الأحد، 14 سبتمبر 2014

3.عرض كتاب حد الردة والرد علي صبحي

3



‏‏ ثم إن التخاريج المذكورة على الكتابين يستفاد منها فائدتان: إحداهما: علو الإسناد. والثانية: الزيادة في قدر الصحيح، لما يقع فيها من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث، يثبت صحتها بهذه التخاريج، لأنها واردة بالأسانيد الثابتة في الصحيحين أو أحدهما، وخارجة من ذلك المخرج الثابت، والله أعلم. السادسة: ما أسنده (البخاري ومسلم) - رحمهما الله - في كتابيهما بالإسناد المتصل فذلك الذي حكما بصحته بلا إشكال. وأما المعلق - وهو الذي حُذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر - وأغلب ما وقع ذلك في (كتاب البخاري)، وهو في (كتاب مسلم) قليل جداً، ففي بعضه نظر.  وينبغي أن تقول: ما كان من ذلك ونحوه بلفظ فيه جزم، وحكم به على من علقه عنه، فقد حكم بصحته عنه.  مثاله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذا وكذا، قال: ابن عباس كذا، قال مجاهد: كذا، قال عفان: كذا. قال القعنبي: كذا، روى أبو هريرة كذا وكذا، وما أشبه ذلك من العبارات.  فكل ذلك حكم منه على من ذكره عنه بأنه قد قال ذلك ورواه، فلن يستجيز إطلاق ذلك إلا إذا صح عنده ذلك عنه . ثم إذا كان الذي علق الحديث عنه دون الصحابة: فالحكم بصحته يتوقف على اتصال الإسناد بينه وبين الصحابي.  وأما ما لم يكن في لفظه جزم وحكم، مثل: رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، أو روي عن فلان كذا، أو في الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، فهذا وما أشبهه من الألفاظ ليس في شيء منه حكم منه بصحة ذلك عمن ذكره عنه، لأن مثل هذه العبارات تستعمل في الحديث الضعيف أيضاً. ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله إشعاراً يؤنس به ويركن إليه، والله أعلم.   ثم إن ما يتقاعد من ذلك عن شرط الصحيح قليل، يوجد في (كتاب البخاري) في مواضع من تراجم الأبواب دون مقاصد الكتاب وموضوعه، الذي يشعر به اسمه الذي سماه به، وهو: (الجامع المسند الصحيح، المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه)‏‏. ، وإلى الخصوص الذي بيناه يرجع مطلق قوله: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح.  وكذلك مطلق قول (الحافظ أبي نصر الوايلي السجزي)‏‏: أجمع أهل العلم - الفقهاء وغيرهم - على أن رجلاً لو حلف بالطلاق: أن جميع ما في (كتاب البخاري) مما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صح عنه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاله لا شك فيه، أنه لا يحنث والمرأة بحالها في حبالته. وكذلك ما ذكره (أبو عبد الله الحميدي) في كتابه (الجمع بين الصحيحين) من قوله: لم نجد من الأئمة الماضين - رضي الله عنهم - أجمعين من أفصح لنا في جميع ما جمعه بالصحة إلا هذين الإمامين. فإنما المراد بكل ذلك: مقاصد الكتاب وموضوعه، ومتون الأبواب، دون التراجم ونحوها، لأن في بعضها ما ليس من ذلك قطعاً. مثل قول: (البخاري) باب ما يذكر في الفخذ، ويروى عن ابن عباس وجَرهَد ومحمد بن جحش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (‏‏(الفخذ عورة)‏‏)‏‏.  ‏‏ وقوله في أول باب من أبواب الغسل: وقال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم: (‏‏(الله أحق أن يستحي منه)‏‏)‏‏. فهذا قطعاً ليس من شرطه، ولذلك لم يورده (الحميدي) في جمعه بين الصحيحين، فاعلم ذلك فإنه مهم خافٍ، والله أعلم. السابعة: وإذا انتهى الأمر في معرفة الصحيح إلى ما خرجه الأئمة في تصانيفهم الكافلة ببيان ذلك - كما سبق ذكره - فالحاجة ماسة إلى التنبيه على أقسامه باعتبار ذلك. فأولهما: صحيح أخرجه البخاري ومسلم جميعاً. الثاني: صحيح انفرد به البخاري، أي عن مسلم. الثالث: صحيح انفرد به مسلم، أي عن البخاري. الرابع: صحيح على شرطهما، لم يخرجاه. الخامس: صحيح على شرط البخاري، لم يخرجه. السادس: صحيح على شرط مسلم، لم يخرجه. السابع: صحيح عند غيرهما، وليس على شرط واحد منهما. هذه أمهات أقسامه، وأعلاها الأول، وهو الذي يقول فيه أهل الحديث كثيراً: صحيح متفق عليه. يطلقون ذلك ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم، لا اتفاق الأمة عليه. لكن اتفاق الأئمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول. وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به. خلافاً لقول من نفى ذلك، محتجاً بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن، وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن، والظن قد يخطئ.  وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً، ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه أولا هو الصحيح، لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ. والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ، ولهذا كان الإجماع المبتني على الاجتهاد حجة مقطوعاً بها، وأكثر إجماعات العلماء كذلك. وهذه نكتة نفيسة نافعة، ومن فوائدها: القول بأن ما انفرد به (البخاري) أو (مسلم) مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ، (كالدارقطني) وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن، والله أعلم. الثامنة: إذا ظهر بما قدمناه انحصار طريق معرفة الصحيح والحسن الآن في مراجعة الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة، فسبيل من أراد العمل أو الاحتجاج بذلك - إذا كان ممن يسوغ له العمل بالحديث، أو الاحتجاج به لدى مذهب - أن يرجع إلى أصل قد قابله هو أو ثقة غيره بأصول صحيحة متعددة، مروية بروايات متنوعة، ليحصل له بذلك- مع اشتهار هذه الكتب وبعدها عن أن تقصد بالتبديل والتحريف - الثقة بصحة ما اتفقت عليه تلك الأصول، والله أعلم .....( آخر النص عن ابن الصلاح ]
ثم يستأنف أحمد صبحي  منصور قوله :  ، وكتبت أيضا مقالا آخر  اهاجمه وغيره من الشيوخ وأحلل موقفهم من فرج فودة تحت عنوان: " لأنه كفر بهم ". ومقالات أخرى أحدثت أثرا طيبا جعل صديقى الدكتور محمد أبو الاسعاد ـ رحمه الله تعالى ـ يطلب منى ان اكتب بحثا خاصا يوضح حقيقة حد الردة ومنشأه وعلاقته بالاسلام ، ويتعهد بنشره على نفقته.   كنت قد كتبت بحث "حرية الرأي بين الإسلام والمسلمين "؛ للملتقي الفكري الثالث للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان في أوائل مايو 1992 ونشرته مجلة القاهرة . ثم صدر كتاب حد الردة سنة 1993 ، ثم نشرته بعد عامين مجلة القاهرة في العدد 152سنة 1995. واحدث كتاب حد الردة صدى هائلا خصوصا بعد نشر جريدة الأحرار فصوله فى أعداد متتالية، وتتابعت عليه التعقيبات والاستشهادات، وتشجع آخرون يهاجمون حد الردة فى مقالات اوفى كتب ،فاصدر جمال البنا كتابه ( كلا ثم كلا لفقهاء التقليد ) يؤكد ما قلته من ان حد الردة صناعة فقهية تتناقض مع الإسلام وكان ذلك بعد عام من صدور كتابي حد الردة . وعلي الجانب الآخر لم يستطع فقهاء التطرف مواجهة كتابي حد الردة ؛ [ قلت البنداري :  لقد أكل الغرور قلب منكر السنة  لابفقاقة منه وعلم بل بتخاذل مشايخ الإسلام في مؤسسة الأزهر وسائر المؤسسات العاملة في حقل الدعوة إلي الله في أيامنا هذه ، وبتواطئ كبير من بعض من شك في دين الله ميلا إلي العلمانية تحت دعوي التجديد وعدم الركود أمثال الشيخ شلتوت والأفغاني وأحمد أمين ، ومحمد سليم العوا  ومن سار علي نهجهم في عصرنا كالشيخ الغزالي والدكتور عبد المعطي بيومي ونظرائهم ممن حرصوا علي ما يسمونه بنظرة التجديد وليتهم جددوا بإجتهادهم في غير كلام الله ورسوله بل دخلوا مباشرة إلي متون القرآن والسنة وعلي ما إستقرت عليه أمة الإسلام علي مدار أربعة عشر قرنا من الزمان وعلي حين هلاك وموت الندرة الحارثة الواعية من أئمة الهدي في زماننا أمثال الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ المحلاوي والشيخ عبد الحميد كشك ممن كان صوتهم يهز قلوب المجرمين ، ويلقي الرعب في أرجائهم ويزلزل بنيانهم ، وساعد في ذلك قيام المذاهب العلمانية التي وجدت من الإدارات الحاكمة لكل بلد مسلم إقبالا عليهم وترحيبا بهم وهشا لمذاهبهم ، فتشجع العلمانيون والملحدون والدهريون والبهائيون والقاديانييون والرافضة  ممن يسبون الصحابة رضوان الله عليهم ويتطاولون علي أسياد البشر والعالمين أمثال أبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وامهات المؤمنين وأجلاء الصحابة وخرج الأفحج الأكذب والدجال منكر السنة ليتوج جهود هؤلاء جميعا ، ويباركهم ويؤصل لهم قواعد الضلال والزيغ والوهم ويستأنف هذا الأفاك كلامه قائلا :    فكتب د . محمد سليم العوا  يقول إن عقوبة الردة مجرد تعزير من حق الحاكم وليست حدا مشروعا له حكم الحدود ؛ وأجهد نفسه في كتابه ( أصول النظام الجنائي الإسلامي : 151 : 170 ) كي يثبت ان عقوبة الردة مجرد تعزير ؛ وهو يعلم ان عقوبة التعزير في الفقه اقل من أربعين جلدة. فكيف يستقيم هذا مع عقوبة قتل المرتد ؟ ثم كيف يكون لولي الأمر ان يحكم بغير ما انزل الله خصوصا فيما يخص الدماء وحق الحياة . ومعروف ان التيار المتطرف يهاجم الحكومة بحجة أنها تحكم بغير ما أنزل الله . [ وأقول أنا البنداري أن كل من أخرج حكم المرتد عن الكفر فهو رجل شك في الله وآياته وسفه قول رسوله إرضاءاً لأقوال من يعوون كما تعوي الكلاب ، وأنادي أمة الإسلام في كل بقاع الأرض كفاكم خنوعا، وتردياً وتخاذلاً ، إن ما معكم من دين هو أقيم الأديان ، وما تساومون الكفار عليه هو ذلك الدين الذي ارتضاه الله لأمة الإسلام دينا بعد أن أكمله وأتمه علينا ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أيها الخانعون المنتكسون الشاكون في دين الله ورسوله ألا إن المرتد عن دين الله  كافر حلال الدم والمال ولا يستتب ولا يرجأ فكل مواقفكم من دين الله خنوع  ،   ونكوس وتخاذل وإليكم البيان :  قال تعالي يصف المرتدين عن دينه :

- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) ( آل عمران )

فالمرتد كافر بحكم الآية  رقم ( 100 ) من سورة آل عمران ، والآية رقم ( 149) من سورة ( آل عمران ) ، والآية رقم ( 217) من سورة البقرة ، والآية رقم ( 109) من سورة البقرة

- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) (آل عمران)  والمرتد كافر بحكم الآية  رقم ( 100 ) من سورة آل عمران ، والآية رقم ( 149) من سورة ( آل عمران ) ، والآية رقم ( 217) من سورة البقرة ، والآية رقم ( 109) من سورة البقرة

 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) (البقرة) 

وكذلك المرتد كافر بحكم الآية  رقم ( 100 ) من سورة آل عمران ، والآية رقم ( 149) من سورة ( آل عمران ) ، والآية رقم ( 217) من سورة البقرة ، والآية رقم ( 109) من سورة البقرة .//-قال تعالي( أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) ( البقرة)
وهو أيضا ( أي المرتد)  كافر بحكم الآية  رقم ( 100 ) من سورة آل عمران ، والآية رقم ( 149) من سورة ( آل عمران ) ، والآية رقم ( 217) من سورة البقرة ، والآية رقم ( 109) من سورة البقرة . قال تعالي( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) ( محمد)

وقال أيضا( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) ( المائدة ) 
-  وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) ( المائدة )ويقول جل من قائل(  قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) ( الأنعام)

- قلت البنداري:- ومن جملة الآيات السابقة يتبين لنا قطعاً أن المرتد كافر بلا خلاف، أما  الآيات الصريحة في ذلك فهي :[ الآيات أرقام (100 آل عمران /149آل عمران  /217البقرة  /109البقرة ، و217البقرة ] : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)[ آل عمران] 

و ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) (آل عمران) @ - و ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) (البقرة) 

( وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (109) ) [ البقرة ]

