام يُلْعَقُ من دواء أو عسل

والمِلْعَقَةُ ما لُعِقَ به واحدة المَلاعق


واللُّعْقةُ بالضم اسم ما تأخذه المِلْعَقةُ واللُّعاقُ ما بقي في فيك من طعام لَعِقْتَهُ
وأقول لصبحي أن جهله أوقعه في سوء ما ذهب اليه فهو يعتبر اللعق للكلاب إذن فهو أول كلب يلعق طعامه بملعقته إذن !! اليست الملعقة عي اسم آلة للعق؟
إنه الجهل والسفاهة التي غرق في لجتها المعتمة أحمد صبحي وعصابته البايبسية العميلة
ومما اتصف به صبحي أيضا منكر السنة ومحرف آيات القرآن :


2.انعدام الحجة في كلام السفيه صبحي
3.استحداث حججا غير التي تعارف عليه العقلاء في منطق الحجاج
4.استخدامه للمتشابه من القول من أجل تشويه الاسلام ورجالته الأكفاء الحفاظ المغاوير حيث يعمل العقل في أحد ثلاثة مناطق
1.الاول هو اليقين بالحل (مقابله الفرض العقلي)
2.والثاني هو اليقين بالحرام (مقابله المستحيل العقلي)
 والثاني هو الظن (مقابله الممكن علي أحد الوجهين قلا الترجيح)
5.واحمد صبحي يترك الفروض العقلية ويعمل في مجال الممكنات العقلية ليرجح هو ما لا ترجحة الروايات وليكذب هو ما تستفيض به الروايات المنقولة صحيحا وكل غرضه تكذيب الله ورسوله

وسنوافي بالتعليق ان شاء الله

الأحاديث من صحيح البخاري التي اشتمل عليها فيديو احمد صبحي الكذاب الأشر


باب الرطب بالقثاء

[ 5124 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء


[ 5134 ] حدثنا بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر رضى الله تعالى عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء

باب العجوة
[ 5130 ] حدثنا جمعة بن عبد الله حدثنا مروان أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر


باب القران في التمر

[ 5131 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا جبلة بن سحيم قال أصابنا عام سنة مع بن الزبير فرزقنا تمرا فكان عبد الله بن عمر يمر بنا ونحن نأكل ويقول لا تقارنوا فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القران ثم يقول إلا أن يستأذن الرجل أخاه قال شعبة الإذن من قول بن عمر

باب القثاء

[ 5132 ] حدثني إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء

باب من أدخل الضيفان عشرة عشرة والجلوس على الطعام عشرة عشرة
[ 5135 ] حدثنا الصلت بن محمد حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن أنس وعن هشام عن محمد عن أنس وعن سنان أبي ربيعة عن أنس أن أم سليم أمه عمدت إلى مد من شعير جشته وجعلت منه خطيفة وعصرت عكة عندها ثم بعثتني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في أصحابه فدعوته قال ومن معي فجئت فقلت إنه يقول ومن معي فخرج إليه أبو طلحة قال يا رسول الله إنما هو شيء صنعته أم سليم فدخل فجيء به وقال أدخل علي عشرة فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قال أدخل علي عشرة فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قال ادخل على عشرة حتى عد أربعين ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فجعلت أنظر هل نقص منها شيء

باب الكباث وهو ثمر الأراك

[ 5138 ] حدثنا سعيد بن عفير حدثنا بن وهب عن يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكباث فقال عليكم بالأسود منه فإنه أيطب فقيل أكنت ترعى الغنم قال نعم وهل من نبي إلا رعاها

باب المنديل
[ 5141 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني محمد بن فليح قال حدثني أبي عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سأله عن الوضوء مما مست النار فقال لا قد كنا زمان النبي صلى الله عليه وسلم لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا ثم نصلي ولا نتوضأ 
سنتابع ان شاء الله ----------
 

9.عرض كتاب حد الردة والرد علي صبحي


888888888888888888888و


7.حد الردة وكونه البوابة الخلفية للحفاظ علي دين الإسلام(2)