- وإذ ذلك كذلك يتبين لنا أن هيئة المرتدين عن دين الله تعالي هم هيئة كافرة وهي حتما تقع في مجال  قوله تعالي : ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)[ التوبة ] وأقول البنداري : جاء في معجم اللسان  ما نصه:  [ولى] و ل ى: الْوَلْيُ بسكون اللام القرب والدنو يقال تباعد بعد وَلْيٍ وكل مما يَلِيكَ أي مما يقاربك يقال منه وَلِيَه يليه بالكسر فيهما شاذ و أَوْلاهُ الشيء فوَلِيَهُ وكذا وَلِيَ الْوَالِي البلد و وَلِيَ الرجل البيع وِلاَيَةً فيهما و أَوْلاه معروفا ويقال في التعجب ما أولاه للمعروف وهو شاذ و وَلاّهُ الأمير عمل كذا و وَلاَّه بيع الشيء و تَوَلَّى العمل تقلَّد وتولَّى عنه أعرض و وَلَّى هاربا أدبر وقوله تعالى ( ولكل وجهة هو موليها)  أي مستقبلها بوجهه و الْوَلِيُّ ضد العدو يقال منه تَوَلاَّهُ وكل من وُلِيَ أمر واحد فهو وَلِيُّه و المَوْلَى المُعْتِق والمُعْتَق وابن العم والناصر والجار والحليف و الوَلاء ولاء المُعْتِق و المُوالاة ضد المعاداة ويقال وَالَى بينهما وِلاَءً بالكسر أي تابع وافعل هذه الأشياء على الولاء أي متتابعة و تَوَالَى عليهم شهران تتابع و اسْتَوْلَى على الأمد أي بلغ الغاية قال بن السكيت الوِلاية بالكسر السلطان و الوَِلاية بالفتح والكسر النصرة وقال سيبويه الوَلاَيَةُ بالفتح المصدر وبالكسر الاسم وقولهم أَوْلَى لك تهديد ووعيد قال الأصمعي معناه قاربه ما يهلكه أي نزل به قال ثعلب ولم يقل أحد في أَوْلَى أحسن مما قاله الأصمعي وفلان أولى بكذا أي أحرى به وأجدر ويقال هو الأَوْلى وفي المرأة هي الْوُلْيَا
وكذلك من ( مختار الصحاح ) //ولفظة يلونكم من الكفار تعني كل هيئة من هيئات الكفار دونكم ، أو قريبة منكم ، أو تأتي بعدكم ]  ، إن كل ما تحتويه ( مادة الواو- واللام - والياء ) تحمل معني الشيء وما يأتي دونه  أو قريبا منه  ، وفيه معني وجود شيئين أحدهما :  وهو العالي ، والآخر دونه وهو القريب منه ،  جاء في المعجم الوجيز ما نصه : يليه : ولياً = جاء بعده ،  ووليه – يليه وليا = جاء بعده و- الشيء وعليه ولاية ملك أمره وقام  به جاء بعده ( فالعالي هو المالك ومن دونه هو المملوك)  ويقال في التهديد أولي لفلان أي دنا من المهلكة ( ويعني  هذا أنه في مأمن ( المستوي العالي )  لكنه سينزل الي المهلكة ( ما دون المستوي )  ووالي بين الأمرين موالاة وولاء : تابعه والشيء :  تابعه ( فالعالي هو المتابِع والأدني منه هو المتابَع ) وهكذا //وجاء في المعجم الوسيط معني يليكم : توالي  : تتابع ووالي بين الامرين ولاءً تابع وفيه كل مشتقات الواو واللام والياء بهذا المعني الذي ذكرناه  ، وعليه :  فإن معني قوله تعالي ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) هو فرض قتل كل هيئة من هيئات الكفر التي تلي المؤمنين والقريبة من  المسلمين والتي لم تحتمي من سيف المسلمين بحائل العهد أو المكاتبة أو الذمة ، أو الجزية ، وذلك لأن كل هذه الهيئات هي دون المؤمنين وتليهم وتكون في المكانة القريبة منهم  ، ويعني هذا أن الكفار بدين الله تعالي كلهم في التوجه سواء، لأنهم يلون المسلمين ، وفي معسكر ليس هو معسكر المسلمين ،  لكنهم في الحماية من سيف المسلمين نوعان : الأول منهما  : محميٌ من السيف المسلمين بمعاهدة ،  لقوله تعالي : - ( الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)  ( الانفال)// - أو قوله تعالي: ( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا  فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)( التوبة)
- أو كما جاء في قوله تعالي: ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) ( التوبة) - وكذلك يقول تعالي : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) (الأنفال)
- وفي قوله تعالي : ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) ( الرعد) - الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) ( البقرة) @ أو ذمة : لقوله تعالي ( اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) ( التوبة) ،@ أو مكاتبة ، أوجزية لقوله تعالي : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) (التوبة) . الثاني منهما :  فمن نكث عهده أو رد مكاتبته أو امتنع عن دفع الجزية فقد وقع فيما دون ذلك مم يلي المؤمنين من الكفار ،  وشملته  لفظة ( يلونكم من الكفار)  وهم إذن مما دون ذلك وواقعين في حيز الآية ليسوا بمحميين  ولا محجوبين عن سيف المسلمين وأكثر فئات الكفار تعريا عن الحماية والحجب هم فئة المرتدين ذلك لأنهم ليسو مكاتبين ولا معاهدين ولا هم أهل كتاب ممن  حُجبوا بالجزية وسابق انتمائهم الي كتابهم ، والأنكي أنهم دخلوا دين الإسلام وعرفوا الحق وارتدوا عنه فوقعوا بلا حماية في مجال من يلي المؤمنين من الكفار ووجب علي المؤمنين اعمال الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)[ التوبة ] أما عن العوا وما قال فيه منكر السنة : [ فأقول أنا البنداري أن الواضح من جمل ما استعرضناه أن العوا قانوني بارع ، في مجالات إدارية وقانونية كبيرة لكن هذا التفوق في مجالات الإدارة والقوانين الوضعية كان علي حساب تفقهه الديني والإسلامي إذ أن مثل هذا الحاصل علي كل هذه المناصب لن يعجز عن تفهم مدلول قوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)[ التوبة ]  والمرتدين  إذن مما دون ذلك وواقعين في حيز الآية ليسوا بمحميين  ولا محجوبين عن سيف المسلمين وأكثر فئات الكفار تعريا عن الحماية والحجب هم فئة المرتدين ذلك لأنهم ليسو مكاتبين ولا معاهدين ولا هم أهل كتاب ممن  حُجبوا بالجزية وسابق انتمائهم الي كتابهم ، والأنكي أنهم دخلوا دين الإسلام وعرفوا الحق وارتدوا عنه فوقعوا بلا حماية في مجال من يلي المؤمنين من الكفار ووجب علي المؤمنين اعمال الآية ، وحين يقول بعكس قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) فلا قيمة لقوله ولاحجة في مذهبه ، إن العوا  قد حاد حيودا كبيرا عندما ذهب ينكر حد الردة حتي أن أحمد منصور وصف تعمده بالحياد  عن جادة الصراط بقوله :[   وأجهد ( العوا )  نفسه في كتابه ( أصول النظام الجنائي الإسلامي : 151 : 170 ) كي يثبت ان عقوبة الردة مجرد تعزير ؛ وهو يعلم ان عقوبة التعزير في الفقه اقل من أربعين جلدة. فكيف يستقيم هذا مع عقوبة قتل المرتد ؟ ثم كيف يكون لولي الأمر ان يحكم بغير ما انزل الله خصوصا فيما يخص الدماء وحق الحياة . ومعروف ان التيار المتطرف يهاجم الحكومة بحجة أنها تحكم بغير ما أنزل الله . انتهي كلام منكر السنة في تعقيبه علي سليم العوا ]  ولم يزل احمد صبحي  يتكلم قائلاً : و ثارت معركة تجديد الفكر عندما لم يقتنع فقهاء التطرف بالردود التي حاولت ان تقف أمام كتابي حد الردة، وواكب هذا قضية نصر أبو زيد، وقد نشرت عدة مقالات ادافع عنه في الأهالي وروزاليوسف ثم صدر كتابي ( الحسبة بين القرآن والتراث) الذي صدر في طبعتين سنة 1995 (المحروسة)  (النداء الجديد ) ونشرته مجلة القاهرة في العدد 158 في العدد1996 .  و أسفر هذا الجهد مع جهد جمال البنا عن قيام حركة استنارة متواضعة داخل الأزهر وخارجه تنادى بتجديد الفقه وتنقية الأحاديث وتمتعض من شفاعة البشر وعصمة النبي خارج الوحي ؛ وتواجه هذه الحركة المستنيرة ( جبهة علماء الأزهر) المتشددة .  واضطر كبارالشيوخ فى الأزهر فى النهاية لمواكبة الركب ـ متأخرين كالعادة ـ فتحدثوا على استحياء عن حرية الفكر فى الاسلام دون الاشارة الى حد الردة، ثم اضطرتهم اسئلة الصحفيين الى الاشارة الضمنية لعدم الاعتداد بحد الردة، واخيرا جاءت الفتوى من مجمع البحوث عام 2002 تنفى حد الردة وقتل المرتد اكتفاءا باستتابته [ قلت أنا البنداري جاء عن كل خانع في دين الله تعالي ، أو مراءٍ أو خائن لله ورسوله في فتوى الأزهريين التي  تتيح للمرتد التوبة طوال حياته وتتغاضى عن استتابته : هؤلاء  الأزهريون الذين يخالفون مذهب جمهور الفقهاء في الحكم الشرعي للردة ،  أثارت هذه  الفتوى التي أصدرتها لجنة العقيدة والفلسفة التابعة لمجمع البحوث بالأزهر جدلاً كبيراً في أوساط علماء الدين والأزهر والتي أتاحت للمرتد أن يتوب طوال حياته والتغاضي عن استتابته خلال ثلاثة أيام كما ذهب جمهور الفقهاء. ( هذا الهزل الذي جاء به عملاء المال  وممالئوا العلمانية وأذناب الراغدين في الحياة الدنيا ومنهم الدكتور محمد ابراهيم الفيومي، عضو لجنة العقيدة والفلسفة بمجمع البحوث واستاذ الفلسفة بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الأزهر، والذي تقدم بهذه الفتوى وتمت الموافقة عليها باعتبارها ضرورة لما نراه من عداء العالم كله للاسلام واتهام المسلمين والاسلام بالإرهاب واستخدام العنف في التعامل مع غير المسلمين، ولدرء هذه الاتهامات الموجهة للاسلام وجدنا انه من المنطق فتح مدة الاستتابة من الردة مدى الحياة.  وقال ان حكم المرتد في الشريعة الاسلامية واضح لكن الفقهاء اختلفوا حول هذا الحكم ومعنى ذلك ان باب الاجتهاد مفتوح ويبدأ من ترجيح الآراء على بعضها البعض.  وتكون الاستتابة طوال العمر بشرط ان يفوض المرتد أمره الى الحكام فيقررون الاستتابة ثلاثة أيام أو لمدة عام أو لنهاية العمر، وفي حالة تشويه المرتد للإسلام تجب ملاحقته خلال ثلاثة أيام فقط ولكن إذا كان المرتد ضعيف الحال وصدرت عنه بعض الأفعال يمكن استتابته لنهاية العمر ولكن الحكم بيد ولي الأمر وليس الأفراد. وقد أيد الفتوى الدكتور عبد المعطي بيومي وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب وعميد كلية أصول الدين السابق، مطالبا باجراء تعديلات حتى لا تثير الفتوى جدلا. وأشار الى ان النصوص الواردة في حق المرتد كلها قابلة للتأويل والتغير،( قلت أنا البنداري :  وهذا من مسلسل الإفك والكذب علي الله ورسوله فكل ما عرضناه  هنا في شأن المرتد وكفره لا يقبل التأويل )  ومازال الكلام موصولا عن الدكتور بيومي : موضحا وجود خلاف بين الفقهاء حول زمن الاستتابة. بينما يؤكد الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة  أن هذه الفتوى تحتاج إلى إعادة نظر مرات ومرات ، ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دماء من ارتدوا، وهذا ثابت في صحيح الحديث. أما أن يقال الإسلام لم يضع حدا للمرتد، فقد وضع الحد بالقرآن والسنة القولية والفعلية ، وهذه النصوص واضحة لعلماء مجمع البحوث، ومنها قول الله تعالى: «من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه» ومعنى «يأتي الله بقوم» أي ان يتم الخلاص بإحكام الشرع في المرتدين لقوله تعالى: «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم». وأما السنة القولية لحديث «من بدل دينه فاقتلوه» وحديث «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث»، منها التارك لدينه المفارق للجماعة.  وقال الشيخ البدري ان الثابت عن فقهائنا العظام ان المرتد يستتاب ثلاثة أيام وإلا يقام عليه حد الردة الثابت بالقرآن والسنة. ويتابع الشيخ البدري قوله: اذا كان من شق عصا الطاعة على الامام المسلم فقد وجب قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم « ومن اتاكم وامركم جميعا على رجل واحد يريد ان يفرقكم فاقتلوه» فكيف لا يقتل من ارتد، تلك الجريمة التي تعد من قبيل الخيانة العظمى//ثم يستأنف أحمد صبحي حديثه قائلا :  فما قولكم - دام فضلكم - اذا رفض التوبة؟ هل ستستمر استتابته الى يوم القيامة؟ وهل سيتفرغ لهذه المهمة الجليلة فحول المشايخ العظام وكبار الفقهاء الأبرار؟ وماذا ستكون الأسئلة سوى سؤال وحيد يرفض الاجابة عنه مقدما ؟  هل حينئذ ستتحول اجراءات محاكمته الى اوبريت غنائى فى عرض مستمرلا ينتهى .. يقول له الشيوخ "توب" فيرد عليهم باغنية عبد الحليم حافظ "وانا كل ما اقول التوبة ياعينى ترمينى المقادير يابوى" يقول له الشيوخ " توب "فيرد عليهم باغنية اخرى"توبة ان كنت أحبك تانى توبة بس قابلنى مرة وتبقى آخر نوبة وبعدها توبة’" يقول له الشيوخ فى استرحام " ياابنى حرام عليك عايزين نروح ناكل ، توب بقى وخلصنا " فيغنى لهم أغنية عايدة الشاعر:"راح أتوب ازاى ياعينى راح اتوب ".. ( قلت أنا البنداري:  لقد آن  للئيم أحمد صبحي منصور أن يتهكم علي مجموع فقهاء المسلمين الذين يشترطون التوبة للمرتد ذلك الشرط الذي ما أنزل الله به من سلطان وإنما اختلق نتيجة خنوع المسلمين بعد انقضاء مجتمع النبوة والخلافة الراشدة عندما تهافت الناس علي الدنيا وبعد أن أولوا الشرع وحولوا النصوص القرآنية ونصوص السنة النبوية الي  مسوخ نصية أهدرت قيمتها بالتأويل وإخراجها عن محيط مدلولاتها فبينما يقول الله تعالي : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)[ التوبة ]غير مشترط الإستتابة المزعومة ، خنع الناس بعد رحيل نبييهم ورحيل الراشدين المهديين من خلفائهم فعوقوا تتطبيقات دينهم، وحولوا ما كان النبي (صلي الله عليه وسلم ) ثابتا عليه وصحابته، يقول أحمد صبحي منصور: ليست هذه نكتة ، انها الاجابة الوحيدة للنكتة الحقيقية التى جعلها الشيوخ فتوى تقول ان المرتد يجب استتابته فقط. انها نكتة مأساوية تذكرنا بقول المتنبى فى كافور الاخشيدى
ومثلك يوتى من بلاد بعيدة* ليضحك ربات الحداد البواكيا// المتنبى هو القائل أيضا :// وكم ذا بمصر من المضحكات// ولكنه ضحك كالبكا//وبعد .. فقد تم نشر الترجمة الأنجليزية لهذا الكتاب على الانترنت منذ شهور، وهذه هى المرة الأولى التى تظهر فيها طبعته العربية على الانترنت متاحة للجميع . ( هكذا يقول أحمد منكر السنة ) ويوقع بقوله : احمد صبحى منصور. يناير 2005 –
// قلت البنداري :  عام 1992 أصدرت "ندوة علماء الأزهر"، برئاسة عبد الغفّار عزيز، وفي جريدة النور بياناً بكفر الكاتب المصري فرج فوده ووجوب قتله، وبعدها بفترةٍ وجيزةٍ، قام بتنفيذ الفتوى شابان متحمسان، وعندما جاء دور الشيخ محمد الغزالي للشهادة في المحكمة قال: إن فرج فودة كافر مرتدٌّ وأنّ من قتله يعتبر مفتئتاً على السلطان، وعند سؤاله عن عقوبة المفتئت على السلطان؟ قال: لا أعرف له عقوبةً في الشرع ). وهذا مقطعٌ من التحقيق مع عمرو والمحلاي نشرته جريدة المصري بتاريخ: 25/9/2003م، جاء فيه التالي:  (المحقق: ما الفترة التي استغرقتها مناقشاتكم لتقرروا في النهاية قتل نجيب محفوظ؟  عمرو: هي ماستغرقتش كتير.  المحقق: هل قرأت قصصا أو مؤلفات أخري لنجيب محفوظ تؤكد عكس ما انتهيتهم إليه أنه مرتد؟  عمرو: لا!   أين الدليل!   وهنا يسأله المحقق: هل قمتم باتباع الناحية الشرعية التي يجب بمقتضاها التعامل مع المرتدين؟  يقصد بذلك هل قام المتهمون (باستتابة) نجيب محفوظ قبل أن يقرروا قتله.   لكن عمرو يرد قائلاً: المرتد لايستتاب، بدليل أن سيدنا أبو بكر قام بحرب مانعي الزكاة والمرتدين عن الاسلام وساوي بينهما وحدود ربنا تنفذ حتى لو تاب العبد، لأن ربنا نزلها للحكم في الأرض وعلشان تبقي رادع للعباد، بدليل أن النبي صلي الله عليه وسلم حضر إليه أحد أصحابه، واعترف أنه زني وهي متزوج، ولما اعترف بالذنب وتاب، ده مامنعش أن يطبق عليه الحد.   المحقق: وما الدليل الشرعي علي عدم جواز استتابة المرتد؟   عمرو: لو المرتد استتاب وتاب فعلاً وعاد للاسلام لايمنع ذلك من اقامة الحد عليه ونحن المسلمين أمرنا أن نأخذ بالظواهر والله يتولي السرائر ] وقد أوردت هذه المحاكمة لأشير إلي الشباب الذي لم تتغير فطرته ولم يتحول عن عهده  ، ويستأنف صبحي كلامه عن حد الردة قائلا :  مقدمة الطبعة الثانية لكتاب "حد الردة"  لاحمد صبحي منصور منكر السنة يقول : [ ملحوظة من البنداري : سيأتي الكلام تفصيلا عن خيالات أحمد صبحي وأوهامه لذا فلن أتداخل الآن معه في هذه الأسطر القادمة فليقل ما يحلو له  ]  يقول احمد منصور : هناك فرق بين دين الإسلام وتدين المسلمين ،  الإسلام هو إخلاص الإيمان والطاعة لله تعالى وحده، والسلام مع الناس، وبهذا المعنى جاء الإسلام بكل اللغات التى تحدث بها الأنبياء السابقون قبل محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام، ثم نزل باللغة العربية فى القرآن الكريم خاتم الرسالات السماوية, هذا هو ما يخص دين الله تعالى. /أما ما يخص التدين ، أو موقف الناس من دين الله تعالى، فهو أمر آخر، فالتدين صناعة بشرية تحمل ملامح البشر وضعفهم وطموحهم وغرائزهم وفضائلهم وسيئاتهم وحسناتهم. ولكن العامل الأساسى فى التدين- حسبما يظهر فى التاريخ الدينى، هو السياسة، ومؤسساتها الدينية التى تقوم بإخضاع التدين لرغبات الحاكم، أو المؤسسات الدينية البديلة الطامعة فى الحكم التى تسوغ الخروج على الحاكم.. ومن هنا يعج التراث بالتناقضات التى تعبر عن الحاكم والمحكوم، والثائر والحاكم الطاغى، أو كما قال تعالى عن التراث الدينى المخالف للقرآن الكريم والذى يجد فيه المعرضون عن القرآن ما يتخيرون من الأحكام المتناقضة ﴿أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إِنّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيّرُونَ﴾ (القلم 37، 38) وهذه هى المشكلة فى التناقض بين الدين والتدين. * الدين هو الحق الإلهى، والتدين هو التراث الدينى الذى كتبه البشر وفيه حسناتهم وسيئاتهم. وقبل نزول القرآن طغى التدين على الدين، إذ أوكل تعالى للبشر حفظ الدين، فكان أن حرفوا الرسالات السماوية فيما استحفظهم الله تعالى عليه، ثم أنزل الله تعالى القرآن محفوظاً بقدرته جل وعلا يقول تعالى: ﴿إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر 9) ﴿وَإِنّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت41، 42) ولذلك كان القرآن حكماً ومهيمناً ع الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ (المائدة 48). وتلك هى وظيفة القرآن وخاتم النبيين بالنسبة لأهل الكتاب، وذلك معنى قوله تعالى له: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالاً نّوحِيَ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ. بِالْبَيّنَاتِ وَالزّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (النحل 43، 44)، وتكرر ذلك فى قوله تعالى فى نفس السورة: ﴿تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىَ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَزَيّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاّ لِتُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (النحل 63، 64). أى كانت وظيفة القرآن هى إصلاح ما أحدثه أهل الكتب السماوية السابقة من تحريفات أدت إلى مشاكل.( ثم يستأنف منكر السنة فيقول ) : * وبعد أن تم القرآن الكريم نزولاً مات النبى عليه الصلاة والسلام، ونفذ المسلمون أوامره بالاكتفاء بالقرآن وحده، وعدم كتابة وتدوين غير القرآن، مع كتابة القرآن بالرسم المعجز الموحى به إليه، ولذلك أحرق عثمان فى خلافته المصاحف التى كتبت بخلاف ذلك الرسم القرآنى الرسولى، فسمى ذلك الرسم بالرسم العثمانى نظراً للجدل الذى صاحب ذلك وقته، وهو نفس الرسم والشكل الذى تختلف به كتابة المصحف حتى فى عصرنا عن الكتابة العربية الأخرى، وتلك إحدى وجوه الإعجاز الإلهى فى حفظ القرآن إلى أن تقوم الساعة. * ولكن دخل المسلمون فى السياسة ودروبها ومشاكلها وأزماتها وحروبها وضغائنها وانقساماتها منذ بيعة السقيفة إلى الملك الوراثى الأموى العضوض إلى إسالة الدماء أنهاراً فى صراعات سياسية بدأت من اغتيال عمر وعثمان وعلى ولم تنته بكربلاء وموقعة الحرة والنهروان ودير الجماجم.. ولن تنتهى بأيلول الأسود ومذابح العسكر والأصوليين فى الجزائر. * لماذا لم تنته؟ ولماذا لن تنتهى؟ لأن الجريمة إذا تحصنت بتسويغ شرعى فقد تحولت إلى شرف وفريضة دينية. ومن هنا فإن قتل المسلم المخالف فى المذهب الدينة أو السياسى هو فى تشريع القرآن جريمة. إلا أنه يتحول إلى واجب دينى فى شريعة التدين.. وهذا هو التناقض بين القرآن والتراث، أو بين الدين السامى وتدين المسلمين، أو بين الإسلام والمسلمين. إن المسلمين حين جرفتهم السياسة باعدت بينهم وبين القرآن، وبدلاً من الاحتكام إلى القرآن والرجوع إليه فعلوا العكس، وهو صناعة تشريع بشرى يقوم على عمودين، الأول هو إلغاء الأحكام القرآنية التى لا تتفق مع أهوائهم، والثانى، هو اختراع أحاديث تسوغ لهم ما يشاءون من تشريعات تخالف القرآن، مثل حد الردة وحد الرجم، وتوسعوا فى تلك الأحاديث لتلبى الطلب عليها فى الأهواء العقيدية الخرافية المخالفة للقرآن لدى الشيعة والسنة والصوفية وغيرهم، ولتلبى الخلافات الأصولية بين السنة والشيعة وباقى الطوائف والفرق الإسلامية، والخلافات المذهبية فى داخل الفقه الشيعة والفقه السنى.. وبذلك أصبح الحديث وأقاويل المسلمين عن القرآن أو ما يعرف بالتفسير هو الديوان الحى الذى يجسد الواقع العملى لتدين المسلمين فى كل عصر.. هذا من ناحية الاتساع والنظرة الأفقية وأما من الناحية الرأسية فقد حرصوا على نسبة الآراء إلى النبى عليه الصلاة والسلام وكبار الصحابة لدى أهل السنة، أو لدى النبى و"على" وبنيه لدى الشيعة، أو إلى من جعلوهم أولياء مقدسين يتمتعون بالعلم اللدنى المأخوذ من الله تعالى رأساً، عند الصوفية./ ومن هنا.. أصبح ذلك التراث المخالف للقرآن مقدساً كالقرآن، أو على الأصح بدرجة تزيد على القرآن، لأنه إذا تعارضت آيات قرآنية مع إحدى مقولات التدين فإن الانتصار يكون لأحاديث التراث ومقولاته.. والدليل على ذلك ما ستقرأه عزيزى القارئ فى هذه الكتاب الذى يبرئ الإسلام من حد الردة . وطالما تتمتع هذه المقولات بأحاديث منسوبة للنبى، وطالما توفر غطاءً تشريعياً للجرائم والطموحات السياسية للمنتفعين بها.. فإن دماء المسلمين ستظل تسيل أنهاراً لأن استحلال الدماء والأموال الإسلامية يؤكده تدين المسلمين عن طريق فتاوى وأحاديث وأقاويل تحظى بالتقديس. * وبهذا نعرف أساس الأزمة.. وتعرف أيضاً أساس الحل.. أساس الأزمة هو المرويات التى تنسب للنبى ما يخالف القرآن الكريم وأساس الحل هو الاحتكام للقرآن الكريم. ﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الّذِيَ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصّلاً﴾ (الأنعام 114). وصدق الله العظيم  د/ أحمد صبحى منصور//1420 هـ- 1999 /ممقدمة الطبعة الأولى لكتاب "حد الردة" الي هنا انتهي كلام أحمد صبحي في مقدمة كتابه الممتلىء ضلالات وانحرافات وةما يلي هو عرض فقرات كتابه والرد عليها بواسطتي أنا البنداري مستعينا بالله : [قلت البنداري:يقول منكر السنة : لابد أن نبدأ بوضع النقاط فوق الحروف كى ننصف الإسلام العظيم من بعض المسلمين.  والبداية أن نجعل فارقاً بين الإسلام والمسلمين.  فالإسلام دين الله العظيم الذى يأمر بالعدل والإحسان ويحث على السمو الأخلاقى،[ قلت البنداري حين يكون الأمر بعيدا عن طاعة الرسول ينطلق أحمد صبحي كالرصاصة ليشهد أن الإسلام ، يأمر بالعدل والإحسان ويحث على السمو الأخلاقى ، فإذا تطرق الموضوع تجاه الرسول رأيت التملص والتحول والتحريف والتبديل والإنكار وكل الجهد بالباطل أو بابن عمه في انكار طاعة الرسول ، فالذي أمر بالعدل والإحسان ، هو الذي الذي أمر بطاعة رسوله وكفر المصر علي عصيان رسوله قال تعالي ({قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32، و ({وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }آل عمران132، وقوله ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 ، وقوله ({وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92 ، وقوله (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }الأنفال1 ، وقوله({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }الأنفال20 ، وقوله تعالي({وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46 ، وقوله تعالي ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54، وقوله تعالي ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }النور56 ، و(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33، و(  وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }التغابن12 ، وقوله تعالي (  وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }النساء14 ، و(  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36 ، و (  إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }الجن23  ، قلت البنداري:ثم يختال أحمد منصور المعرض دائما عن الإنصياع لأمر الله في الوقت الذي يتشدق بقرآنيته كذبا وزورا ويقول :  والقرآن هو الوثيقة الحقيقية الوحيدة لذلك الدين الإلهى والسنة الحقيقية للرسول هى التطبيق العملى والحرفى للقرآن الكريم ، وقد كان النبى "خلقه القرآن" أو كان كما وصفه رب العزة على "خلق عظيم" وذلك الخلق مستمد من "القرآن العظيم".[ قلت أنا البنداري : وهذه من نماذج قول الحق الذي يراد به باطلا ، حيث يزعم ابن صبحي أن خلق النبي القرآن ، والسنة الحقيقية للرسول هي التطبيق العملي والحرفي للقرآن ، وكان الأجدر به أن يفتش فيما نقل عنه (صلي الله عليه وسلم) من تراث يستجدي تطبيقات من تسنن بسنن القرآن والوحي  ينزل عليه وفيض ربه بالرضا يغمره ، ثم يتخذ هذا النبي قدوة كما أمر الله تعالي ، لكنه في المقابل أعرض تماما عن تراث نبي وتراث أمة كان لها الريادة علي عتاة الفرس وأشاوسة الروم وقسوة بادية العرب البدو ، ({لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 ، و ({قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف158--، و(  لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117)
  