حد الردة وكونه البوابة الخلفية للحفاظ علي دين الإسلام(2)
ويستأنف أحمد صبحي منصور  قائلا  : ونشرت الصحف البيان التمهيدي الرسمي عن الحزب ومؤسسيه وكان اسم فرج فودة رقم 2 بينما كان اسمى رقم 6. وفورا اصدرت ندوة علماء الأزهر والتي تمثل التطرف السلفى الوهابى بزعامة عبد الغفار عزيز بيانا دمويا في تكفير فرج فودة وتكفيرى والتحذير مسبقا من صدور الموافقة الرسمية على الحزب الجديد. نشرت جريدة " النور " التى كان يمتلكها الحمزة دعبس هذا البيان بفتواه الدموية في يوم الاربعاء الأول من يونية 1992 ورأيته على مكتب فرج فودة صبيحة ذلك اليوم . قال : لا بُدَّ أن أردَّ عليهم . قلت له "لا تفعل ، انهم لا يستحقون" ، كان مقررا أن يسافر فودة الى فرنسا بعد عيد الأضحى مباشرة ليعود بعد اسبوعين ليستأنف اجراءات اقامة الحزب حيث كان قد حصل على موافقة على تأسيسه كما كان مقررا أن اسافر الى بلدتي لأقضي عيد الأضحى مع اهلي . ثم نلتقى معا لمباشرة اعلان الحزب . يوم الاثنين التالي اغتالوا فرج فودة اثناء خروجه من مكتبه واصابوا ولده الصغير بجراح خطيرة وطالت الجراح صديقا آخر لفرج كان معه.
كتبت في عمودى في جريدة "الأحرار" متسائلا من قتل فرج فوده؟ وقلت ان القاتل الحقيقى هم أولئك الذين أفتوا بقتله وبعد موته توضأوا بدمه وهم يتحدثون عن سماحة الاسلام . قلت ان القاتل الحقيقي هو الذي يفتى بالقتل ولا بُدَّ ان يمثل في قفص الاتهام باعتباره شريكا ومحرضا على الجريمة . ونشرت الجماعة الاسلامية بيانا لها في اذاعة لندن تقر فيه بمسئوليتها عن قتل فرج فودة ، وانها قتلته تطبيقا لفتوى العلماء.[ وأقول البنداري :  سيتكلم أحمد منصور في الأسطر القادمة عن الشيخ محمد  الغزالي كأنه نبي مرسل أو ملاك عصم من الخطأ - يستمد من ذلك الحجة بأن ماهو عليه صواب وحق -  وأنا لا أقصد قط تسفيه الشيخ محمد الغزالي ، فهو شيخ فاضل لكنني من موقعي هذا وقد تتبعت سياقات الغزالي البلاغية والإسلامية  فى سرد كتاباته فوجدتها يطيب بعضها ولايطيب البعض الآخر وذلك بمقياس النص القرآني الصحيح ،  ويتجوز في بعضها ويتشدد فى البعض الآخر وينتقد أحيانا ما لاينتقد ويمتدح فى بعضها مالا يمتدح ، وخلاصة القول أنه بشر وأنه ليس حجة على الله ورسوله ، وأرى أن ابن صبحي يستمسك بحبل بشري ليس ملائكي ولا نبوي لكونه خاويا بداخله مرفوض الفكر باطل التوجه  فى منظور القرأن  و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم  ، وأوليائهما من المؤمنين ، وإني أهمس فى أذن أحمد صبحي قائلا لئن وجدت ضالتك فى الغزالي فما هو بالذي يحُتج به على الله ورسوله ثم  ماذا حرك الغزالي من ساكنٍ حوله ؟ وما الذى ارتقى به جهده من تدعيم لدين الله وتطبيقٍ لشريعته ، بل إنى أقول أن مشوار حياته النقدي كان منصبا على جيل الشباب المؤمن المتوقد حماسا وإقبالا على الله ورسوله بالتبكيت والتوبيخ والإنتقاص ووضع الروح المعنوية عنده  ، برغم أنهم قدموا للإسلام كل ما تصوروا أنه صواب حتي جادوا بحياتهم وأنفسهم وأموالهم ودمائهم فى الوقت الذي  قبع أمثال الشيخ  الغزالي ومن نحا نحوه خلف الرفاهية ونعيم الحياة الدنيا ولم نرى أحدهم قُتل فى سبيل الله لموقف فى حضرة سلطان جائر أو نزفت دماؤه  إحتراراً على انتهاك شعائر الإسلام بل هو ككثير غيره تأقلموا مع واقع  المعصية وأولوها حتي باتت معهم حيث باتوا وأضحت معهم حيث أضحوا ]،  ويستأنف منكر السنة  قائلا  : وقف الشيخ محمد الغزالي يدافع عن القتلة في المحكمة التي حولها الطاغوت السلفي الى محاكمة للقتيل وليس القاتل. قال الغزالي ان القتلة افتأتوا فقط على السلطة حين بادروا بقتل فرج فودة وهو مستحق للقتل باعتباره مرتداً. قبل ذلك كانت العلاقة بينى وبين الغزالي تدخل طور الاستحسان، كان يهاجمنى فى جلساته الخاصة التى يحضرها اصدقاء لى ، وقالوا لى انه نشر مقالا عرض فيه بى تحت لقب " أغلمة العلم " ـ اغلمة جمع غلام ـ ولكن جهد الأصدقاء المشتركين جعله يقرأ بعض كتبى وبعض مقالاتى التى كانت تنشر فى بعض الصحف المصرية الرسمية والحزبية، وتغيرت نظرته لى [ قلت البنداري : هكذا يريد أحمد منصور أن يزعم  أن الشيخ الغزالي بدأ يتحول إلى قرآني من ذاك التاريخ ، وابن منصور دائما يعيش الوهم ، وينسجه ويتخيل مالا يحدث لذلك نسج كذبا تغير نظرة الشيخ الغزالي له ولم يحدث ذلك قط (  انظر إقرارات الغزالي بحبه لله وحبه لرسوله ستأتي هنا قريبا ) ولو حدث جدلا فما هى الحجة فى ذلك ، إن الإستدلال بالرجال على الحق لهو عين الباطل فالحق لم يستحق كونه حقا إلا بنسبته إلى الله ورسوله ألم تقرأ قوله تعالى: (  قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) (يونس )
- وقوله تعالي : [ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) ](ابراهيم )
- وفي قوله تعالي (  وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) ( سورة الحجر)
- وكذا قوله تعالي ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) ( الانبياء )
- وفي قوله تعالي (  وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)] (الحج )
-  وفي قوله تعالي (  كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
- وفي قوله تعالي ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) ]
- ثم يستأنف صبحي قائلاً:  وكما قيل كان يأمل خيرا فى مستقبل الأزهر ( وأقول لصبحي : من هو ذا الذي كان يأمل  خيرا فى مستقبل الأزهر وما قيمة هذا فى بيان أن تنكر أو تقر بحد الردة ، إن هذا دأبك يابن منصور فى نسج القصص والدوران بها واللف لتخرج قارءك أو سامعك من بؤرة التركيز إلى ساحة التشتت حتى لا يفيق الى ما تنسجه أناملك من شباك الإيقاع بهم متاهات الضلال وليتسنى لك متاهتهم فى أفق ضلال ممتد لا يروا  له نهاية مزينا لهم الباطل  على أنه حق والحق  من باطلك بريء ) – ويستأنف القرآني صبحي:   اذا تم تجاوز المشاكل بيني وبينهم وعدت الى الأزهر لأعيد حركة الاجتهاد التى بدأها الامام محمد عبده [ قلت البنداري : : أى اجتهاد هذا الذى صممت أن تنشئه على سيمفونية العلماني فرج فوده متحالفا معه لتنشئوا كما زعمت منذ أسطر مضت حزبا لتخريب الإسلام والمسلمين ، حيث اعلن عن غايته من تدعيم العلمانية وإنهاء حكم الدين وفصل الدولة عن الدين  ( فقولك : وفى سنة 1992 اتفقنا على إشهار حزب جديد باسم "حزب المستقبل" يقف ضد تيار التطرف الدموى الذى كان يستبيح دماء الأقباط وأموالهم في موجة عنف لم تعرفها مصر حتى في العصور الوسطى عصور التعصب هو إقرار صريح منك للتفاعل مع زعيم العلمانيين فى مصر لتتعاونوا علي الإثم والعدوان ( إذ قد ثبت بالدليل والواقع أن موجة العنف هذه من أوهامكم فمنذ 1992م ومصر تنعم باستقرار اجتماعي لم يعرف له التاريخ الحديث مثل .. وأن حزبكم الذي دثره الله في مهده كان مخطط له من أسيادكم بالخارج افتعال الخلافات الدينية والإجتماعية  وتصعيدها بوسائلكم القذرة لتصلوا إلي هدفكم المنشود والذي تزعمون من ورائه تصوير أن المسلمين بمصر يضطهدون الأقباط ليحلوا لكم الإنقضاض علي عناص الإسلام البشرية والفكريسة وتدميرها ولكن كنتم تدبرون أمرا والله محيط بكم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، قال تعالي : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الرعد33 ، وقال أيضا (  وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }إبراهيم46/  وقال أيضا ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ }النمل51، وقوله تعالي ({أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ }الطور42 ، و  ({إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً }الطارق15 ، و ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ }الأنبياء70 ، ،  فكتابات وتصريحات فرج فودة كانت  تفوح ريحتها المزكمة من بين شفتيه وتبرق فى لهيب عينيه كراهية الله ورسوله ودينه تحت مسميات زعمها واعتلالات نسجها من وجة نظره الحاقدة على الاسلام  ) .
- ثم يستأنف صبحي قائلاً: وكان على نفس الرأى الشيخ عبدالله المشد رئيس لجنة الفتوى فى الأزهر وآخرين من الشيوخ غير الأنذال [ قلت البنداري : يالطول لسانك الذي طالما أصدر الشتائم والتهكم والسباب ] ، بدأ الغزالي بنفسه توطيد هذه العلاقة من طرف واحد حين نقل كثيراً من آرائي في كتابه المشهور عن (السُنَّة بين أهل الفقه وأهل الحديث) ليمهد لقبول آرائى فى المجتمع الأزهري والفقهي ( قلت البنداري :  هذا هو نص ما قدم به الشيخ الغزالي لكتابه الذي ذكره صبحي منصور أوردته لتقرأ بنفسك تشبث الغزالي بدين الإسلام وحبه لله ولرسوله ولتقرأ مبرره فى تناوله لسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) من منظور الحرص على تنقيحها واعتماد الصحيح منها دون الضعيف قال الشيخ الغزالي ( لكن الشتم الذي أوجعني اتهام البعض لي: بأني اخاصم السنة النبوية!!.  وأنا أعلم أن الله ورسوله أحب إلي مما سواهما، وأن إخلاصي للإسلام يتجدد ولا يتبدد، وأنه أولى بأولئك المتحدثين أن يلزموا الفقه والأدب..  فغايتي تنقية السنة مما قد يشوبها! وغايتي كذلك حماية الثقافة الإسلامية من ناس قيل فيهم: إنهم يطلبون العلم يوم السبت، ويدرسونه يوم الأحد، ويعلمون أساتذة له يوم الاثنين. أما يوم الثلاثاء فيطاولون الأئمة الكبار ويقولون: نحن رجال وهم رجال!!.  وهكذا بين عشية وضحاها يقع زمام المسلمين الثقافي بين أدعياء  ينظر اليهم أولو الألباب باستنكار ودهشة.  وإذا كان هؤلاء  لم يرزقوا شيوخا يرونهم ، أو أساتذة يثقفونهم فسوف تربيهم الايام والليالي وما أحفلها بالعجائب!وقد رأيت( والكلام ما يزال متصلا للغزالي : )  أن أدخل الإضافات الجديدة في مادة الكتاب نفسه، مشيرا في الهامش الى أنها ردود على شبهات، أو إجابة على تساؤلات.   وأؤكد أنني مع جمهرة الفقهاء والمتحدثين عن الإسلام ، ولست صاحب مذهب شاذ، بل إنني من صميم الجماعة ومن حماة أهدافها، وأولوا  العلم يعرفون ما أعني . والخطورة تجئ من أنصاف متعلمين أو أنصاف متدينين يعلو الآن نقيقهم في الليل المخيم على العالم الإسلامي، ) قلت البنداري :  فأين إذن تأثر الشيخ الغزالي بفكر أحمد منصور؟ خاصة بعد ما أصدر حكمه عليه بالخروج عن الإسلام ؟ ويقر الشيخ الغزالي في تقرير لاحق في نفس الكتاب بضرورة إعمال النص النبوي من السنة المطهرة فى تنوير نظرة المسلم عند تناوله للقرآن وهو بذلك بخلاف صبحي منصور كليا وجزئيا فيقول الشيخ الغزالي ( وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم ، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا ( وأقول لصبحي متي إذن غازلك الشيخ الغزالي وهو على النقيض معك فهو يؤمن بضرورة توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، ويقرر بما لايدع مجالا لافتئاتك على الله ورسوله ثم هذا الشيخ الجليل إذ يقول :  فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا ، أما أنت يا ابن منصور فقد أقررت بأن الأحاديث النبوية هي أحاديث شيطانية أملاها الشيطان لنبي الله محمد – هكذا سولت لك نفسك الخبيثة حنقا وحقدا على نبي الله تعالى وهو الذي لا ينطق عن الهوي وهو الذي أقسم الله تعالى بالنجم إذا هوي ماضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي علمه شديد القوى ذو مرة فاستوي )  حين تناولت الآية (   وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)] ففهمتها كما عهدنا عليك فهم الشاك في كلام الله والجاهل بسياقات اللغة العربية وحرفتها بما يناسب مرادك متخليا عن كل منطق لغوي وكل فقه عقلي ، ولنا معك فيها وقفة نؤدبك فيها بالحجة البالغة  ونردك عنوة عن المعاني المقلوبة والجاهلة  التى نحوت نحوها ،  عندما نتناول هزلك ولغطك فى قضية الناسخ والمنسوخ بمشيئة الله الواحد الأحد.]  ثم يستأنف صبحي قائلاً : ورددت عليه التحية بأحسن منها حين راجعت له رسالة دكتوراه عن "علم الحديث في القرن السادس الهجري" كتبها باحث في كلية دار العلوم ، وكان الغزالي احد أعضاء لجنة المناقشة.وقد ارتعب من حجم الرسالة وعنوانها فارسلها لى ـ عن طريق صديق مشترك لا يزال حيا يرزق ـ لأتفحصها عنه ولأسجل ملاحظاتى عليها. وكتبت له تقريرا كاملا عنها منهجيا وموضوعيا، وبهذا التقرير كان الشيخ الغزالى فى أثناء مناقشة الرسالة هو الفارس من بين أعضاء اللجنة يصول ويجول على الباحث المسكين . وليرد على التحية بأحسن منها نشر الغزالي كتابه " تراثنا الفكرى " يشيد بى وينقل عنى مقالا قديما اقحمه في السياق ( ص 101) :[  قلت : وإليكم نص ما قاله الشيخ الغزالي : قال : ... كتب الدكتور أحمد صبحي منصور هذا الفصل النفيس فى النقد الذاتي للتاريخ الإسلامي ، ننقله عنه ( ثم نقل القطعة التي تكلم فيها أحمد منصور عن هولاكو كسفاح من عشرات السفاحين الذين أهلكوا الحرث والنسل باعتباره قتل هو وجيشه ما يقرب من 2 مليون نسمة ، ويلقى أحمد صبحي بالمسؤلية على المستعصم بالله أمير المؤمنين وقتها بجانب مافعله هولاكو  ، ورد ذلك الى عدة عوامل منها ضعف المستعصم بالله ، وانحلال الدولة العباسية ، والفساد الإداري والمالى والأخلاقي  فى أروقة الساحة السياسية وقتها ، وهكذا تناول أحمد منصور الأمر تناولا تاريخيا وأضفي عليه ظلال رؤيته الشخصية ورغم ذلك لم يكن في هذا المقال ما يفيد أن الغزالي شجعه على إنكار السنة ولم يرد هذا مطلقا لا من أحمد صبحي ولا من الشيخ الغزالي ، فعلام يستدل منكر السنة بالشيخ الغزالي ؟؟؟ هل هو مجرد ذكر الغزالي لإسم أحمد منصور ؟؟!! فى مقالة تاريخية بحتة ؟!أم هو لهفة الغريق وتمسكه بقشة ؟ عموما قد أوردت نص المقال الذي أورده أحمد صبحي الذي قصده الشيخ الغزالي لتنتهي الى الأبد قصة احمد صبحي والشيخ الغزالي.يتبع إن شاء الله بالجزء الثاني ج2 كتب ونشر في 6/2/2011م

 فيما يأتي مكان الصفحات التي كتبها الشيخ محمد الغزالي لكنها   منسوخة ببرنامج pdf لهذا لم تظهر هنا

 وهو منسوخ ببرنامج Pdf  :
 1-  آخر الصفحة 109من كتاب تراثنا الفكري للغزالي – مما نقله عن أحمد صبحي منصور .
وهكذا فأنت ايها القارئ تري أن أحمد صبحي منصور قد استدل بالشيخ الغزالي فى غير موضع فهو قد نقل تصورا تاريخيا اتفقت وجهة نظره فيه مع ما كتبه أحمد صبحي باعتباره كان مدرسا للتاريخ الإسلامي ، وقد يكون وجهة نظره شخصية بحتة ، فلماذا يقحم احمد منصور الغزالي هنا إلا لكي يوهم  القاريء أو السامع لذلك أن بركات الشيخ الغزالي قد لاحقته وأنه لذلك يجب أن تلحق هذه البركات جمهور المسلمين ليباركوا ما يفجر به أحمد صبحي منصور من إنكاره لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحريفاته لمعاني القرآن الكريم وتفسيره له وفقا لما قد وضعه باطلا من مسمي ( مصطلحات القرآن ) المختلق من وهم وخيال أحمد منصور * ويستأنف احمد صبحي كلامه قائلا:  كما اقحم في الكتاب (  تراثنا الفكرى ) فتوى عن انكار السنة ( ص127-  )  قال:  أنها صيغت خصيصا من الشيخ المشد رئيس لجنة الفتوى في الأزهر للدفاع عني ، وكان لا بد من نشرها وتوثيقها علنا فقام الغزالي بوضعها في كتابه. وانتظر أن أرد تحيته فاذا بشهادته المسمومة ضد فرج فودة تطيح بكل جهود الشيوخ الشرفاء في التقريب بيننا. 

[ قلت البنداري :  ولعل ما فعله الشيخ الغزالي وهو رجل راشد يعي جيدا ما يقول وما يفعل هو صفعة على قفا أحمد صبحي لعله يفيق من وهمه الذي نسبه زورا الى الشيخ الغزالي  وليعلم أن أهل القرآن وخاصته من أتباع النبي صلي الله عليه وسلم ليسوا هشاً ولن يبيعوا الدين بالدنيا كما فعل احمد صبحي الذي باع نفسه للكاهن بايبس واللوبي اليهودي واسياده من الأمريكان ، فأنكر السنة وحرف معاني القرآن وهاجم كل جهد صادق : صائب أو خاطئ يبذل من أي مسلم في سبيل الله تعالى ورسوله . واتخذ في سبيل ذلك كل اسلوب رث وعفن من سب وشتم واستهزاء وتهكم وبذاءة كما يفعل أصحاب الشوارع أو الذين يردحون كردح الحريم فى الأزقة والحارات الشعبية والعشوائية . 
ويستأنف منكر السنة كلامه قائلا : هاجمت الغزالي بقسوة في مقالات متتابعة في جريدة "الأهالى " كان منها : "الغزالي ينهزم أمام فرج فودة بعد موته"، " الغزالي يرد على الغزالي "،وفى هذا المقال نشرت ماكتبه الغزالى نفسه فى تأكيد حرية العقيدة فى الاسلام وبأن مايعارض ذلك ليس الا أكاذيب، وهذا ماتناثر فى كتابه "السنة بين اهل الفقه والحديث" والذى تاثر فيه بكتاباتى واتهموه من اجله بانكار السنة

[ قلت البنداري : أصدر الشيخ محمد الغزالي كتاب عن السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث هو (  كتابه "السنة بين اهل الفقه والحديث" ) تعرض بسبب هذا الكتاب وما فيه من هجوم وإنكار لأحاديث النبي ( صلي الله عليه وسلم )  لحملة  شديدة واتهم ( بمخاصمة السنة) وقد رد محمد الغزالى فى الطبعات الجديدة من كتابه فقال " لكن الشتم الذي أوجعني إتهام البعض لي: بأني اخاصم السنة النبوية!!.  وأنا أعلم أن الله ورسوله أحب إلي مما سواهما، وأن إخلاصي للإسلام يتجدد ولا يتبدد، وأنه أولى بأولئك المتحدثين أن يلزموا الفقه والأدب..  فغايتي تنقية السنة مما قد يشوبها ،  وأقول أنا البنداري عاتبا علي الشيخ الغزالي :  إن من يقول : وندخل على ما ذكر بالنسبة للمتن فنجد أنه يقول أن النص لابد أن يكون غير شاذ ولا يكون به علة قادحة ، ولاحظ معى عزيزى القارئ  والكلام ما يزال للشيخ الغزالي - : كلمة " علة قادحة " أى ليست علة فقط بل لابد وأن تكون قادحة أى لابد أن يحدث كوارث لكى يعيدوا النظر فى الحديث ، وهو بهذا يسلم بأقوال الوضاع الصالحين الذين كانوا يكذبون للرسول لا عليه أى الذين كانوا يكذبون على النبى بأقوال يحسبونها لا تتعارض مع القرآن الكريم وبالطبع فإن ما ينسبونه للنبى ليس به علة قادحة وبالتالى سوف تعتبر من الأحاديث الصحاح مع أن النبى لم يقلها.. وهذه تعد كارثة وكان الأجدر بهم أن يقولوا هذه هى آراء لنا ولا ينسبوها زورا للنبى عليه السلام .. إنصافا للإسلام ورسول الإسلام ..  أليس الأجدر بنا العودة للقرآن فقط ..؟ - الي هنا آخر كلام الشيخ الغزالي في هذه الفقرة

[ وأقول أنا البنداري :  إن من يقول كذلك،   لا تكون غايته تنقية السنة مما قد يشوبها كما زعم بل تدمير صرح السنة تدميرا كاملاً – إن هذه هي المرة الأولي التي ألفيت شيخا مثل الغزالي يكذب صراحة فيها ولعله أيقن أن الفخ الذي نمقه له أحمد صبحي  منصور قد وقع فيه بلا هوادة ولا رحمة ووجد نفسه يخرج في منظورالمسلمين وفي يوم وليلة من حظيرة الإسلام ليلحق بأحمد صبحي ومن غرروا به لكن الرجل سرعان ما عاد إلي رشده وللأسف بحجة كاذبة إذ لن تتفق مقولة : 1- وبالطبع فإن ما ينسبونه للنبى ليس به علة قادحة وبالتالى سوف تعتبر من الأحاديث الصحاح مع أن النبى لم يقلها.. وهذه تعد كارثة وكان الأجدر بهم أن يقولوا هذه هى آراء لنا ولا ينسبوها زورا للنبى عليه السلام .. إنصافا للإسلام ورسول الإسلام ، أليس الأجدر بنا العودة للقرآن فقط ..؟  مع مقولة:   2- فغايتي تنقية السنة مما قد يشوبها ، وغايتي كذلك حماية الثقافة الإسلامية من ناس قيل فيهم: إنهم يطلبون العلم يوم السبت، ويدرسونه يوم الأحد، ويعلمون أساتذة له يوم الاثنين. أما يوم الثلاثاء فيطاولون الأئمة الكبار ويقولون: نحن رجال وهم رجال!!."  ويحاول الشيخ أن ينصح من يهاجموه بعد أن تورط في كبيرة إنكار السنة وصار في نظر أمراء الجماعات الدينية وكل تيار السنة الأصولي وهم جل أمة الإسلام وغالبيتهم – صار منكراً لسنة النبي ( صلي الله عليه وسلم )  محاولا أن يحتفظ لنفسه بالريادة الفكرية بعد الخزي الذي وضع نفسه فيه  ، رغم ما جناه من شطط فكري في حق سنة النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ، وصغار  ، فيقول "وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم ، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين : أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم. وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا.."  وفى الكتاب كان الشيخ محمد الغزالي يتوقع   قسوة نقده لقواعد التحديث المعروفة على  شباب أهل السنة الأوفياء لسنة نبيهم ،  فيقول" وفي هذا الكتاب جرعة قد تكون مرة للفتيان الذين يتناولون كتب الأحاديث النبوية ثم يحسبون أنهم أحاطوا بالإسلام علما بعد قراءة عابرة أو عميقة."  ويوضح الشيخ رأى من سبقوه فى قضية الأحاديث ما يقبل منها وما لا يقبل --- فيقول" وقد وضع علماء السنة خمسة شروط لقبول الأحاديث النبوية: ثلاثة منها في السند، واثنان في المتن:

[ قلت البنداري :  والواضح أن اهتمام الشيخ الغزالي بالحديث والمصطلح كان اهتماما ضعيفا جدا ويبين ذلك ضحالة علمه فيما يعرضه من موضوعات مهمة جدا فى مصطلح الحديث ، فبينما قد نسب جهلا منه الى علماء المصطلح  أنهم اشترطوا خمسة شروط في قبول الحديث أو عدم قبوله ( وذكرهم ) فقد اشترط ابن الصلاح وهو العالم المشهور من علماء مصطلح الحديث الذي تضمنته قائمة الشيخ الغزالي أكثر من هذه الشروط وأوضح منها وأدق واليك هي من كتابه الشهير( مقدمة ابن الصلاح ) : النوع الثالث والعشرون‏:‏ معرفة صفة من تقبل روايته   جملة مسائل‏   الأولى‏:‏ عدالة الراوي‏
  الثانية‏:‏ معرفة كون الراوي ضابطاً   الثالثة‏:‏ التعديل مقبول من غير ذكر سببه
  الرابعة‏:‏ الاختلاف في إثبات الجرح والتعديل بقول واحد  
  الخامسة‏:‏ اجتماع الجرح والتعديل في شخص  
 السادسة‏:‏ لا يجزي التعديل على الإبهام من غير تسمية المعدل
  السابعة‏:‏ إذا روى العدل عن رجل وسماه  
  الثامنة‏:‏ في رواية المجهول
  أقسام رواية المجهول  
  الأول‏:‏ المجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعاً
  الثاني‏:‏ المجهول الذي جهلت عدالته الباطنة  
 الثالث‏:‏ المجهول العين
  التاسعة‏:‏ الاختلاف في قبول رواية المبتدع الذي لا يكفر في بدعته‏  
  العاشرة‏:‏ التائب من الكذب في حديث الناس  
  الحادية عشرة‏:‏ إذا روى ثقة عن ثقة حديثاً وروجع المروي عنه فنفاه‏  
  الثانية عشر‏:‏ من أخذ على التحديث أجراً  
  الثالثة عشر‏:‏ رواية من عرف بالتساهل  
  الرابعة عشرة‏:‏ إعراض الناس عن اعتبار مجموع ما بينا
  الخامسة عشر‏:‏ في بيان الألفاظ المستعملة بين أهل هذا الشأن في الجرح والتعديل
  مراتب ألفاظ التعديل  
  الأولى‏ ،,   الثانية‏ الثالثة‏  
والرابعة : 
النوع  الثالث والعشرون‏:‏ معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد روايته، وما يتعلق بذلك من قدح وجرح وتوثيق وتعديل ، أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على‏:‏ أنه يشترط فيمن يحتج بروايته‏:‏ أن يكون
   1-   عدلاً،
   2- ضابطاً    لما يرويه‏.‏ وتفصيله‏:‏ أن يكون مسلماً، بالغاً،  عاقلاً، سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة ،  متيقظاً غير مغفل،  حافظاً إن حدَّث من حفظه، ضابطاً لكتابه إن حدَّث من كتابه‏.‏
وإن كان يحدث بالمعنى ‏:‏ اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالماً بما يحيل المعاني ، والله أعلم‏.‏ ونوضح هذه :  