(3)
ج3 الرد علي أباطيل القرآنيين في حد الردة ج 3 للدكتور البنداري

الدكتور البنداري 
ج3 الرد علي أباطيل القرآنيين في حد الردة ج 3 للدكتور البنداري _ في 5/2/2011م
( ويستأنف صبحي فيقول :  ومن الطبيعى أن هناك فجوة بين تشريعات القرآن العظيم وذلك التطبيق العملى للسنة النبوية وبين سلوكيات وتشريعات بعض المسلمين خلال المراحل التاريخية التالية لعصر النبوة وعصر الخلافة الراشدة.. ومع الأسف فإن عصر النبوة والخلافة الراشدة لم يشهد سوى تدوين القرآن الكريم وتطبيقه سلوكياً، أما العصور التى شهدت الملك العضوض والحكم الاستبدادى الأموى والعباسى فقد شهدت التدوين لتراث المسلمين وشهدت أيضاً المحاولات السياسية لصبغ ذلك التراث بالصبغة الدينية وعلاج تلك الفجوة بين تشريعات القرآن وبين سلوكيات الخلفاء والفقهاء. وتركز ذلك العلاج باصطناع أحاديث منسوبة للنبى تخالف تشريع القرآن وتخالف أيضاً ما كان عليه سلوك النبى. وفى عصور الفتن التى شهدت التدوين- تمت ولادة حد الردة تعبيراً عن ظروف سياسة استلزمت سفك الدماء، ولأن شرع القرآن لا يجيز قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، لأنه لا يوجد مبرر فى القرآن لقتل النفس خارج الحق القرآنى وهو القصاص فى القتل، فإن فقهاء الدم ابتدعوا حد الردة ووضعوا له حديثين تستطيع بهما الخلافة الاستبدادية مطاردة خصومها السياسيين بغطاء شرعى مزيف. والتيار الدينى السياسى المعاصر ينهمك فى المطالبة بتطبيق الشريعة وليس لديه وقت وليست له الدوافع أيضاً لكى يتساءل عن ماهية الشريعة المراد تطبيقها، هل هى شريعة القرآن أم شريعة الفقهاء فى العصر العباسى. والتيار الدينى السياسى المعاصر يستريح أكثر لشريعة الفقهاء العباسيين لأنها تعطيه السلاح البتار فى مواجهة خصومه السياسيين ونقصد به حد الردة، لذلك يكون سهلاً على رموز التيار الدينى السياسى أن يرفعوا سلاح التكفير وسلاح الردة لإرهاب خصومهم السياسيين، فإذا طالبوهم ببرنامج سياسى عملى لترجمة شعار (الإسلام هو الحل) ومبدأ (الحاكمية الإلهية) فإن التيار الدينى يرد عليهم بالتكفير ويرهبهم بحد الردة.. وإذا طالبوا التيار الدينى بالاتفاق على اجتهادات فقهية مستنيرة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تضع شعار (تطبيق الشريعة) موضع التنفيذ فإن التيار الدينى يتهمهم بمعارضة تطبيق الشريعة ويتهمهم بالكفر ويخيفهم بحد الردة..  وما يزال الكلام موصولا لأحمد صبحي فيقول  : وقد دفع المفكر المصرى الدكتور فرج فودة حياته ثمنا لأنه تشجع وتحدى التيار الدينى السياسى فى مؤلفاته ومناظراته وطالبهم ببرنامج سياسى محدد مفصل ، ثم طالبهم فى آخر مناظرة بالإسكندرية قبيل اغتياله بالاجتهاد فى الإتيان بقوانين عصرية مستمدة من الشريعة الإسلامية.. وكان ردهم عليه الاغتيال.. وهم بذلك يقدمون برنامجهم الحقيقى فى التعامل مع خصومهم فى الفكر وفى السياسة.  وقد نجحوا فى تحويل محاكمة المتهمين بقتل فرج فودة إلى محاكمة فرج فودة نفسه وإلى مناسبة لإرهاب خصومهم العلمانيين، فطلب الدفاع عن المتهمين شهادة رموز التيار الدينى السياسى، وقد أفتى كبيرهم أن من يعارض تطبيق الشريعة مرتد مستحق للقتل وأن من يقوم بقتله من الأفراد يعتبر مفتئتاً فقط على السلطة وليست عليه عقوبة ان قتل المرتد..!!  وانتقلت تلك الفتوى الدامية إلى الرأى العام عبر أجهزة الإعلام، وهللت لها صحف التيار الدينى السياسى، وهلل لها أعوانهم فى الصحف القومية، وثار جدل سياسى وفكرى حول حد الردة ما بين مؤيد ومعارض، وتكشف للرأى العام من خلال مقالاتى أنه لا يوجد فى القرآن الكريم ما يؤيد حد الردة، وأنه يقوم على حديثى آحاد تفيد الظن ولا تفيد اليقين.. وتبين للرأى العام أن الرسول لم يقتل أحداً من المنافقين وهم الذين نزل القرآن يحكم بكفرهم. ولو كان هناك حداً للردة لطبقه الرسول.. وكاتب هذه السطور ( يقصد أحمد صبحي نفسه )  ينتمى للتيار الأصولى ، ولكنه مع الأصول الحقة، وهو ينادى بأن الإسلام يحتاج الآن إلى من يعانى فى سبيل إظهار حقائقه، وليس محتاجاً لأولئك الذين يتاجرون باسمه العظيم فى دنيا السياسة والمطامع الدنيوية، ثم ينهي صبحي عرضه عن فرج فودة بقوله : وحقيق بكل من يحب الله ورسوله ودين الإسلام أن يبرئ الإسلام من الأوزار التى التصقت به فى عصور الاستبداد، ومنها على سبيل المثال "حد الردة". ثم يعقب قائلا: إن ما يعرف بحد الردة يقوم على حديثين فقط، ورد أحدهما فى البخارى وهو الذى يدعو إلى قتل من بدل دينه، [قلت البنداري :  يقصد حديث من بدل دينه فاقتلوه ]  وورد الآخر فى صحيح مسلم وهو الذى فيه قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يحل دم المسلم إلا بثلاث: قتل النفس والثيب الزانى والتارك لدينه المفارق للجماعة؟[ قلت البنداري:  سيأتي منتهي كذب أحمد صبحي منصور، وسيتبين القارئ أن حديث من بدل دينه فاقتلوه قد ورد من سبعة طرق كلها صحيحة الرد علي منكر السنة وبيان طرق الحديثين : أولا : طرق حديث من بدل دينه فاقتلوه 1- هناك طريق اخر للحديث عن ابن عباس //رواه النسائى4075 ومسند احمد من زوائد ابنه عبد الله 2968 والسنن الكبرى للبيهقى 16637 وغيرهم من طريق هشام الدستوائى عن قتادة عن انس عن ابن عباس به والله اعلم