 إحداها‏:‏ عدالة الراوي ‏:‏ تارة تثبت بتنصيص معدِّلين على عدالته، وتارة تثبت بالاستفاضة، فمن اشتهرت عدالته بين أهل النقل أو نحوهم من أهل العلم، وشاع الثناء عليه بالثقة والأمانة، استغني فيه بذلك عن بينة شاهدة بعدالته تنصيصاً، وهذا هو الصحيح في مذهب ‏(‏الشافعي‏)‏، رضي الله عنه، وعليه الاعتماد في فن أصول الفقه‏.‏  وممن ذكر ذلك من أهل الحديث ‏(‏أبو بكر الخطيب الحافظ‏)‏ ، ومثل ذلك بمالك، وشعبة ، والسفيانين ، والأوزاعي ، والليث ، وابن المبارك ، ووكيع ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني ، ومن جري مجراهم في نباهة الذكر و استقامة الأمر، فلا يسأل عن عدالة هؤلاء وأمثالهم، وإنما يسأل عن عدالة من خفي أمره على الطالبين‏.‏ ‏- وتوسَّع ‏(‏ابن عبد البر الحافظ‏)‏ في هذا فقال‏:‏ كل حامل علم معروف العناية به فهو عدل، محمول في أمره أبدا على العدالة، حتى يتبين جرحه‏.‏ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏( ‏يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ‏)‏‏)‏‏.‏ وفيما قاله اتساع غير مرضي، والله اعلم‏.‏ الثانية‏:‏ يعرف كون الراوي ضابطاً بأن نعتبر روايته بروايات الثقاة المعروفين بالضبط والإتقان‏.‏  فإن وجدنا رواياته موافقة - ولو من حيث المعنى-     لرواياتهم ، أو موافقة لها في الأغلب والمخالفة نادرة، عرفنا حينئذ كونه ضابطاً ثبْتاً‏.‏ وإن وجدناه كثير المخالفة لهم، عرفنا اختلال ضبطه، ولم نحتج بحديثه، والله أعلم‏.
 الثالثة‏:‏ التعديل مقبول من غير ذكر سببه على المذهب الصحيح المشهور، لأن أسبابه كثيرة يصعب ذكرها، فإن ذلك يحوج المعدل إلى أن يقول‏:‏ لم يفعل كذا، لم يرتكب كذا، فعل كذا وكذا، فيعدد جميع ما يفسق بفعله أو بتركه، وذلك شاق جداً‏.‏
وأما الجرح فإنه لا يقبل إلا مفسراً مبين السبب ، لأن الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح، فيطلق أحدهم الجرح بناء على أمر اعتقده جرحاً وليس بجرح في نفس الأمر، فلا بدَّ من بيان سببه، لينظر فيما هو جرح أم لا‏.‏  وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله‏.‏ وذكر ‏(‏الخطيب الحافظ‏)‏‏:‏ أنه مذهب الأئمة من حفاظ الحديث ونقاده، مثل‏:‏ البخاري، ومسلم، وغيرهما‏.‏
ولذلك احتج ‏(‏البخاري‏)‏ بجماعة سبق من غيره الجرح لهم، كعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، وكإسماعيل بن أبي أويس، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم‏.‏ واحتج مسلم بسويد بن سعيد، وجماعة اشتهر الطعن فيهم‏.‏ وهكذا فعل أبو داود السجستاني‏.‏ وذلك دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا إذا فسر سببه، ومذاهب النقاد للرجال غامضة مختلفة‏.‏
وعقد ‏(‏الخطيب‏)‏ باباً في بعض أخبار من استفسر في جرحه، فذكر ما لا يصلح جارحاً‏.‏‏
 منها عن شعبة أنه قيل له‏:‏ لمَ تركت حديث فلان ‏؟‏ فقال‏:‏ رأيته يركض علي برذون، فتركت حديثه‏.‏  ومنها‏:‏ عن مسلم بن إبراهيم أنه سُئل عن حديث الصالح المري، فقال‏:‏ ما يصنع بصالح ‏؟‏ ذكروه يوماً عند حماد بن سلمة فامتخط حماد، والله أعلم‏.‏  قلت‏:‏ ولقائل أن يقول‏:‏ إنما يعتمد الناس في جرح الرواة ورد حديثهم على الكتب التي صنفها أئمة الحديث في الجرح أو في الجرح والتعديل‏.‏ وقلَّ ما يتعرضون فيها لبيان السبب، بل يقتصرون على مجرد قولهم‏:‏ فلان ضعيف، وفلان ليس بشيء، ونحو ذلك‏.‏ أو‏:‏ هذا حديث ضعيف، وهذا حديث غير ثابت، ونحو ذلك‏.‏ فاشتراط بيان السبب يفضي إلى تعطيل ذلك، وسد باب الجرح في الأغلب الأكثر‏.‏ وجوابه‏:‏ أن ذلك وإن لم نعتمده في إثبات الجرح والحكم به، فقد اعتمدناه في أن توقفنا عن قبول حديث من قالوا فيه مثل ذلك، بناء على أن ذلك أوقع عندنا فيهم ريبة قوية، يوجب مثلها التوقف‏.‏  ثم من انزاحت عنه الريبة منهم، ببحث عن حاله أوجب الثقة بعدالته قبلنا حديثه ولم نتوقف، كالذين احتج بهم صاحبا الصحيحين وغيرهما، ممن مسَّهم مثل هذا الجرح من غيرهم‏.‏ فافهم ذلك، فإنه مخلص حسن، والله أعلم‏.‏  الرابعة‏:‏ اختلفوا في أنه‏:‏ هل يثبت الجرح والتعديل بقول واحد ، أو‏:‏ لا بدَّ من اثنين‏.‏ فمنهم من قال‏:‏ لا يثبت ذلك إلاّ باثنين، كما في الجرح والتعديل في الشهادات‏.‏ ومنهم من قال- وهو الصحيح الذي اختاره ‏(‏الحافظ أبو بكر الخطيب‏)‏ وغيره - أنه يثبت بواحد ، لأن العدد لم يشترط في قبول الخبر، فلم يشترط في جرح راويه وتعديله، بخلاف الشهادات، والله أعلم‏.‏ الخامسة‏:‏ إذا اجتمع في شخص جرح وتعديل‏:‏ فالجرح مقدم ، لأن المعدل يخبر عما ظهر من حاله ، والجارح يخبر عن باطن خفي على المعدل‏.‏ فإن كان عدد المعدلين أكثر‏:‏ فقد قيل‏:‏ التعديل أولى‏.‏ والصحيح - والذي عليه الجمهور - أن الجرح أولى، لما ذكرناه، والله أعلم‏.‏ السادسة‏:‏ لا يجزي التعديل على الإبهام من غير تسمية المعدل، فإذا قال‏:‏ حدثني الثقة، أو نحو ذلك، مقتصراً عليه، لم يكتفَ به، فيما ذكره ‏(‏الخطيب الحافظ‏)‏ و‏(‏الصيرفي الفقيه‏)‏ وغيرهما‏.‏ خلافاً لمن اكتفى بذلك‏.‏ وذلك‏:‏ لأنه قد يكون ثقة عنده، وغيره قد اطّلع على جرحه بما هو جارح عنده، أو بالإجماع، فيحتاج إلى أن يسميه حتى يعرف‏.‏ بل إضرابه عن تسميته مريب، يوقع في القلوب فيه ترددا‏.‏ فإن كان القائل لذلك عالماً أجزأ ذلك في حق من يوافقه في مذهبه، على ما اختاره بعض المحققين‏.‏  وذكر ‏(‏الخطيب الحافظ‏)‏‏:‏ أن العالم إذا قال‏:‏ كل من رويت عنه فهو ثقة وإن لم أُسمه‏.‏ ثم روى عن من يكون مزكياً له، غير إنا لا نعمل بتزكيته هذه، وهذا على ما قدمناه، والله أعلم‏.‏ السابعة‏:‏ إذا روى العدل عن رجل وسماه لم تجعل روايته عنه تعديلاً منه له، عند أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم‏.‏  وقال بعض أهل الحديث وبعض أصحاب الشافعي‏:‏ يجعل ذلك تعديلاً منه له، لأن ذلك يتضمن التعديل‏.‏  والصحيح هو الأول، لأنه يجوز أن يروي عن غير عدل فلم يتضمن روايته عنه تعديله‏.‏ وهكذا نقول‏:‏ إن عمل العالم، أو فتياه على وفق حديث، ليس حكماً منه بصحة ذلك الحديث‏.‏ وكذلك مخالفته للحديث ليست قدحاً منه في صحته ولا راويه، والله أعلم‏.‏  الثامنة‏:‏ في رواية المجهول، وهو في غرضنا ههنا  أقسام‏:‏  أحدها‏:‏ المجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعاً‏.‏ وروايته غير مقبولة عند الجماهير، على ما نبهنا عليه أولاً‏.‏
 الثاني‏:‏ المجهول الذي جهلت عدالته الباطنة، وهو عدل في الظاهر، وهو المستور فقد قال بعض أئمتنا‏:‏ المستور من يكون عدلاً في الظاهر، ولا تعرف عدالة باطنه‏.‏ فهذا المجهول يحتج بروايته بعض من ردَّ رواية الأول، وهو قول بعض ‏(‏66‏)‏ الشافعيين وبه قطع، منهم ‏(‏الإمام سليم بن أيوب الرازي‏)‏‏.‏ قال‏:‏ لأن أمر الأخبار مبني على حسن الظن بالراوي‏.‏ ولأن رواية الأخبار تكون عند من يعتذر عليه معرفة العدالة في الباطن، فاقتصر فيها على معرفة ذلك في الظاهر‏.‏ وتفارق الشهادة، فإنها تكون عند الحكام، ولا يتعذر عليهم ذلك، فاعتبر فيها العدالة في الظاهر والباطن‏.‏ قلت‏:‏ ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة، في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم، وتعذرت الخبرة الباطنة بهم، والله أعلم‏.‏ الثالث‏:‏ المجهول العين، وقد يقبل رواية المجهول العدالة من لا يقبل رواية المجهول العين، ومن روى عنه عدلان وعيَّناه فقد ارتفعت عنه هذه الجهالة‏.‏  ذكر ‏(‏أبو بكر الخطيب البغدادي‏)‏ في أجوبة مسائل سئل عنها‏:‏ أن المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم تعرفه العلماء، ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد‏.‏ مثل‏:‏ عمرو ذي مر، وجبار الطائي، وسعيد بن ذي حدان، لم يروِ عنهم غير أبي إسحاق السبيعي‏.‏ ومثل الهزهاز بن ميزن، لا راوي عنه غير الشعبي‏.‏ ومثل جري بن كليب، لم يروِ عنه إلا قتادة‏.‏  قلت‏:‏ قد روي عن الهزهاز الثوري أيضاً‏.‏ قال ‏(‏الخطيب‏)‏‏:‏ وأقل ما يرتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان من المشهورين بالعلم، إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما عنه‏.‏ وهذا مما قدمنا بيانه، والله أعلم‏.‏
قلت‏:‏ قد خرج البخاري في صحيحه حديث جماعة ليس لهم غير راو واحد، منهم مرداس الأسلمي، لم يرو عنه قيس بن أبي حازم‏.‏ وكذلك خرج مسلم حديث قوم لا راوي لهم غير واحد منهم ربيعة بن كعب الأسلمي، لم يرو عنه غير أبي سلمة بن عبد الرحمن‏.‏ وذلك منهما مصّير إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولاً مردوداً برواية واحد عنه‏.‏ والخلاف في ذلك متجه نحو اتجاه الخلاف المعروف في الاكتفاء بواحد في التعديل، على ما قدمناه، والله أعلم‏.‏ التاسعة‏:‏ اختلفوا في قبول رواية المبتدع الذي لا يكفر في بدعته‏:‏  فمنهم من رد روايته مطلقاً، لأنه فاسق ببدعته‏.‏ وكما استوى في الكفر المتأول وغير المتأول يستوي في الفسق المتأول وغير المتأول‏.‏  ومنهم من قبل رواية المبتدع إذا لم يكن ممن يستحل الكذب في نصرة مذهبه أو لأهل مذهبه، سواء كان داعية إلى بدعته أو لم يكن‏.‏ وعزا بعضهم هذا إلى الشافعي، لقوله‏:‏ أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة، لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم‏.‏ وقال قوم‏:‏ تقبل روايته إذا لم يكن داعية، ولا تقبل إذا كان داعية إلى بدعته، وهذا مذهب الكثير أو الأكثر من العلماء‏.‏  وحكى بعض أصحاب الشافعي رضي الله عنه خلافاً بين أصحابه في قبول رواية المبتدع إذا لم يدعُ إلى بدعته، وقال‏:‏ أما إذا كان داعية، فلا خلاف بينهم في عدم قبول روايته‏.‏  وقال ‏(‏أبو حاتم بن حبان البستي‏)‏، أحد المصنفين من أئمة الحديث‏:‏ الداعية إلى البدع لا يجوز الاحتجاج به عند أئمتنا قاطبة، لا أعلم بينهم فيه خلافاً‏.‏  وهذا المذهب الثالث أعدلها وأولاها، والأول بعيد مُباعد للشائع عن أئمة الحديث، فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة غير الدعاة‏.‏  وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ كثير من أحاديثهم في الشواهد والأصول، والله أعلم‏.‏ العاشرة‏:‏ التائب من الكذب في حديث الناس، وغيره من أسباب الفسق، تقبل روايته، إلا التائب من الكذب متعمداً في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا تقبل روايته أبداً، وإن حسنت توبته، على ما ذُكر عن غير واحد من أهل العلم‏.‏  منهم‏:‏ ‏(‏أحمد بن حنبل‏)‏ ‏(‏وأبو بكر الحميدي‏)‏ شيخ ‏(‏البخاري‏)‏‏.‏  وأطلق ‏(‏الإمام أبو بكر الصيرفي الشافعي‏)‏ فيما وجدت له في شرحه ‏(‏لرسالة الشافعي‏)‏، فقال‏:‏ كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه، لم نعد لقبوله بتوبة تظهر، ومن ضعفنا نقله لم نجعله قويا بعد ذلك‏.‏  وذكر أن ذلك مما افترقت فيه الرواية والشهادة، ‏(‏68‏)‏ وذكر ‏(‏الإمام أبو المظفر السمعاني المروزي‏)‏ أن من ذكر في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه، وهذا يضاهي من حيث المعنى ما ذكره ‏(‏الصيرفي‏)‏‏.‏ والله أعلم‏.‏الحادية عشرة‏:‏ إذا روى ثقة عن ثقة حديثاً وروجع المروي عنه فنفاه‏:‏  فالمختار أنه إن كان جازماً بنفيه بأن قال ما رويته، أو كذب علي، أو نحو ذلك، فقد تعارض الجزمان، والجاحد هو الأصل، فوجب رد حديث فرعه ذلك، ثم لا يكون ذلك جرحاً له يوجب رد باقي حديثه، لأنه مكذب لشيخه أيضاً في ذلك، وليس قبول جرح شيخه له بأولى من قبول جرحه لشيخه، فتساقطا‏.‏ أما إذا قال المروي عنه‏:‏ لا أعرفه، أو لا أذكره، أو نحو ذلك، فذلك لا يوجب رد رواية الراوي عنه، ومن روى حديثاً ثم نسيه‏:‏ لم يكن ذلك مسقطاً للعمل به عند جمهور أهل الحديث، وجمهور الفقهاء، والمتكلمين‏.‏  خلافاً لقوم من أصحاب ‏(‏أبي حنيفة‏)‏، صاروا إلى إسقاطه بذلك‏.‏ وبنوا عليه ردَّهم‏:‏ حديث سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏إذا نكحت المرأة بغير إذن وليها، فنكاحها باطل‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏ الحديث‏.‏ من أجل أن ابن جريج قال‏:‏ لقيت الزهري، فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه‏.‏ وكذا حديث ربيعة الرأي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قضى بشاهد ويمين، فإن عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال‏:‏ لقيت سهيلاً، فسألته عنه، فلم يعرفه‏.‏‏‏   والصحيح ما عليه الجمهور، لأن المروي عنه بصدد السهو والنسيان، والراوي عنه ثقة جازم، فلا يرد بالاحتمال روايته‏.‏ ولهذا كان ‏(‏سهيل‏)‏ بعد ذلك يقول حدثني ربيعة عني، عن أبي‏.‏‏.‏‏.‏ ويسوق الحديث‏.‏  وقد روى كثير من الأكابر أحاديث نسوها بعد ما حدثوا بها، عمن سمعها منهم، فكان أحدهم يقول‏:‏ ‏(‏حدثني فلان، عني، عن فلان، بكذا وكذا‏)‏‏.‏ وجمع ‏(‏الحافظ الخطيب‏)‏ ذلك في كتاب ‏(‏أخبار من حدث ونسي‏)‏‏.‏  ولأجل أن الإنسان معرَّض للنسيان، كره من كره من العلماء الرواية عن الأحياء، منهم ‏(‏الشافعي‏)‏ رضي الله عنه، قال لابن عبد الحكم‏:‏ إياك والرواية عن الأحياء، والله أعلم‏.‏  الثانية عشر‏:‏ من أخذ على التحديث أجراً منع ذلك من قبول روايته عند قوم من أئمة الحديث‏.‏ روينا عن ‏(‏إسحاق بن إبراهيم‏)‏‏:‏ أنه سُئل عن المحدث يحدث بالأجر ‏؟‏ فقال‏:‏ لا يكتب عنه‏.‏ وعن ‏(‏أحمد بن حنبل‏)‏ و‏(‏أبي حاتم الرازي‏)‏ نحو ذلك‏.‏  وترخص ‏(‏أبو نعيم الفضل بن دكين‏)‏ و‏(‏علي بن عبد العزيز المكي‏)‏، وآخرون، في أخذ العوض على التحديث‏.‏ وذلك شبيه بأخذ الأجرة على تعليم القرآن ونحوه‏.‏ غير أن في هذا من حيث العرف خرماً للمروءة، والظن يساء بفاعله، إلا أن يقترن ذلك بعذر ينفي ذلك عنه، كمثل ما حديثنيه الشيخ أبو المظفر، عن أبيه الحافظ أبي سعد السمعاني‏:‏ أن أبا الفضل محمد بن ناصر السلامي ذكر‏:‏ أن أبا الحسين بن النقور فعل ذلك، لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بجواز أخذ الأجرة على التحديث، لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه عن الكسب لعياله، والله أعلم‏.‏ الثالثة عشر‏:‏ لا تُقبل رواية من عرف بالتساهل في سماع الحديث أو إسماعه، كمن لا يبالي بالنوم في مجلس السماع، وكمن يحدث لا من أصل مقابل صحيح‏.‏ ومن هذا القبيل من عرف بقبول التلقين في الحديث‏.‏ ولا تقبل رواية ‏(‏70‏)‏ من كثرت الشواذ والمناكير في حديثه‏.‏ جاء عن‏(‏شعبة‏)‏ أنه قال‏:‏ لا يجيئك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ‏.‏  ولا تقبل رواية من عرف بكثرة السهو في روايته، إذا لم يحدث من أصل صحيح‏.‏  وكل هذا يخرم الثقة بالراوي وبضبطه‏.‏ وورد عن ‏(‏ابن المبارك‏)‏ و‏(‏أحمد بن حنبل‏)‏ و‏(‏الحميدي‏)‏ وغيرهم‏:‏ أن من غلط في حديث وبُين له غلطه، ولم يرجع عنه وأصرَّ على رواية ذلك الحديث، سقطت روايته ولم يكتب عنه‏.‏ وفي هذا نظر، وهو غير مستنكر إذا ظهر أن ذلك منه على جهة العناد أو نحو ذلك، والله أعلم‏.‏ الرابعة عشرة‏:‏ أعرض الناس في هذه الأعصار المتأخرة عن اعتبار مجموع ما بينا من الشروط في رواة الحديث ومشايخه، فلم يتقيدوا بها في رواياتهم، لتعذر الوفاء بذلك على نحو ما تقدم، وكان عليه من تقدم‏.‏  ووجه ذلك‏:‏ ما قدمنا في أول كتابنا هذا من كون المقصود المحافظة على خصيصة هذه الأمة في الأسانيد، والمحاذرة من انقطاع سلسلتها‏.‏ فليعتبر من الشروط المذكورة ما يليق بهذا الغرض على تجرده‏.‏ وليكتفَ في أهلية الشيخ بكونه‏:‏ مسلماً، بالغاً، عاقلاً، غير متظاهر بالفسق والسخف، وفي ضبطه‏:‏ بوجود سماعه مثبتاً بخط غير مهتم، وبروايته من أصل موافق لأصل شيخه‏.‏  وقد سبق إلى نحو ما ذكرناه الحافظ الفقيه ‏(‏أبو بكر البيهقي‏)‏ رحمه الله تعالى، فإنه ذكر في ما روينا عنه توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زمانه، الذين لا يحفظون حديثهم ولا يحسنون قراءته من كتبهم، ولا يعرفون ما يقرأ عليهم بعد أن يكون القراءة عليهم من أصل سماعهم‏.‏  ووُجِّه ذلك‏:‏ بأن الأحاديث التي قد صحت، أو وقفت بين الصحة والسقم، قد دونت وكتبت في الجوامع التي جمعها أئمة الحديث‏.‏ ولا يجوز أن يذهب شيء منها على جميعهم، وإن جاز أن يذهب على بعضهم، لضمان صاحب الشريعة حفظها‏.‏  ‏-  قال ‏(‏البيهقي‏)‏‏:‏ فمن جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لم يقبل منه، ومن جاء بحديث معروف عندهم‏:‏ فالذي يرويه لا ينفرد بروايته، والحجة قائمة بحديثه برواية غيره‏.‏ والقصد من روايته والسماع منه أن يصير الحديث مسلسلاً ‏(‏بحدثنا وأخبرنا‏)‏ وتبقى هذه الكرامة التي خُصَّت بها هذه الأمة شرفاً لنبينا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله أعلم‏.‏ الخامسة عشر‏:‏ في بيان الألفاظ المستعملة بين أهل هذا الشأن في الجرح والتعديل‏.‏ وقد رتبها ‏(‏أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي‏)‏ في كتابه ‏(‏الجرح والتعديل‏)‏ فأجاد وأحسن‏.‏ ونحن نرتبها كذلك، ونورد ما ذكره، ونضيف إليه ما بلغنا في ذلك عن غيره إن شاء الله تعالى‏.‏
أما   ألفاظ التعديل فعلى مراتب‏:‏  الأولى‏:‏ قال ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏‏:‏ إذا قيل للواحد إنه ‏(‏ثقة، أو‏:‏ متقن‏)‏ فهو ممن يحتج بحديثه‏.‏  قلت‏ ( أي ابن الصلاح)  :‏ وكذا إذا قيل ‏(‏ثبت، أو‏:‏ حجة‏)‏‏.‏ وكذا إذا قيل في العدل إنه ‏(‏حافظ، أو‏:‏ ضابط‏)‏، والله أعلم‏.‏
 الثانية‏:‏ قال ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏‏:‏ إذا قيل إنه ‏(‏صدوق، أو‏:‏ محله الصدق، أو لا بأس به‏)‏، فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية‏.‏  قلت‏:‏ هذا كما قال، لأن هذه العبارات لا تشعر بشريطة الضبط، فينظر في حديثه ويختبر، حتى يعرف ضبطه‏.‏ وقد تقدم بيان طريقه في أول هذا النوع‏.‏  وإن لم يستوفِ النظر المعرِّف لكون ذلك المحدث في نفسه ضابطاً مطلقاً، واحتجنا إلى حديث من حديثه، اعتبرنا ذلك الحديث، ونظرنا‏:‏ هل له أصل من رواية غيره ‏؟‏ كما تقدم بيان طريق الاعتبار في النوع الخامس عشر‏.‏  ومشهور عن ‏(‏عبد الرحمن بن مهدي‏)‏ القدوة في هذا الشأن أنه حدث، فقال‏:‏ حدثنا أبو خلدة، فقيل له‏:‏ أكان ثقة ‏؟‏ فقال‏:‏ كان صدوقاً، وكان مأموناً، وكان خيراً- وفي رواية‏:‏ وكان خيارا - الثقة شعبة وسفيان
  ثم إن ذلك مخالف لما ورد عن ‏(‏ابن أبي خيثمة‏)‏، قال‏:‏ قلت ‏(‏ليحيى بن معين‏)‏ إنك تقول‏:‏ فلان ليس به بأس، وفلان ضعيف ‏؟‏ قال‏:‏ إذا قلت لك‏:‏ ليس به بأس فهو ثقة، وإذا قلت لك‏:‏ هو ضعيف فليس هو بثقة، لا تكتب حديثه‏.‏ قلت أي ابن الصلاح ‏:‏ ليس في هذا حكاية ذلك عن غيره من أهل الحديث، فإن نسبه إلى نفسه خاصة، بخلاف ما ذكره ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏، والله أعلم‏.‏
الثالثة‏:‏ قال ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏‏:‏ إذا قيل ‏(‏شيخ‏)‏ فهو بالمنزلة الثالثة، يكتب حديثه وينظر فيه، إلا أنه دون الثانية‏.‏
الرابعة‏:‏ قال‏:‏ إذا قيل ‏(‏صالح الحديث‏)‏ فإنه يكتب حديثه للاعتبار‏.‏ قلت أي ابن الصلاح  - وهكذا - ‏:‏ وجاء عن ‏(‏أبي جعفر أحمد بن سنان‏)‏ قال‏:‏ كان ‏(‏عبد الرحمن بن مهدي‏)‏ ربما جرى ذكر حديث الرجل فيه ضعف، وهو رجل صدوق، فيقول‏:‏ رجل صالح الحديث، والله أعلم‏.‏ وأما ألفاظهم في الجرح فهي أيضاً على مراتب‏:‏ أولاها‏:‏ قولهم ‏(‏لين الحديث‏)‏‏.‏ قال ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏‏:‏ إذا أجابوا في الرجل بلين الحديث، فهو ممن يكتب حديثه، وينظر فيه اعتباراً‏.‏ قلت‏:‏ وسأل ‏(‏حمزة بن يوسف السهمي‏)‏ ‏(‏أبا الحسن الدارقطني‏)‏ الإمام، فقال له‏:‏ إذا قلت ‏(‏فلان لين‏)‏ ايش تريد به ‏؟‏ قال‏:‏ لا يكون ساقطاً متروك الحديث، ولكن مجروحاً بشيء لا يسقط عن العدالة‏.‏ الثانية‏:‏ قال ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏‏:‏ إذا قالوا ‏(‏ليس بقوي‏)‏ فهو بمنزلة الأول في كتب حديثه، إلا أنه دونه‏.‏
 الثالثة‏:‏ قال‏:‏ إذا قالوا ‏(‏ضعيف الحديث‏)‏ فهو دون الثاني، لا يطرح حديثه، بل يعتبر به‏.‏ الرابعة‏:‏ قال‏:‏ إذا قالوا ‏(‏متروك الحديث، أ و ذاهب الحديث، أوكذاب‏)‏ فهو ساقط الحديث، لا يكتب حديثه، وهي المنزلة الرابعة‏.‏ ‏- قال ‏(‏الخطيب أبو بكر‏)‏‏:‏ أرفع العبارات في أحوال الرواة أن يقال ‏(‏حجة، أو‏:‏ ثقة‏)‏‏.‏ وأدونها أن يقال ‏(‏كذاب ساقط‏)‏‏.‏ أخبرنا ‏(‏أبو بكر بن عبد المنعم الصاعدي الفراوي‏)‏، قراءة عليه بنيسابور قال‏:‏أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ‏:‏ أخبرنا الحسين بن الفضل‏:‏ أخبرنا عبد الله بن جعفر‏:‏ حد ثنا يعقوب بن سفيان، قال‏:‏ سمعت أحمد بن صالح قال‏:‏ لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه‏.‏ قد يقال‏:‏ فلان ضعيف، فأما أن يقال‏:‏ فلان متروك، فلا، إلا أن يجمع الجميع على ترك حديثه‏.‏ ومما لم يشرحه ‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏ وغيره من الألفاظ المستعملة في هذا الباب قولهم ‏(‏فلان قد روى الناس عنه، فلان وسط، فلان مقارب الحديث، فلان مضطرب الحديث، فلان لا يحتج به، فلان مجهول، فلان لا شيء، فلان ليس بذاك‏)‏ وربما قيل ‏(‏ليس بذاك القوي، فلان فيه - أو‏:‏ في حديثه - ضعف‏)‏‏.‏ وهو في الجرح أقل من قولهم ‏(‏فلان ضعيف الحديث، فلان ما أعلم به بأساً‏)‏‏.‏ وهو في التعبير دون قولهم ‏(‏لا بأس به‏)‏‏.‏ وما من لفظة منها ومن أشباهها إلا ولها نظير شرحناه، أو أصل أصلناه، ننبه إن شاء الله تعالى به عليها‏.‏ والله أعلم‏.‏] 

 ويستأنف الشيخ الغزالي مقاله الذي رفضه المسلمون واعُتبر بذلك منكراً للسنة فيقول :
 1 ـ فلابد في السند من راو  واع يضبط ما يسمع، ويحكيه بعدئذ طبق الأصل...
 2 ـ ومع هذا الوعي الذكي لابد من خُلق متين وضمير يتقي الله ويرفض أي تحريف.
 3 ـ وهاتان الصفتان يجب أن يطردا في سلسلة الرواة، فإذا اختلتا في راو أو اضطربت إحداهما فإن الحديث يسقط عن درجة الصحة. وننظر بعد السند المقبول الى المتن الذي جاء به، أي الى نص الحديث نفسه..
 4 ـ فيجب ألا يكون شاذا.
 5 ـ وألا تكون به علة قادحة.  والشذوذ أن يخالف الراوي الثقة من هو أوثق به.. والعلة القادحة عيب يبصره المحققون في الحديث فيردونه به..  وهذه الشروط ضمان كاف لدقة النقل وقبول الآثار. بل لا أعرف في تاريخ الثقافة الإنسانية نظيرا لهذا التأصيل والتوثيق.. والمهم هو إحسان التطبيق..! "الي هنا انتهي المنقول من مقدمة ابن الصلاح ، 

ويستأنف الحديث عن  الشيخ الغزالي :  أى أن الشيخ يوضح المنهج الذى بواسطته يقبل الحديث من عدمه عن طريق خمسة شروط ثلاثة فى السند وأثنان فى المتن ..  والقراءة المتأنية لهذه الشروط الخمسة يتضح منها الآتى – والكلام متصل للشيخ الغزالي -  .. أولا : بالنسبة لوعى الراوى وشدة حفظه وحكيه ما سمع طبق الأصل فإن التطبيق العملى لهذا الشرط بعيد كل البعد عما قاله الشيخ وغيره وراجع كتب الأحاديث تجد فيها على سبيل المثال فى حديث (من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) وكلمة متعمداً هناك من يسقطها من الحديث وهناك من يثبتها فيه .. والأمثلة كثيرة منها ما ذكره الشيخ فى موضوع ( عذاب الميت ببكاء أهله ) وغيره وهذا فى حالة راو واحد فما البال فى عدد من الرواة فى سلسلة الحديث يصل إلى خمسة أو ستة وليسوا جميعا يعيشون فى عصر واحد بل إنهم ينتشرون فى مساحة زمنية تصل إلى أكثر من 200 سنة تفصل آخرهم عن رسول الله عليه السلام المنقول عنه روايتهم.. ليس هذا فقط بل وهم أيضا ليسوا فى مكان واحد بل هم كانوا منتشرين فى بقعة كبيرة من الكرة الأرضية تتسع بإتساع البلاد التى فتحها المسلمون ،مع العلم بصعوبة المواصلات والسفر الذى كان قطعة من العذاب فى هذه الأيام وصعوبة الأتصالات .. إلخ . ثانيا بالنسبة لضرورة اتصاف الراوى بالخلق المتين والضمير الحى الذى يتقى الله مما يجعله يرفض أى كذب على رسول الله .. وأقول أنها أمور تدخل فى علم الله سبحانه وتعالى فمن يستطيع منا أن يحكم على أحد الأشخاص بالتقوى .. وبعبارة أخرى من يستطيع منا أن يدعى علم الغيب الذى لم يعطيه الله سبحانه وتعالى حتى للنبى عليه السلام !!.؟ أليس بهذ نفضل أنفسنا أو بعضنا على نبى الله الذى قال عنه رب العالمين أنه لا يعلم الغيب وأقرأ معى قول الله سبحانه وتعالى " قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)" الأنعام .
  أى أنه طبقا لهذه الآية الكريمة - ولم يزل الشيخ الغزالي يتكلم - فإن النبى عليه السلام يقول لنا فى الوحى القرآنى أنه لا يعلم الغيب وليس عنده خزائن الله وليس بملك وأنه فقط متبع لما يوحى إليه .. أنظر ماذا فعلنا بأنفسنا لقد أعطينا لأنفسنا علم الغيب عن طريق أننا نعتقد أننا نستطبع أن نحكم على من سبقونا بألف وأربعمائة عام من منهم التقى ومن منهم غير ذلك .. وذلك لكى نحكم على صدق نقله للأخبار ..!!؟ ( هكذا يقول الشيخ الغزالي في عرض إنكاره للأحاديث في الفترة التي اندفع فيها متأثرا بكلام أحمد صبحي منصور ، وقبل أن يتراجع عن شططه بإنكار السنة ) ثم هو أي الغزالي يقول :  واقرأ  معي  - ولم يزل الشيخ الغزالي يتكلم - أيضا هذه الآيات الكريمة :  "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة .." ( فيعلق الغزالي قائلا ) : وفى هذه الآيات السابقة يبين لنا الله أن هناك صنف من البشر يمتلك من القوة والكاريزما وحلاوة الحديث ما يؤهله بإن يخدع صفوة البشر وهم الأنبياء ..مع أنه ألد الخصام كما يقول الله سبحانه وتعالى وأنه على استعداد لان يهلك الحرث والنسل ويفسد فى الأرض إن استطاع ،وهو فى نفس الوقت يزكى نفسه ويتعالى عمن يذكره بتقوى الله سبحانه وتعالى .. أى أن هذا النموذج موجود والنبى عليه السلام لم يستثنى من الانخداع فى مثل هذه النماذج . - ولم يزل الشيخ الغزالي يتكلم قائلاً - فهل نحن أفضل من الرسول حتى ندعى لأنفسنا الحكم على تقوى رواة الأحاديث ومدى حفظهم ووعيهم ..؟ حاشا لله 
-[ وأقول انا البنداري : لقد خبل أحمد منصور دماغ الغزالي وقتها واضطربت موازينه المتئدة التي كانت تعرف عنه ولكنه بادر وسارع برد نفسه إلي حظيرة أهل السنة  ، فما كل هذا النقد منه بمستقيم مع قوله (صلي الله عليه وسلم ) ( بلغوا عني ولو آية ) وقوله تعالي:  (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104 ، وقوله تعالي : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 ، وقوله تعالي (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181 ، وقوله تعالي  (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون52، يفيد أن أول الأمة كآخرها وكلهم مخاطبين بخطاب واحد ومكلفين بالدعوة ألي الله تعالي بما نزل من قرآن وبما جاء عن رسوله من سنة وحكمة ، وأن آخر الأمة يلزم لهم من ضرورة التحقق مما يصلهم من شرع من قرآن ومن سنة كما تحقق أولهم من شريعتهم بالمعاينة والشهادة ، وأن طريقة تحقق الآخرين مما يصلهم من أخبار عي حتما التحقق من عدالة الرواة أو عدم عدالتهم ،   وكذلك مع ائتمارنا نحن أمة الإسلام بأن نكون شهداء علي الناس ويكون الرسول علينا شهيدا //1- قال تعالي : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143 //2-وقال تعالي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282//3- وقوله تعالي : ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140//4- وقوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135//5- وقوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8//6- {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78//7-{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }النور13
ثالثا يذكر الشيخ أن الصفتان السابقتان التى لابد أن يتصف بهم كل راوى فى سلسلة الحديث عن النبى وهم الوعى والتقوى ،- ولم يزل الشيخ الغزالي يتكلم قائلاً -  فإذا اختلتا في راو أو اضطربت إحداهما فإن الحديث يسقط عن درجة الصحة ( وأقول أنا البنداري :  انما  قصد بذلك ظاهر التقوي وما يدل عليها من ظاهر الأعمال وهو دقة التحري في أداء التكاليف الشرعية بما فيها نقل الأخبار ، لأن التقوي بداهة محلها القلب ، ثم علي من يتكلم ؟ علي خير أمة أخرجت للناس رباهم الله ورسوله علي التقوى والعدالة ويكفي أن أذكره بقوله تعالي (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ  ، و (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8 ، و ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135، وقوله تعالي (وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140 ، وغير ذلك كثير   ، وأقول للشيخ الغزالي- صمتت دهرا عن تعاطي الحديث ومصطلحه لأنك لم تتعلمه ،  ونطقت باطلا حين أردت التكلم فيه ثم  وإن كان ذلك ما تراه وأوصلك اليه فكرك فقد كدنا أن نخدع فيك باعتبار حكمنا عليك أنك متصف بالوعي وظاهر التقوي ، وإن صَدَقَ تصورك – وهو خطأ – فقد اسقطت نفسك ممن اجرينا عليهم قبول - لا أقول السنة فحسب بل كل الدين وأقوالك فيه وتصوراتك عنه وتفسيراتك له -  وكذلك فقد اسقطت من كتاب الله تعالى مباشرة كل الأحكام التي اشترطت شهادة ذوي العدالة من المسلمين بل كل من كلف بأن يكون عدلا ضابطا من المسلمين وهم كلهم ،  كما في آية إثبات واقعة الزنا* ( أربعة شهود عدول ) [ لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }النور13] ،قال تعالي{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }النور6 ]
وكذلك {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور4
* وإثبات أن الله تعالي قد كلف أمة محمد (صلي الله عليه وسلم ) بالعدل وتحريه فلن يستحيل وجود عدول في أمته كما يصور لنا الشيخ الغزالي فى سياق حديثه هنا : قال تعالي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)     ( المائدة )
- وقال تعالي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) ( النساء)
- وإذا كان الله تعالى قد أثبت لبعض قوم موسي من كان قائما على الهداية بالحق وبه كانوا يعدلون ، ألا يوجد  في أمة محمد (صلي الله عليه وسلم ) من هم خير منهم عدة وعدداً قال تعالي (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) (الأعراف) ، وقوله تعالي في شأن أمة محمد وخيريتها (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) [آل عمران ]،// وفي قوله تعالي (  وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) ( الأعراف ) ، وقوله لأمة القرآن قاطبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) ( المائدة ) ،//وهو يربي خير أمة أخرجها للناس على أصدق الصفات وأعدلها فيقول تعالي : (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) ( سورة الأنعام ) ،
وفي تحكيم الكاتبين أن يكتبوا بالعدل يعني أن يكونوا في ماهياتهم عدولا قال جل من قائل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) ( البقرة ) ،// ويربي الله تعالي عباده من أمة الشهادة أمة القرآن ، أمة محمد النبي العدنان (صلي الله عليه وسلم )  على العدالة في كل أمرهم فيقول (  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) ( النساء)  ،//وقوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) ( المائدة ) ،// أو قوله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106) ( المائدة ) ، وقوله تعالي (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) ( النحل ) //وأين أنت ياسَيدي الشيخ الغزالي  من قوله تعالي وهو يربي كل أمة محمد (صلي الله عليه وسلم ) على مطلق العدالة فيقول سبحانه : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) ( النحل ) ،//وفي سورة الطلاق يقول :  (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) ،
// وفي سورة الحجرات يقول تعالي : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)]
// وأقول للشيخ الغزالي : أبعد هذه التربية لأمة خير الأنام تأتي وتطعن في حديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) بزعم أنك لا تدري كيف يعرف العدل من أمة الإسلام ؟ 
ثم يستأنف الشيخ الغزالي حديثه الخطأ جدا فيقول : وهو بهذا الحكم يسقط جميع الأحاديث الواردة عن النبي عليه السلام عن درجة الصحة وذلك لصعوبة الحكم على السابقين بل لاستحالة ذلك علميا ودينيا .[ وأنبه أنا البنداري هنا : أن الاستحالة هى كلام الشيخ الغزالي ، وأن فهمه الخاطيء قد أوصله إلي هذه النتيجة المغلوطة وغير المعقولة وقد سقت جملة من الآيات تدل علي أن أمة الإسلام هي أعدل أمة علي وجه الأرض أخرجت للناس ، وأن مقتضي عدالتهم الثابتة في تكوينهم ووظيفتهم بالقيام بالشهادة علي أنفسهم وعلي الناس جيل بعد جيل  وزمان بعد زمان  ، فإنهم ولابد قائمين بالشهادة في الغيب والشهادة وفي الغضب والرضا قال تعالي : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة143 وقوله تعالي (وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140 ، وةقوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135 ، وقوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8 ، وقوله تعالي ( وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78 .  ] //ثم يستأنف الغزالي حديثه قائلا :  وندخل على ما ذكر بالنسبة للمتن فنجد أنه يقول أن النص لابد أن يكون غير شاذ ولا يكون به علة قادحة .. ولاحظ معى عزيزى القارئ كلمة " علة قادحة "  ولم يزل الشيخ الغزالي يتكلم قائلاً  :أى ليست علة فقط بل لابد وأن تكون قادحة أى لابد أن يحدث كوارث لكى يعيدوا النظر فى الحديث ، وهو بهذا يسلم بأقوال الوضاع الصالحين الذين كانوا يكذبون للرسول لا عليه أى الذين كانوا يكذبون على النبى بأقوال يحسبونها لا تتعارض مع القرآن الكريم وبالطبع فإن ما ينسبونه للنبى ليس به علة قادحة وبالتالى سوف تعتبر من الأحاديث الصحاح مع أن النبى لم يقلها.. وهذه تعد كارثة وكان الأجدر بهم أن يقولوا هذه هى آراء لنا ولا ينسبوها زورا للنبى عليه السلام .. إنصافا للإسلام ورسول الإسلام ..( ثم يختم الشيخ الغزالي حديثه بأسوأ كارثة كانت قد حلت على دماغه بإنكاره للسنة والدعوة العامة لإنكارها فقال وياليته ما قال :  أليس الأجدر بنا العودة للقرآن فقط ..؟ [ وأقول البنداري :  بهذا الكلام وبه فحسب جاز للمسلمين أن يخرجوا الشيخ الغزالي من الإسلام لولا أنه أفاق ورجع يلتمس الزعم بأنه يحب الله ورسوله ، لكن الرد الموضوعي لمقالته في العلة القادحة والشذوذ هو أن الشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه ، ويعرف الحديث الشاذ لا بعدالة رواته ولكن بقوة الحفظ التي يقوم على اثباتها في هذه الحالة : 1- بأن يخالف الثقة الضبط من هو أقوي في  الضبط . 2- وأن يخالف الثقة المتفرد جمعا من الثقات فيروي مخالفا لما رووه كزيادة ( صلاة الليل مثني مثني ) حيث خالف الراوي – وهو أقل ضبطا – الرواية الأولي الأكثر ضبطا فرواه وهو ثقة أقل ضبطا :  ( صلاة الليل والنهار مثني مثني )  3- أو يعرف عنه التغير في آخر عمره مخالفا للضابطين العدول الذين لم يثبت عليهم هذا التغير . وأن القصد عند علماء الحديث بالعلة القادحة هو تأكيد أن العلة تكون فى نظر كل نقاد الحديث علة ، وكيف يصح زعم الغزالي وقد عرف علماء المصطلح الحديث الصحيح بقول ابن الصلاح  : النوع الأول من أنواع علوم الحديث‏:‏ معرفة الصحيح من الحديث‏ : وقد جاء في مقدمة ابن الصلاح  ما نصه :
اعلم- علمك الله وإياي - أن الحديث عند أهله ينقسم إلى صحيح وحسن وضعيف‏:‏
أما الحديث الصحيح‏:‏ فهو الحديث المسند، الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً، ولا معللاً‏ ،  وهنا لم يقل معللا بعلة قادحة كما زعم الشيخ الغزالي  ،] ويقول ابن الصلاح في مقدمته نقلا :النوع الأول من أنواع علوم الحديث‏:‏ معرفة الصحيح من الحديث‏ اعلم- علمك الله وإياي - أن الحديث عند أهله ينقسم إلى صحيح وحسن وضعيف‏:‏ أما الحديث الصحيح‏:‏ فهو الحديث المسند، الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً، ولا معللاً‏.‏
وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل، والمنقطع، والمعضل، والشاذ، وما فيه علة قادحة، وما في راويه نوع جرح‏.‏ وهذه أنواع يأتي ذكرها إن شاء الله تبارك وتعالى‏.‏
فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث‏.‏ وقد يختلفون في صحة بعض الأحاديث لاختلافهم في وجود هذه الأوصاف فيه، أو‏:‏ لاختلافهم في اشتراط بعض هذه الأوصاف، كما في المرسل‏.‏  ومتى قالوا‏:‏ هذا حديث صحيح، فمعناه‏:‏ أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة‏.‏ وليس من شرطه أن يكون مقطوعاً به في نفس الأمر، إذ منه ما ينفرد بروايته عدل واحد، وليس من الأخبار التي أجمعت الأمة على تلقيها بالقبول‏.‏  وكذلك إذا قالوا في حديث‏:‏ إنه غير صحيح، فليس ذلك قطعاً بأنه كذب في نفس الأمر، إذ قد يكون صدقاً في نفس الأمر، وإنما المراد به‏:‏ أنه لم يصح إسناده على الشرط المذكور، والله أعلم‏ .‏ فوائد مهمة ‏‏‏:‏ إحداها‏:‏ الصحيح يتنوع إلى متفق عليه، ومختلف فيه، كما سبق ذكره‏.‏ ويتنوع إلى مشهور، وغريب، وبين ذلك‏.‏ ثم إن درجات الصحيح تتفاوت في القوة بحسب تمكن الحديث من الصفات المذكورة التي تبتنى الصحة عليها‏.‏ وتنقسم باعتبار ذلك إلى أقسام يستعصي إحصاؤها على العاد الحاصر‏.‏ ولهذا نرى الإمساك عن الحكم لإسناد أو حديث بأنه الأصح على الإطلاق‏.‏ على أن جماعة من أئمة الحديث خاضوا غمرة ذلك، فاضطربت أقوالهم‏.‏   فروينا عن‏(‏إسحاق بن راهويه‏)‏ أنه قال‏:‏ أصح الأسانيد كلها‏:‏ الزهري، عن سالم، عن أبيه‏.‏ وروينا نحوه عن‏(‏أحمد بن حنبل‏)‏‏.‏  وروينا عن ‏(‏عمرو بن علي الفلاس‏)‏ أنه قال‏:‏ أصح الأسانيد‏:‏ محمد بن سيرين، عن عَبيِدة، عن علي‏.‏ وروينا نحوه عن ‏(‏علي بن المديني‏)‏‏.‏ روي ذلك عن غيرهما‏.‏  ثم منهم من عـَّين الراوي عن محمد، وجعله أيوب السختياني‏.‏ ومنهم من جعله ابن عون‏.‏  وفيما نرويه عن ‏(‏يحيى بن معين‏)‏ أنه قال‏:‏ أجودها‏:‏ الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله‏.‏ ، وروينا عن أبي بكر بن أبي شيبة قال‏:‏ أصح الأسانيد كلها‏:‏ الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي‏.‏ ، وروينا عن ‏(‏أبي عبد الله البخاري‏)‏ - صاحب الصحيح - أنه قال‏:‏ أصح الأسانيد كلها‏:‏ مالك، عن نافع، عن ابن عمر‏.‏ وبنى الإمام ‏(‏أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي‏)‏ على ذلك‏:‏ أن أجلّ الأسانيد الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، واحتج بإجماع أصحاب الحديث على أنه‏:‏ لم يكن في الرواة عن مالك أجلُّ من الشافعي، رضي الله عنهم أجمعين، والله أعلم‏.‏ الثانية‏:‏ إذا وجدنا فيما نروي من أجزاء الحديث وغيرها حديثاً صحيح الإسناد، ولم نجده في أحد الصحيحين، ولا منصوصاً على صحته في شيء من مصنفات أئمة الحديث المعتمدة المشهورة، فإنا لا نتجاسر على جزم الحكم بصحته، فقد تعذر في هذه الأعصار الاستقلال بإدراك الصحيح بمجرد اعتبار الأسانيد، لأنه ما من إسناد من ذلك إلا ونجد في رجاله من اعتمد في روايته على ما في كتابه، عريِّاً عما يشترط في الصحيح من الحفظ والضبط والإتقان‏.‏ فآل الأمر إذاً - في معرفة الصحيح والحسن - إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في تصانيفهم المعتدة المشهورة، التي يؤمن فيها لشهرتها من التغيير والتحريف، وصار معظم المقصود - بما يتداول من الأسانيد خارجاً عن ذلك - إبقاء سلسلة الإسناد التي خصت بها هذه الأمة، زادها الله تعالى شرفاً، آمين‏.‏ الثالثة‏:‏ أول من صنف الصحيح ‏(‏البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي‏)‏، مولاهم‏.‏ وتلاه ‏(‏أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري‏)‏، من أنفسهم‏.‏ و‏(‏مسلم‏)‏ - مع أنه أخذ عن‏(‏البخاري‏)‏ واستفاد منه - يشاركه في أكثر شيوخه‏.‏ وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز‏.‏ وأما ما روينا عن ‏(‏الشافعي‏)‏ رضي الله عنه من أنه قال‏:‏ ما أعلم في الأرض كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب ‏(‏مالك‏)‏ - ومنهم من رواه بغير هذا اللفظ - فإنما قال ذلك قبل وجود كتابي ‏(‏البخاري ومسلم‏)‏‏.‏
ثم إن ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ أصح الكتابين صحيحاً، وأكثرهما فوائد‏.‏ وأما ما رويناه عن ‏(‏أبي علي الحافظ النيسابوري‏)‏ - أستاذ ‏(‏الحاكم أبي عبد الله الحافظ‏)‏ - من أنه ‏ قال‏:‏ ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب ‏(‏مسلم بن الحجاج‏)‏‏.‏ فهذا - وقول من فضل من شيوخ المغرب ‏(‏كتاب مسلم‏)‏ على ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ - إن كان المراد به‏:‏ أن ‏(‏كتاب مسلم‏)‏ يترجح بأنه لم يمازجه غير الصحيح، فإنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث الصحيح مسروداً، غير ممزوج بمثل ما في ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ في تراجم أبوابه من الأشياء التي لم يسندها على الوصف المشروط في الصحيح، فهذا لا بأس به‏.‏ وليس يلزم منه أن ‏(‏كتاب مسلم‏)‏ أرجح فيما يرجع إلى نفس الصحيح على ‏(‏كتاب البخاري‏)‏‏.‏ وإن كان المراد به‏:‏ أن ‏(‏كتاب مسلم‏)‏ أصح صحيحاً، فهذا مردود على من يقوله‏.‏ والله أعلم‏.‏ الرابعة‏:‏ لم يستوعبا الصحيح في صحيحيهما، ولا التزما ذلك‏.‏ فقد روينا عن ‏(‏البخاري‏)‏ أنه قال‏:‏ ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صحَّ، وتركت من الصحاح لملال الطول‏.‏ وروينا عن ‏(‏مسلم‏)‏ أنه قال‏:‏ ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا - يعني في كتابه الصحيح - إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه‏.‏ قلت‏:‏ أراد - والله أعلم - أنه لم يضع في كتابه إلا الأحاديث التي وجد عنده فيها شرائط الصحيح المجمع عليه، وإن لم يظهر اجتماعها في بعضها عند بعضهم‏.‏
ثم إن ‏(‏أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ‏)‏ قال‏:‏ قلَّ ما يفوت ‏(‏البخاري ومسلماً‏)‏ مما يثبت من الحديث‏.‏ يعني في كتابيهما‏.‏ ولقائل أن يقول‏:‏ ليس ذلك بالقليل، فإن ‏(‏المستدرك على الصحيحين‏)‏ ‏(‏للحاكم أبي عبد الله‏)‏ كتاب كبير، يشتمل مما فاتهما على شيء كثير وإن يكن عليه في بعضه مقال فإنه يصفو له منه صحيح كثير‏.‏ وقد ‏‏ قال ‏(‏البخاري‏)‏‏:‏ أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح‏.‏ وجملة ما في كتابه الصحيح سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثاً بالأحاديث المتكررة‏.‏ وقد قيل‏:‏ إنها بإسقاط المكررة أربعة آلاف حديث‏.‏ إلا أن هذه العبارة قد يندرج تحتها عندهم آثار الصحابة والتابعين‏.‏ وربما عدَّ الحديث الواحد المروي بإسنادين حديثين‏.‏  ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث‏:‏ ‏(‏كأبي داود السجستاني‏)‏، و‏(‏أبي عيسى الترمذي‏)‏، و‏(‏أبي عبد الرحمن النسائي‏)‏، و‏(‏أبي بكر بن خزيمة‏)‏، و‏(‏أبي الحسن الدارقطني‏)‏، وغيرهم‏.‏ منصوصاً على صحته فيها‏.‏
ولا يكفي في ذلك مجرد كونه موجوداً في ‏(‏كتاب أبي داود‏)‏، و‏(‏كتاب الترمذي‏)‏، و‏(‏كتاب النسائي‏)‏، وسائر من جمع في كتابه بين الصحيح وغيره‏.‏  ويكفي مجرد كونه موجوداً في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه، ‏(‏ككتاب ابن خزيمة‏)‏‏.‏ وكذلك ما يوجد في الكتب المخرجة على ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ و‏(‏كتاب مسلم‏)‏، ‏(‏ككتاب أبي عوانة الإسفرائيني‏)‏، و‏(‏كتاب أبي بكر الإسماعيلي‏)‏، و‏(‏كتاب أبي بكر البرقاني‏)‏، وغيرها، من تتمة لمحذوف، أو زيادة شرح في كثير من أحاديث الصحيحين‏.‏ وكثير من هذا موجود في ‏(‏الجمع بين الصحيحين‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الله الحميدي‏)‏‏.‏ واعتنى ‏(‏الحاكم أبو عبد الله الحافظ‏)‏ بالزيادة في عدد الحديث الصحيح على ما في الصحيحين، وجمع ذلك في كتاب سماه ‏(‏المستدرك‏)‏ أودعه ما ليس في واحد من الصحيحين‏:‏ مما رآه على شرط الشيخين قد أخرجا عن رواته في كتابيهما، أو على شرط البخاري وحده، أو على شرط مسلم وحده، وما أدى اجتهاده إلى تصحيحه وإن لم يكن على شرط واحد منهما‏.‏ وهو واسع الخطو في شرط الصحيح، متساهل في القضاء به‏.‏ فالأولى أن نتوسط في أمره فنقول‏:‏ ما حكم بصحته، ولم نجد ذلك فيه لغيره من الأئمة، إن لم يكن من قبيل الصحيح فهو من قبيل الحسن، يحُتج به ويُعمل به، إلاَّ أن تظهر فيه علَّة توجب ضعفه‏.‏ ويقاربه في حكمه ‏(‏صحيح أبي حاتم بن حبان البستي‏)‏، رحمهم الله أجمعين‏.‏ والله أعلم‏.‏ الخامسة‏:‏ الكتب المخرجة على ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ أو ‏(‏كتاب مسلم‏)‏، رضي الله عنهما، لم يلتزم مصنفوها فيها موافقتهما في ألفاظ الأحاديث بعينها من غير زيادة ونقصان، لكونهم رووا تلك الأحاديث من غير جهة البخاري ومسلم، طلباً لعلوِّ الإسناد فحصل فيها بعض التفاوت في الألفاظ‏.‏  وهكذا ما أخرجه المؤلفون في تصانيفهم المستقلة‏:‏ ‏(‏كالسنن الكبير للبيهقي‏)‏، و‏(‏شرح السنة لأبي محمد البغوي‏)‏، وغيرهما، مما قالوا فيه‏:‏ أخرجه البخاري أو مسلم، فلا يستفاد بذلك أكثر من أن ‏(‏البخاري أو مسلماً‏)‏ أخرج أصل ذلك الحديث، مع احتمال أن يكون بينهما تفاوت في اللفظ، وربما كان تفاوتاً في بعض المعنى، فقد وجدت في ذلك ما فيه بعض التفاوت من حيث المعنى‏.‏  وإذا كان الأمر في ذلك على هذا فليس لك أن تنقل حديثاً منها وتقول‏:‏ هو على هذا الوجه في ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ أو ‏(‏كتاب مسلم‏)‏، إلا أن تقابل لفظه، أو يكون الذي خرجه قد قال أخرجه ‏(‏البخاري‏)‏ بهذا اللفظ‏.‏  بخلاف الكتب المختصرة من الصحيحين، فإن مصنفيها نقلوا فيها ألفاظ الصحيحين أو أحدهما‏.‏ غير أن ‏(‏الجمع بين الصحيحين‏)‏ ‏(‏للحُميدي الأندلسي‏)‏ منها يشتمل على زيادة تتمات لبعض الأحاديث، كما قدمنا ذكره، فربما نقل من لا يميز بعض ما يجده فيه عن الصحيحين أو أحدهما وهو مخطئ، لكونه من تلك الزيادات التي لا وجود لها في واحد من الصحيحين‏.‏  ‏‏ ثم إن التخاريج المذكورة على الكتابين يستفاد منها فائدتان‏:‏ إحداهما‏:‏ علو الإسناد‏.‏ والثانية‏:‏ الزيادة في قدر الصحيح، لما يقع فيها من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث، يثبت صحتها بهذه التخاريج، لأنها واردة بالأسانيد الثابتة في الصحيحين أو أحدهما، وخارجة من ذلك المخرج الثابت، والله أعلم‏.‏ السادسة‏:‏ ما أسنده ‏(‏البخاري ومسلم‏)‏ - رحمهما الله - في كتابيهما بالإسناد المتصل فذلك الذي حكما بصحته بلا إشكال‏.‏ وأما المعلق - وهو الذي حُذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر - وأغلب ما وقع ذلك في ‏(‏كتاب البخاري‏)‏، وهو في ‏(‏كتاب مسلم‏)‏ قليل جداً، ففي بعضه نظر‏.‏  وينبغي أن تقول‏:‏ ما كان من ذلك ونحوه بلفظ فيه جزم، وحكم به على من علقه عنه، فقد حكم بصحته عنه‏.‏  مثاله‏:‏ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -‏:‏ كذا وكذا، قال‏:‏ ابن عباس كذا، قال مجاهد‏:‏ كذا، قال عفان‏:‏ كذا‏.‏ قال القعنبي‏:‏ كذا، روى أبو هريرة كذا وكذا، وما أشبه ذلك من العبارات‏.‏  فكل ذلك حكم منه على من ذكره عنه بأنه قد قال ذلك ورواه، فلن يستجيز إطلاق ذلك إلا إذا صح عنده ذلك عنه‏ .‏ ثم إذا كان الذي علق الحديث عنه دون الصحابة‏:‏ فالحكم بصحته يتوقف على اتصال الإسناد بينه وبين الصحابي‏.‏  وأما ما لم يكن في لفظه جزم وحكم، مثل‏:‏ رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، أو روي عن فلان كذا، أو في الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، فهذا وما أشبهه من الألفاظ ليس في شيء منه حكم منه بصحة ذلك عمن ذكره عنه، لأن مثل هذه العبارات تستعمل في الحديث الضعيف أيضاً‏.‏ ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله إشعاراً يؤنس به ويركن إليه، والله أعلم‏.‏  ‏ ثم إن ما يتقاعد من ذلك عن شرط الصحيح قليل، يوجد في ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ في مواضع من تراجم الأبواب دون مقاصد الكتاب وموضوعه، الذي يشعر به اسمه الذي سماه به، وهو‏:‏ ‏(‏الجامع المسند الصحيح، المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه‏)‏‏.‏ ، وإلى الخصوص الذي بيناه يرجع مطلق قوله‏:‏ ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح‏.‏  وكذلك مطلق قول ‏(‏الحافظ أبي نصر الوايلي السجزي‏)‏‏:‏ أجمع أهل العلم - الفقهاء وغيرهم - على أن رجلاً لو حلف بالطلاق‏:‏ أن جميع ما في ‏(‏كتاب البخاري‏)‏ مما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صح عنه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاله لا شك فيه، أنه لا يحنث والمرأة بحالها في حبالته‏.‏ وكذلك ما ذكره ‏(‏أبو عبد الله الحميدي‏)‏ في كتابه ‏(‏الجمع بين الصحيحين‏)‏ من قوله‏:‏ لم نجد من الأئمة الماضين - رضي الله عنهم - أجمعين من أفصح لنا في جميع ما جمعه بالصحة إلا هذين الإمامين‏.‏ فإنما المراد بكل ذلك‏:‏ مقاصد الكتاب وموضوعه، ومتون الأبواب، دون التراجم ونحوها، لأن في بعضها ما ليس من ذلك قطعاً‏.‏ مثل قول‏:‏ ‏(‏البخاري‏)‏ باب ما يذكر في الفخذ، ويروى عن ابن عباس وجَرهَد ومحمد بن جحش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -‏:‏ ‏(‏‏(‏الفخذ عورة‏)‏‏)‏‏.‏  ‏‏ وقوله في أول باب من أبواب الغسل‏:‏ وقال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏الله أحق أن يستحي منه‏)‏‏)‏‏.‏ فهذا قطعاً ليس من شرطه، ولذلك لم يورده ‏(‏الحميدي‏)‏ في جمعه بين الصحيحين، فاعلم ذلك فإنه مهم خافٍ، والله أعلم‏.‏ السابعة‏:‏ وإذا انتهى الأمر في معرفة الصحيح إلى ما خرجه الأئمة في تصانيفهم الكافلة ببيان ذلك - كما سبق ذكره - فالحاجة ماسة إلى التنبيه على أقسامه باعتبار ذلك‏.‏ فأولهما‏:‏ صحيح أخرجه البخاري ومسلم جميعاً‏.‏ الثاني‏:‏ صحيح انفرد به البخاري، أي عن مسلم‏.‏ الثالث‏:‏ صحيح انفرد به مسلم، أي عن البخاري‏.‏ الرابع‏:‏ صحيح على شرطهما، لم يخرجاه‏.‏ الخامس‏:‏ صحيح على شرط البخاري، لم يخرجه‏.‏ السادس‏:‏ صحيح على شرط مسلم، لم يخرجه‏.‏ السابع‏:‏ صحيح عند غيرهما، وليس على شرط واحد منهما‏.‏ هذه أمهات أقسامه، وأعلاها الأول، وهو الذي يقول فيه أهل الحديث كثيراً‏:‏ صحيح متفق عليه‏.‏ يطلقون ذلك ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم، لا اتفاق الأمة ‏ عليه‏.‏ لكن اتفاق الأئمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول‏.‏ وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به‏.‏ خلافاً لقول من نفى ذلك، محتجاً بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن، وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن، والظن قد يخطئ‏.‏  وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً، ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه أولا هو الصحيح، لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ‏.‏ والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ، ولهذا كان الإجماع المبتني على الاجتهاد حجة مقطوعاً بها، وأكثر إجماعات العلماء كذلك‏.‏ وهذه نكتة نفيسة نافعة، ومن فوائدها‏:‏ القول بأن ما انفرد به ‏(‏البخاري‏)‏ أو ‏(‏مسلم‏)‏ مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ، ‏(‏كالدارقطني‏)‏ وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن، والله أعلم‏.‏ الثامنة‏:‏ إذا ظهر بما قدمناه انحصار طريق معرفة الصحيح والحسن الآن في مراجعة الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة، فسبيل من أراد العمل أو الاحتجاج بذلك - إذا كان ممن يسوغ له العمل بالحديث، أو الاحتجاج به لدى مذهب - أن يرجع إلى أصل قد قابله هو أو ثقة غيره بأصول صحيحة متعددة، مروية بروايات متنوعة، ليحصل له بذلك- مع اشتهار هذه الكتب وبعدها عن أن تقصد بالتبديل والتحريف - الثقة بصحة ما اتفقت عليه تلك الأصول، والله أعلم‏ ..........( آخر النص عن ابن الصلاح  يتبع بالثالث ان شاء الله تعالي