طرق حديث من بدل دينه فاقتلوه : أولا : من طريق أنس ابن مالك وعلي ابن ابي طالب وابن عباس 1-[ انس وعلي وابن عباس ( احمد2968) . 2-[   انس وعلي وابن عباس ( احمد2968) . والطبراني في الكبير حديث رقم (10638) : ] 3-[ والنسائي في المجتبى حديث رقم (3493) ، (4048) عن انس وابن عباس 4= [انس وعلي وابن عباس عند البزار في مسنده حديث رقم (4686) : 5- وابن حبان في صحيحه حديث رقم (4389) : من طريق انس وابن عباس 6- والبيهقي في السنن الكبرى حدبث رقم : (17200) ، (17219) : عن انس وعلي وابن عباس = وأبو يعلى في مسنده حديث رقم (2535) : عن انس وابن عباس وعلي [ انس وعلي وابن عباس ( احمد2968) . 2-[   انس وعلي وابن عباس ( احمد2968) . والطبراني في الكبير حديث رقم (10638) : ] 3-[ والنسائي في المجتبى حديث رقم (3493) ، (4048) عن انس وابن عباس 4- [انس وعلي وابن عباس عند البزار في مسنده حديث رقم (4686) : 5- وابن حبان في صحيحه حديث رقم (4389) : من طريق انس وابن عباس 6- والبيهقي في السنن الكبرى حدبث رقم : (17200) ، (17219) : عن انس وعلي وابن عباس 7- وأبو يعلى في مسنده حديث رقم (2535) : عن انس وابن عباس وعلي زيادة طريق أبي الأشهب ، عن أبي رجاء ، عن ابن عباس : 1- أخرج الإمام أحمد في المسند حديث رقم (2968) من زوائد عبد الله : حدثني أبي ، حدثنا عبد الصمد، ثنا هشام بن أبي عبد الله ،عن قتادة ، عن أنس ، أن علياً ـ رضي الله عنه ـ أتى بأناس من الزط يعبدون وثناً فأحرقهم ، فقال ابن عباس: إنما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم: (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)  2- والطبراني في الكبير حديث رقم (10638) : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن أنس ، أن علياً ـ رضى الله تعالى عنه ـ أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فحرقهم بالنار فقال ابن عباس : إنما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) 3- والنسائي في المجتبى حديث رقم (3493) ، (4048) : أَخْبَرَنَي الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)/ والنسائي في المجتبى أيضاً حدبث رقم (3494) ، (4049) : أَخْبَرَنَي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ عَلِيّا أُتِيَ بِنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ يَعْبُدُونَ وَثَنا فَأَحْرَقَهُمْ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)
5= والبزار في مسنده حديث رقم (4686) : حدثنا بشر بن آدم ، ومحمد بن يحيى القطعي ، قالا: نا عبد الصمد ، قال: نا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن عليّاً ـ رضي الله عنه ـ أٍّتي بناس من الزُّط فأراد أن يحرقهم فقال ابن عباس: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)/ وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الصمد ولا أسند أنس ، عن ابن عباس إلا هذا الحديث. 6- وابن حبان في صحيحه حديث رقم (4389) : أخبرنا أحمدُ بنُ الحسن بنِ عبدِ الجَبَّارِ الصُّوفيُّ ، قال: حدثنا يحيى بنُ مَعين ، قال: حدثنا عَبْدُ الصمد بنُ عبد الوارث ، قال: حدثنا هشامٌ ، عن قتادة عن أنسِ بنِ مالكٍ ، عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ النبيَّ قال : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) 6- والبيهقي في السنن الكبرى حدبث رقم : (17200) ، (17219) : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرىءُ الإِسْفَرَايِنِيُّ بِهَا ، ثنا الحسن بن محمد بنِ إسحقَ ، ثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن هشامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ ، عن قَتَادَةَ ، عن أَنَسٍ ، أَنَّ عليًّا ـ رضي الله عَنْهُ ـ أُتِيَ بناسٍ من الزُّطِّ يَعْبُدُونَ وَثَناً فَحَرَّقَهُمْ بِالنارِ، فقالَ ابنُ عَبَّاسِ: إِنَّمَا قالَ رَسُولُ الله ـ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : ( مَنْ بَدَّلَ دِيْنَهُ فاقْتُلُوهُ )
7= وأبو يعلى في مسنده حديث رقم (2535) : حدثنا إسحاق ، حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث ، حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن عليا أَتي بناس من الزط وجدوهم يعبدون وثنا فحرقهم فبلغ ابن عباس فقال: إنما قال : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوه/ وفي معجم ابن الأعرابي : أخبرنا إبراهيم ، أخبرنا قرة بن حبيب ، أخبرنا أبو الأشهب ، عن أبي رجاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)
- مناقشة الاستدلال بالسنة: أما السنة، فإنه صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أنه أمر بقتل أناس لوصف الردة، فابن أبي سرح حين ارتد "لحق بالكفار فأمر به رسول الله أن يُقتل فاستجار له عثمان(بعد أن تاب ولم يقدر عليه النبي صلي الله عليه وسلم بشفاعة عثمان له،فقد حالت شفاعة عثمان له دون مقدرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم علي قتله،ولم يسعفه أحد من الناس علي تفهم رغبته في قتله فسبقت شفاعة عثمان وتراخي المسلمين عن قتله من أن  يتمكن النبي (صلي الله عليه وسلم) من قتله حداً، فأجاره رسول الله  بشفاعة عثمان له  (النسائي، والحاكم، وأبو داود ،- أما الأناس من عُكْل وعرينة فإنهم ارتكبوا جرائم عدة: قتلوا الرعاة، وسرقوا الإبل، ثم إنما طبق عليهم رسول الله حد الحرابة ، "فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمَل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا" بحسب رواية البخاري. وقد قال أنس بن مالك: "إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء" (رواه مسلم) قلت البنداري:وبديهي فمن وقع تحت طائلة الحرابة فهو محارب لله ورسوله ويتميز عن المحاربين من أهل الأوثان بكونه مرتداً علي الحقيقة وقد فجر في ارتداده بتعديه إلي المحاربة ،لذلك نري ابن تيمية يقول: ابن تيمية: "هؤلاء قَتَلوا مع الردة، وأخذوا الأموال، فصاروا قطاع طريق، ومحاربين لله ورسوله".وأما مِقْيس بن صُبابة فإنما جاء يثأر ممن قتل أخاه هاشم بن صبابة (وكان قد قُتل خطأ) وتظاهر بالإسلام وأخذ دية أخيه، ثم قتل من قتل أخاه، وهرب مرتدا، وقال في ذلك شعرا، فأمر رسول الله بقتله (روى القصة البلاذري في أنساب الأشراف) . 



اقرأ بعده 4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق