الأحد، 14 سبتمبر 2014

5.ثبوت الناسخ والمنسوخ وانكار القرآنيين له


[ وأقول البنداري  : أما تكتب وتسجل فنعم وأما تنسخ أعمالهم فلا ، فليس للملائكة حق النسخ أو محو أو إزالة ما كتب علي العباد أو لهم ، ألم تقرأ قوله تعالي (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) ولم يقل كراما ناسخين كما يزعم الصبحي ، ويقول تعالي ( قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21_ ولم يقل كراماً ناسخين ؟؟
  فهو هنا جاء بلفظة يكتبون وما علمنا أن  القران قد استخدم لفظة نسخ بمعني كتب قط ولا جاء ذلك ولو في موضع واحد منه ، وكذلك ما جاء في قوله تعالي (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }الزخرف19 ،،،، ] ثم يقول منكر السنة : يقول الله تعالى عن بعض المشركين ﴿أَفَرَأَيْتَ الّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لاُوتَيَنّ مَالاً وَوَلَداً. أَطّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتّخَذَ عِندَ الرّحْمَـَنِ عَهْداً. كَلاّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً﴾ (مريم 77: 79). أى أن الملائكة ستنسخ أى تكتب قوله الآثم وسيؤاخذ به.[ وأقول البنداري  هذا الضلال الصبحي وتأويلاته المرسلة بل والمتعمد فيها مخالفة واقع القرآن الكريم وحقيقة معانيه، ففي الآية استخدام للفظة ( سنكتب ما يقول)، فلماذا يحشر في سياق تفسيره لفظة ( ستنسخ ) ،إن لفظة ( سنكتب تعني سنثبت ما يقول _  وأما لفظة ( سننسخ )  فلم ترد الا علي لسان محرف معاني القرأن أحمد صبحي ، وهي تعني الضد من سنكتب ، فلفظة سنكتب تعني سنثبت كتابة ولفظة سننسخ تعني:  نمحو ونزيل ، ولم يخول الملائكة الكتبة في محو شيء أو إزالته في كثير أو قليل انظر الآيات:  كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) ولم يقل كراما ناسخين كما يزعم الصبحي ، ويقول تعالي ( قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21 ]  ولم يقل ينسخون ، ] ، ثم يتمادي منكر السنة في غيه وضلاله فيقول : يقول تعالى عن المنافقين ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيّتَ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ﴾ (النساء 81). أى أن أعمالهم يسجلها الله مهما أخفوها.
إذن قوله تعالى ﴿إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ يعنى نكتب ونسجل وندون ونثبت. وليس بالطبع معناها أنا كنا نحذف أو نلغى ما كنتم تعملون.[ وأقول البنداري  : ألم أقل لكم أيها الناس أن أحمد صبحي غبي جدا لا يفهم حتي أبسط معاني القرآن ، فلفظة نستنسخ غير لفظة ننسخ ، فأما نستنسخ فهي تعني : نصنع نسخا أي نصنع صحائف أي نصنع ألوحا يزول ويُمحي  فراغها وبياض صفحاتها بما يخطه  فيها الكتبة الكرام من الملائكة لأعمال العباد الخير أو الشر فالمقصود الاشارة الي حال اللوح أو الصفحة بعد أن تتغير بتدوين اعمال العباد، وليس المقصود الكلام علي  عملية الإثبات نفسها لأنه لو أراد الحديث عنها لاستخدم لفظة ( نكتب ) ، أما لفظة ننسخ فهي التوجه الموجب لعملية المحو المباشر والإزالة ] ويستأنف الصبحي فيقول :
4_ ويقول تعالى ﴿وَلَماّ سَكَتَ عَن مّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لّلّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (الأعراف 154).
فالآية تتحدث عن موسى حين رجع إلى قومه غضبان أسفا وقد وجدهم يعبدون العجل، فتملكه الغضب وألقى الألواح، ثم حين هدأ وسكت عنه الغضب أخذ الألواح وفى نسختها أى فى المدون والمسجل والمكتوب فى هذه الألواح.[ وأقول البنداري  : وتأكيدا علي أن الحديث علي الألواح وليس عن عملية التدوين نفسها أورد صبحي من حيث لا يدري هذه الآية : لأن عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح)  ، وقلم ، ومنهج مكتوب ،  وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون المقصود هنا القلم وما يخط ،  وإذا أراد الإثبات بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محو وإزالة حال الصفحة بما يكتب فيها والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1. النصوص القرآنية : أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح   : تستخدم كلمة: ( كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ ولا مشتقاتها  كما يزعم أحمد صبحي :   قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، ( وانظر الآيات الكثيرة التي أوردناها في هذا المعرض في أول هذا الكتاب ، ] ثم يقول صبحي متماديا في خدعته وضلاله : وفى آية أخرى يقول تعالى عن نفس الألواح ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِن كُلّ شَيْءٍ مّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَيْءٍ﴾ (الأعراف 145) ، [ وأقول البنداري  : في هذه الآية قصد الحديث عن مادة المكتوب المثبت من الهدي ( من كل شيء )، بالقلم متغاضيا عن وصف حال اللوح فاستخدم لفظة الإثبات ( وكتبنا ) فالمادة المكتوبة المثبتة بالقلم هي الهدي من كل شيء ووصفه بأنه موعظة وتفصيلا لكل شيء ولم يتناول هنا أى وصف للألواح  التي كتب فيها هذا الهدي ، لذلك فتوجه أحمد منصور بقوله : ] إذن فالنسخ هنا كما فى الآيات الأخرى معناه الكتابة والإثبات والتدوين وليس العكس.[ هو توجه باطل محرف المعني مرسل الدليل ] 


ثانياً: النسخ بمعنى الحذف اتهام للقرآن
وأولئك الذين يجعلون النسخ معناه الإلغاء والحذف يتهمون القرآن بأن ألفاظه متناقضة متضاربة معوجة. ورب العزة يرد عليهم ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لّهُ عِوَجَا. قَيّماً لّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مّن لّدُنْهُ وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً﴾ (الكهف 1،2(
ويقول تعالى ﴿قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لّعَلّهُمْ يَتّقُونَ﴾ (الزمر 28).
.والعجيب أننا لا نزال نستعمل كلمة "نسخ" بمعنى كتب، وأشهر أنواع الخط الذى تكتب به اللغة العربية هو خط النسخ لأن القرآن "منسوخ به" أى مكتوب به.[ الرد الإجمالي علي هذه الفقرة  : لم يكن النسخ أي المحو والإزالة قط فيه أي اتهام للقرآن بالقصور أو العوج  فقوله المبطل :   وأولئك الذين يجعلون النسخ معناه الإلغاء والحذف يتهمون القرآن بأن ألفاظه متناقضة متضاربة معوجة ، أقول له : 1_ لقد تخطيت بسوء فهمك وغباءك الشديد ما سجله القرآن من حتمية حدوث النسخ في القرآن بمعناه المستقر في معاني القرآن ولسان العرب علي أنه المحو والإزالة ، قال تعالي : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ، فالمعني بين لا مراء فيه علي أن لفظة ننسخ هي نزيل ونمحو الا من هذا الأفاك  ويدل ما بعدها من الألفاظ علي أنه المحو والإزالة _ فلفظة أو ننسها من ألفاظ المحو ، وعبارة نأت بخير منها هي من عبارات المحو تبديلا بالأخير ،  ولفظة أو مثلها هي من عبارات المحو تبديلا بالمثل  ،وإذ ذلك كذلك فكل ما يقره القرآن فروضا مستقيمة لا عوج فيها ولا تضارب ،
2_ أن النسخ في لغة ولسان القرآن هو المحو والإزالة والله تعالي أنزل هذا القرآن بلسان العرب وقد قدمنا الآيات الكثيرة الدالة علي أن لسان القرآن هو لغة العرب ، وأن معاجم اللغة جميها تواترت علي أن نسخ بمعن محا وأزال ، ولا أجد مشكلة قط  إلا في فهم أحمد صبحي منصور الغبي ومحاولة فرضه علي الله ورسوله ، وترك البصمة الصبحية الغبية جدا علي تراث المسلمين في هذه القضية ، بالتحريف والتغيير المتعمد من ناحية أوليائه . إن اتهامه لمنهج النسخ والمحو في دين الله علي أنه عوج هو اتهام باطل ، فالله الذي قال : ( قلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161  ، و(  ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) التوبة/  36 ، هو الذي شرع فيه شريعة النسخ بألفاظ لا تقبل اللغط الصبحي والجدال العلماني القذر ، وكل زعم بأن شريعة النسخ في القرأن أنها عوج مردود علي أصحابه فهي شرعة الاستقامة والكمال ]
ثم يستأنف هذا الصبحي فيقول : ثالثاً: النسخ فى التراث القديم معناه الكتابة والإثبات،  والأعجب أن كتب التراث والأحاديث تعترف بأن معنى النسخ هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء، فالبخارى فى أحاديثه عن كتابة المصحف يقول أن عثمان أمر بأن (ينسخوها من المصاحف) أى يكتبونها.[ قلت البنداري : طبعا هذا عين التضليل أن يكون معني ينسخوها من المصاحف أي يكتبونها ، بل المعني أن يصنعوا نسخا أي صحائف ورقية يُمحي فراغها الأبيض بما يكتب فيها مما حفظوه منها فتصير بذلك نسخة جديدة من المصحف ، فالقصد هو الصحائف المصحفية المصنوعة ،]      ويستأنف قائلا :  هذا  وفى رواية (فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلى إلينا بالصحف ننسخها فى المصاحف) أى نكتبها فى المصاحف،[ وأقول البنداري  : ننسخها أي نصنع منها نسخا وألواحا في المصاحف وفي هذا كل الوضوح في أن المقصود ليس عملية الكتابة إنما المقصود هو  صنع نسخة ورقية من المصحف تمحي فراغ أوراقها بما يُخَط فيها من كلمات القرآن ، ] .
.ويسترسل اجمد صبحي قائلا :  وتقول الرواية (فأرسلت بها حفصة إلى عثمان.. فنسخوها فى المصاحف) أى نكتبها،
[ قلت البنداري  : لا ليس المقصود كتابتها  ولكن المعني : فأرسلت بها حفصة أي النسخة الورقية أو نسخة الألواح فنسخوها أي صنعوا منها نسخة في المصاحف أي نسخة تميزت بتحول حال أوراقها من الفارغ قبل الكتابة الي الممتليء بكلمات الله بعد الكتابة فالمقصود حال النسخة قبل وبعد الكتابة  ، ولا قصد هنا مطلقا لعملية الكتابة نفسها بل القصد هو صنع النسخة أي الصحائف المصنوعة والتي محيت فراغاتها بما تسجل فيها ]
وما زال يقول المارق :  وتقول رواية أخرى "ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة" ويقول زيد بن ثابت "لما نسخنا الصحف فى المصاحف" أى أن كل رويات تدوين المصحف استعملت كلمة "نسخ" بمعنى كتب ودون وأثبت وليس بمعنى حذف وألغى وأبطل..[ نفس المعني ففعلوا حتي نسخوها أي صنعوا منها نسخة في المصاحف أي نسخة تميزت بتحول حال أوراقها من الفارغ قبل الكتابة إلي الممتليء بكلمات الله بعد الكتابة فالمقصود حال النسخة قبل وبعد الكتابة، ولا قصد هنا مطلقا لعملية الكتابة نفسها بل القصد هو صنع النسخة أي الصحائف المصنوعة والتي مُحِيَت فراغاتها بما تسجل فيها، فبعد صنع هذه الصحائف الجديدة المنقولة من مصحف  حفصة، رد عثمان الصحف إلي حفصة وهكذا فالتعويل هنا علي صنع الصحائف المصحفية الجديدة المصنوعة بمحو  فراغات الأوراق الفارغة الجديدة  وتحويلها إلي ممتلئة بآيات الله بعد عملية النسخ أي التحويل ، ]
ثم يقول صبحي :  وأهمية هذه الروايات فى كونها تستعمل كلمة نسخ بمعنى كتب فيما يخص المصحف [ وأقول البنداري  ما زال الصبحي  يعيش الوهم بفهم متخلف يحاول فرضه علي المسلمين وعلي مقررات اللغة ولسان القرآن فكلمة نسخ لا تعني كتب مطلقا بل تعني صنع نسخة ( وصنع النسخة يحدث بوجود أوراق  أو ألواح فارغة يحولها الناسخ الي نسخة أو أوراق أو ألواح ممتلئة ، يتحقق بها محو حال الورق أو الألواح من فارغة قبل عملية التحويل الي ممتلئة بالقرآن بعد التحويل هذه هي صناعة النُسَخ ]
 ويستكمل صبحي : فيقول أو القرآن. إلا أن العصر العباسى ما لبث أن غير المفهوم إلى النقيض تماماً.
6- رابعاً: الجذور الدينية والتاريخية
رابعاً: الجذور الدينية والتاريخية للقائلين بحذف الأحكام تحت دعوى النسخ فى عصر الرسول عليه السلام كره المشركون ما أنزل الله وطالبوا بالإتيان بكلام آخر غير القرآن، أو بحذف بعض القرآن، وجاء الرد بأن النبى لا يملك ذلك وأنه متبع للوحى يخاف عذاب يوم عظيم.يقول الله تعالى﴿وَإِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيّنَاتٍ قَالَ الّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـَذَآ أَوْ بَدّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أُبَدّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيَ إِنْ أَتّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَىَ إِلَيّ إِنّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (يونس 15).
[ تعليق البنداري  :
 1_ كان طلب الكفار أن يأت النبي بقرآن كامل غير هذا القرآن ، أو يبدله ، ولأنه رسول مؤتمن علي الوحي من القرآن فلا يملك ذلك وكان رده دليل علي ذلك ، فلا دخل مطلقا لهذه الآية بجواز حدوث النسخ في بعض آيات القرآن من عدمه ؟  ]
ثم يستأنف صبحي قوله:وفى سورة الإسراء يقول تعالى عن محاولات المشركين ضد القرآن والنبى ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاّتّخَذُوكَ خَلِيلاً. وَلَوْلاَ أَن ثَبّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً. إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً﴾ (الإسراء 73: 75) [ تعليق البنداري  : وقد استدل احمد صبحي بهذه الآية في غير موضع الاستدلال فهذا الذي أوحي الله إليه هو القرآن وهو الذي جاء فيه (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ،  فليس للنبي أن يقتري علي الله غير هذا القرآن بل إن تثبيت الله تعالي للنبي (صلي الله عليه وسلم) كان  منه إجازته سبحانه لعملية النسخ ومحو بعض آيات الأحكام بإذنه هو سبحانه ، وانظر الي قوله تعالي عندما تكلم عن تنجيمه تعالي للقرآن (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32) وتنجيم نزول القرآن هو بوابة النسخ الرئيسية ومحو ما يراه الله أن يُمحي في فترة المُكث الطويلة التي نزل فيها القران  ، ]  
ويستكمل صبحي حديثه فيقول إن حفظ الله للقرآن حال دون محاولات المشركين التأثير على النبى إذ ثبته الله وقواه فباءت محاولاتهم فى تحريف القرآن أو حذف بعض آياته بالفشل. إذن كان مشركو مكة أول من دعا لحذف الآيات، ولم يستخدموا تعبير النسخ بالمفهوم الخاطئ الذى يعنى الحذف، وجاء الرد بأن الرسول لا يملك أن يبدل كلام الله وأن حفظ الله للقرآن فوق كيد المشركين.[ طبعا يُحمّل منكر السنة معني الآيات السابقة تصوره الخاطيء فمحاورة الكفار للنبي (صلي الله عليه وسلم)لم تكن علي محو  آيات من القرآن محدودة   بنفس القدر الذي حدده الله تعالي في قوله ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) برغم أن النبي (صلي الله عليه وسلم) ليس له أن يغير حرفا من كتاب الله ، إلا بإذن الله تعالي ، بل كانت مساومة الكفار علي محو كامل القرآن بقرآن آخر غيره أو تبديله بكامله ، وكان حفظ الله تعالي لكتابه من التبديل أو التغير  بكامله أو حتي لبعض آياته من الأشياء التي تعهدها الله تعالي ،  فمن من البشر يتجرأ علي الله تعالي ويزعم أنه يمحو من كتابه آية لكنه هو سبحانه صاحب التصرف فيمحو أو يثبت فهو الرب المهيمن والإله المعبود بما يُشرّع وله هو أن يبدل في بعض آياته أو يعدّل: قال تعالي : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101 ) ، فانتصب الدليل علي أن الله تعالي له أن يبدل آية مكان آية ، وذلك في الوقت الذي يمتنع علي أحد من خلقه أن يبدل كلمة من كلمات الله ،   وقال تعالي : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115 ) ، فامتنع علي أحد من خلقه أن يبدل كلمة من كلمات الله ،   وقال تعالي (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34 ،أي لا يمكن لبشر أو مخلوق أن يبدل كلمات الله تعالي فالله وحده هو الذي يبدل ما يريد أو يثبت وهو نفس المعني في قوله تعالي (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27 ) ،أي لا يستطيع أحد من الخلق أن يبدل كلمات الله ، بل الله تعالي هو القادر وحده علي ذلك ،قال تعالي (  سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ) الفتح / 15 .وقال تعالي :  و (  ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) الاعراف / 95 ، و(  مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29 ، أي العهد والوعد الذي أخذه الله تعالي علي نفسه ، وكذلك التشريع بعد أن اكتمل وارتفع الوحي ومات النبي (صلي الله عليه وسلم).
 _ وفي سورة الرعد / 39 يقول تعالي (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) / الرعد/39، فأطلق الله تعالي قدرته في محو وإثبات ما يريد أليس عنده أم الكتاب ؟ فأي وضوح بعد ذلك وأي بيان أنصع من الضوء في أن الله تعالي ينسخ أو يثبت ما يشاء من آيات,  ثم يقول احمد صبحي : وتردد فى القرآن أن كلام الله لا مجال فيه للتبديل أو الحذف أو الإضافة يقول تعالى ﴿وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاّ مُبَدّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنعام 115[ تعليق البنداري : يفهم احمد منصور نفس الفهم الخاطيء فالآية تتكلم عن انعدام قدرة أي  أحد من المخلوقات ملائكة كانوا أو جن أو بشر علي تغيير شيء أو تبديله لكلمة من كلمات الله , وهي بالطبع لا تعني انعدام قدرة الله علي أن يبدل هو بعض كلمات التشريع القرآني أو أي شيء في الوجود فقدرة الله علي كل شيء مطلقة ]  .

ويستأنف احمد صبحي فيقول : ويقول تعالى لرسوله ولنا: ﴿وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ (الكهف)  27).وتكرر نفس المعنى فى مواضع أخرى ﴿وَلاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نّبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الأنعام 34). ﴿لَهُمُ الْبُشْرَىَ فِي الْحَياةِ الدّنْيَا وَفِي الاَخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (يونس 64).[ [ تعليق البنداري : كل هذه الآيات تتكلم عن انعدام مقدرة أي كائن مخلوق وعدم استطاعته ولو جمع الخلق جميع علي تبديل كلمة من كلمات الله ،
_ فقوله تعالي في:  سورة الكهف : لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) وفي سورة ( الأنعام 34 (وَلاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ) وفي سورةيونس /64 (لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ) كل هذه الآيات تشير بالقطع الي أن أحدا من البشر أو الخلق يقوي أو يستطيع أن يبدل كلمة من كلمات الله ويدل علي أن الله تعالي وحده هو القادر علي تبديل ما يريد قوله تعالي (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101)  _ وأما من جاء ليبدل كلام الله فلن يستطيع كما فعل كفار قريش إذ قال الله فيهم (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً }الفتح15   ) أم الله تعالي فله مطلق الإرادة في تبديل كلماته أو تثبيت عهوده فهو سبحانه  الذي يبدل مكان السيئة الحسنة (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) الأعراف 95 وهو سبحانه الذي يبدل ارادته فيعدم قوما ويأت بغيرهم  (إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئا) التوبة / 39 ، وهو سبحانه الذي يقرر أن يبدل طفل المؤمنين بغيره  (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }الكهف81) ، وهكذا في قوله تعالي :  و(وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55) و(فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70) و (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16) و (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38) و (  نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)  الواقعة / 61 و (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) / المعارج _ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)  / سورة الإنسان ] أما قول الصبحي :  ويكفى أن رب العزة يقول عن القرآن الكريم: ﴿الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (هود 1). فكيف يكون القرآن محكماً فى آياته ثم يأتى من يقول أن آياته فيها المحذوف حكمه والباطل تشريعه ويسمى ذلك نسخاً؟؟ لا يقول ذلك الا من كان عدوا للقرآن غير مؤمن به .!!
[ تعليق البنداري : لم يزل فهم احمد صبحي متخلف مغلوط فالله تعالي عندما قال ( كتاب أحكمت آياته ) إنما قال ذلك علي ما في علمه  وما سينتهي إليه أمر التنزيل بعد ارتفاع الوحي وانقطاعه وموت محمد النبي ((صلي الله عليه وسلم) وإلا فكيف يُحِكم الله آياته والكتاب بعد لم يكتمل تشريعه ، إنما توجه القصد الي نهاية التنزيل وارتفاع الوحي ولم نقل نحن أكثر من ذلك فقد تقدم قولنا أن عملية المحو والإنساء لبعض آيات الكتاب إنما هي كائنة فقط أثناء حدوث التنزيل في ال  23 سنة التي تقدر للقرآن أن يتنزل فيهم هذه الفترة التي لم يكن أُحكِم فيها  القر آن  ولم تكن آيات الله قد أحكمت فيها هي الفترة التي تضمنت عملية النسخ لبعض ما يريده الله تعالي وبإرادته وهي نفس العملية التي كانت ضمن منظومة إحكام الله تعالي لكتابه فالإحكام الذي حدث بعد اكتمال التنزيل شمل الآتي :
 1_ اكمال التنزيل .
2_ أتمام التنزيل ,
3_ ورضا الله تعالي لأمة محمد الإسلام دينا،
4_ إتمام ما أراد الله تعالي رفعه أو محوه أو تبديله أو تغيره أو تعديله، وإثبات ما أراد أن يثبته بتنزيل هو خير مما رفع أو محي أو نُسّي ،
5_ انتفاء أي شائبة فيه واحتواؤه عل كل ما سيعبده الناس به وامتلاؤه بالمعجزات الباقية الي يوم القيامة وأكثر من ذلك ؟!ّ!
6_ إرادته سبحانه برفع الوحي وموت النبي (صلي الله عليه وسلم) ثم :
7_ إحكامه المنظور للناس من الكتاب  : هنا وهنا فقط قد تم الكتاب وأحكمت آياته ولا مبدل لكلماته . ]  ثم يعك أحمد صبحي فيقول قصصه المشهورة عن العصر العباسي والعصر الشبساسي ووجع الدماغ اللي هو فيه والوهم الذي يعيشه  ، يقول   : وبعد عصر النبوة والخلافة الراشدة انشغل المسلمون بالفتوحات والصراعات الداخلية إلى أن استقرت أمورهم نسبياً فى العصر العباسى حيث تم صبغ المجتمع المسلم بطابع ثقافى دينى استمر حتى يومنا هذا.[ تعليق البنداري : يتكلم الصبحي علي أمة الاسلام بعد النبي (صلي الله عليه وسلم) وكأنها تفلتت من عقال ، وكأنها لم يتأصل فيهم منهج رباني أعده الله علي مكث 23 سنة ، فتصور أن تابعي عصر النبوة من الصحابة وكبار التابعين قد ماجوا مع عصور الخلفاء وخاصة العصر العباسي ، فهو يزعم أنه قد تم صبغ المجتمع المسلم بطابع ثقافي ديني استمر حسب زعمه حتي الان ، وهو باختصار يريد أن يثبت أن هذه الصبغة الثقافية الدينية هي التي تأثر بها المسلمون بثقافات الفرس والروم وتأثروا بالدينة اليهودية في كثير من القضايا التي تؤرق منامه مثل النسخ وجمع الحديث وتدوينه وخلاف ذلك ؟ واحمد منصور لم يعلم عن أمة المسلمين التي وصفها الله تعالي في كتابه ولو علم لكف فورا عن قذف التهم ووسمهم بالتبعية لأحقر خلق الله علي الأرض (اليهود ) ثم العجم ، قال تعالي (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) / البقرة / 143، _ (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 ، _ (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181) ، . ] فكيف بخير أمة أخرجت للناس يصورها أحمد منصور علي أنها أمة تابعة لليهود تموج مع الحاكم اذا ماج ، وتؤلف الأحاديث المزورة حيب زعمه ؟!!! وإني لأعجب من هذا التوجه الصبحي وما وراء هذا التوجه العلماني العميل ، إن منهج الخيرية المحتمة لأمة الإسلام المخرجة للناس  يقتضي وجود ريادة مستقلة يصنعها القرآن وسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) لا تنفك عن أمة الاسلام ، هذه الريادة تكون ضاربة في الدين والعبادة والثقافة والسياسة والاقتصاد والحربية ، والإجتماعية  والعقيدة وكل جنبات الحياة  . والدليل على تبعيتنا للعصر العباسى أن أئمتنا فى الفقه والحديث والتفسير وعلم الكلام والفلسفة هم أبناء العصر العباسى،[ تعليق بنداري : بل هم ابناء العصر النبوي ، التابعين لله ولرسوله وما أصحاب العصر العباسي ومن جاء بعدهم حتي يومنا هذا الا نموذج للكيانات المسلمة التي تربت علي حب رسول الله واتباعه وطاعة الله تعالي وطاعة رسوله ]  يقول الواهم منكر السنة : وإن أسفار التراث المقدسة هى ما كتبها العصر العباسى خصوصاً ما اتصل منها بالحديث والتفسير والتصوف والتشيع[ تعليق بنداري : طبعا هذا كلام مرسل لا دليل عليه بل قد قام الدليل علي عكسه ،وفى العصر العباسى أتيح لأبناء أهل الكتاب والمجوس الذين أسلموا أن يقودوا الحركة العلمية بما لهم من تراث ثقافى سابق،[ تعليق البنداري : هنا يبث أحمد منصور السم في العسل فهو يريد أن يظهر استمرارية من دخلوا الدين الاسلامي في تأثرهم بأديانهم السابقة وثقافاتهم قبل الاسلام ثم تأثروا بها وصاروا بزعمه روادا في نشر محتويات هذه العقائد بين جمهور المسلمين ، لذا فهو يقول : :ولا يستطيع أحد أن ينكر دور "الموالى" فى ريادة الحركة العلمية منذ بدايتها إلى تطورها ونضجها.[ ان كان يقصد بدور الموالي أن يكون دورا تخلفيا هادما للاسلام فهو لم يقرأ تاريخ أو قرأه ويحرفه بهواه ، ذلك لأن الموالي من رجالات الإسلام قد كرسوا أنفسهم لحفظ هذا الدين والنبوغ فيه وحمله كما هو  يزودون عنه من الدخلاء وقد تجنسوا بنسيجه القيم فصاروا منه وله مطوعين أنفسهم لتعاليسمه ومتمثلين توجيهاته بأكثر ما يكون الناس ((((((((((وأضيف أنا البنداري: (((([[[[[[[[[[  كانت النظرة الجاهلية للعبيد ، مليئة بمشاهد الاستضعاف للطبقة العاملة والمملوكة ، والهضم المستمر لحقوقها ، والنظرة الدونية التي يُنظر بها إلى أصحابها ، والمواقف التي تنطق بالاحتقار والكراهية ، واعتبار أن هذه الفئة من البشر ليست سوى آلات لم تُخلق إلا لخدمة أسيادها ، حتى أصبح  الحديث عن حقوقهم مجرّد حلم يداعب الخيال ويُنسي مرارة الحرمان ، كان ذلك حتى أشرقت شمس الإسلام بمبعث خير الرسل – صلى الله عليه وسلم ، والذي جاء برسالة الهدى والحق ، والخير والعدل ، ليعيد الحقوق إلى تلك الفئة المهضومة ، ويعيد لها اعتبارها ، من خلال الآداب والتوجيهات التي تجلب النفع لها ، وتدفع الضر عنها . وكم كان الأثر عظيماً في نفوس من تعاملوا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – من العبيد ، فقد استطاع أن يأسر قلوبهم ويملك مشاعرهم بسماحة أخلاقه وكريم شمائله ، ولننظر إلى قصّة زيد بن حارثة رضي الله عنه مولى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فقد استقرّ في بيته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة ، وظلّ هناك يقوم على خدمته ويرعى شؤونه ، حتى بلغت الأخبار إلى والده بوجوده عند النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فانطلق مسرعاً إليه ، وطلب منه أن يرد ولده ، فنظر النبي عليه الصلاة والسلام إلى زيد وقال : ( إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك ) ، ولم يطل اختيار زيد رضي الله عنه ، فلم يكن ليفضّل عليه أحداً ، فقال : بل أقيم عندك ، فسُرّ النبي – صلى الله عليه وسلم – من موقفه فقرّر أن يتبنّاه ، وهكذا عاش زيد رضي الله عنه عيشةً هانئةً راضية ، ينسبه الناس فيقولون : زيد بن محمد حتى أبطل الله عادة التبني ، والقصة مذكورة في معجم الطبراني .
والذين تشرّفوا بخدمة النبي – صلى الله عليه وسلم -  من العبيد والإماء وغيرهم من الأحرار جمعٌ كبير ،  ويمكن العودة إلى كتاب " زاد المعاد " للإمام ابن القيم لمعرفة أسمائهم ، حيث عقد فصلاً بيّن فيه أسماءهم جميعاً . وإذا تتبعنا التوجيهات والحقوق التي قرّرها النبي – صلى الله عليه وسلم – للموالي والخدم فسنعرف مقدار الاهتمام الذي حازته هذه الفئة في شريعة الإسلام ، فقد جعل لهم حقّاً في المأكل والمشرب والملبس ، ودعا عليه الصلاة والسلام إلى إشراكهم في الجلوس ، فقال في وصيّته الشهيرة : ( إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ) رواه البخاري ، وصحّ عنه عليه الصلاة والسلام قوله : ( للمملوك طعامه وكسوته ) رواه أحمد ، وينقل لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يوصى بالمملوكين خيراً ويقول : ( أطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم من لبوسكم ، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل )  رواه البخاري في الأدب المفرد ، وفي المشاركة في الجلوس قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه ، فإن لم يقبل فليناوله منه ) رواه البخاري في الأدب المفرد
ويؤكد النبي – صلى الله عليه وسلم – على ضرورة الإحسان إلى الخدم والعبيد ، وأن ذلك  من أبواب الصدقة فيقول : ( وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة ) رواه أحمد ، وجاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال : عندي دينار ، فقال له : ( أنفقه على نفسك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على زوجتك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على خادمك ، ثم أنت أبصر ) رواه البخاري في الأدب المفرد . ولما كان الخدم وغيرهم من الضعفاء مظنّة الهضم والظلم ، شدّد النبي – صلى الله عليه وسلم – على تحريم أكل أموالهم أو تأخيرها فقال : ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) رواه ابن ماجة .
وسلك النبي – صلى الله عليه وسلم – مع هؤلاء مسلك التعليم والإرشاد ، والابتعاد عن التوبيخ والتقريع تجاه ما يصدر منهم من هفوات بشريّة لا يسلم منها أحد ، يقول أنس رضي الله عنه : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ، والله ما سبني سبة قط ، ولا قال لي أفًّ قط ، ولا قال لي لشيء فعلته : (لم فعلته ) ، ولا لشيء لم أفعله : ( ألا فعلته ) ، رواه أحمد .  كما نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن تكليف الموالي بالأعمال فوق طاقتهم ، فقال : ( لا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) رواه البخاري . 
وإبطالاً لما كان عليه أهل الجاهلية من ضرب الموالي وتعذيبهم ، نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك فقال : ( ولا تعذبوا خلق الله عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تضربوا المسلمين ) رواه أحمد .  وكان عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه إذا رآهم يعتدون على مواليهم بالضرب ، كما حصل مع أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه حين ضرب غلاماً له ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه ) ، فقال أبو مسعود رضي الله عنه : يا رسول الله ، هو حر لوجه الله ، فقال له : ( أما لو لم تفعل لمسّتك النار ) رواه مسلم . وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ضرب الموالي بغير حقٍ ذنباً يستوجب الكفارة ، وجعل الكفارة هي العتق ، قال – صلى الله عليه وسلم - : ( من ضرب غلاما له حداً لم يأته – أي بغير حدٍ - أو لطمه ، فإن كفارته أن يعتقه ) رواه مسلم ، وأمر عليه الصلاة والسلام سويد بن مقرن بإعتاق خادمة له قام بضربها ،  فقيل له : ليس له خادم غيرها ، فقال : ( فليستخدموها ، فإذا استغنوا خلوا سبيلها ) رواه البخاري في الأدب المفرد .  ومن الآداب اللفظية التي جاء التنبيه عنها ، النهي عن استخدام ألفاظٍ في حق الموالي والخدم لا تليق إلا بالله عزوجل ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( لا يقل أحدكم : أطعم ربك ، وضّئ ربك ، اسق ربك ، وليقل : سيدي ، مولاي ، ولا يقل أحدكم : عبدي ، أمتي ، وليقل : فتاي ، وفتاتي ، وغلامي ) متفق عليه ، والسبب في النهي أن حقيقة الربوبيّة لله تعالى ؛ فمنع المضاهاة في الاسم ، ومثلها العبوديّة ، فالمستحقّ لها حقيقةً هو الله جلّ وعلا ، فنُهي عن ذلك لما فيه من تعظيم لا يليق بالمخلوق .
وفي تزويج النبي – صلى الله عليه وسلم – لعددٍ من أصحابه الموالي رسالةٌ واضحةٌ في أن العبرة والمعوّل عليه إنما هو الدين والخلق والتقوى ، بغضّ النظر عن المكانة الاجتماعيّة ، فقد زوّج مولاه زيد بن حارثة بقريبته زينب بنت جحش الهاشمية رضي الله عنهما ، وزوّج أسامة بن زيد بفاطمة ينت قيس القرشية ، فكان هذا النموذجان أسوة للأمة من بعده. وكما قرّر النبي – صلى الله عليه وسلم –الحقوق ، بيّن في المقابل الواجبات التي ينبغي على المملوك أو الخادم مراعاتها ، فقال عليه الصلاة والسلام مذكّراً وناصحاً : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ) رواه البخاري .  وهكذا حيثما قلّبت النظر في سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – تجد الكمال في الأخلاق ، والعدل في الأحكام ، والحلم في التعامل ، فصلوات الله وسلامه عليه . هذه الشرعة التي ارتقت بالموالي الي أسمي درجات العيش الكريم جعلت منهم حماة لهذا الدين القيم ، حتي في مواطن الصراع السياسي في عهد الدولة العباسية وما بعدها حيث كان الموالي يفرقون جيدا بين دينهم الذي اعتنقوه وآمنوا به وبين دهاليز القصور السلطانية والحكم ، ولم تغير ثقافاتهم كما يزعم صبحي وأقرانه في مسار اسلامهم وحفظ دينهم قيد انملة ، بل كانوا خير صف في خير كتيبة لخير جيش وقف يزود عن الاسلام ويحفظ سيرته وسنة نبييه  فضلا عن قرآنه ؟ ومهما قيل عن أثر الموالي في بث ثقافات أصولهم وعصبياتهم السابقة  فلم يكن ذلك الا في أروقة الحكم وساحات السلاطين وكان الاسلام وتعاليمه خطا أحمر لكل مولي أو ولي ولكل عبد أو سيد لا يستطيع كبير أو صغير ولي أو مولي سلطان أو جمهور من الاقتراب منه أو اضافة عليه أو انقاصا منه ، ويمضي في كل عصر عهد الله تعالي بحفظ دينه قال تعالي (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 والذكر هو القرآن والحكمة/ أي سنة النبي (ص) ]]]]]]]]]]]])))))))))

 ثم يستأنف البنداري فيقول:ونرجع الي وجع الدماغ الذي يثيره احمد صبحي حيث يقول :  وفى العصر العباسى الثانى بالذات انتسب أولئك الموالى لأسماء عربية وإلى "ولاء" القبائل العربية المشهورة، وأهملوا أصولهم القديمة وأصبحوا ضمن النسيج الذى قام عليه المجتمع المسلم، وكانوا فيه أعمدته العقلية والثقافية. ومن الطبيعى أن تعود من خلالهم المفاهيم القديمة التى كانت سائدة قبل الإسلام واستترت فى فترة الفتوح، وبعد كمون عادت للظهور مستترة بأحاديث منسوبة للرسول وبتأويلات للقرآن فأمكن تطويع العقائد الإسلامية الأصلية لأهواء المسلمين الجدد أبناء أهل الكتاب وأصحاب الثقافة القديمة.[ تعليق البنداري : هنا تستحكم عقدة احمد صبحي منصور الأزلية في تصوره المجنون جدا عن الأحاديث النبوية ، ومزاعمه الكاذبة عن اختلاق الأحاديث النبوية والت يزعم أنها صنعت بالأطنان ، ولم اجد باستقراء التاريخ أمة من الأمم التي خلقت علي ظهر الأرض حتي أمم ما قبل التاريخ من استطاه أن يصنعوا  تاريخا كاذبا لسيرتهم وأمجادهم فضلا عن يكون ذلك بالأطنان اللهم الا أن يكون ذلك في أنسجة وخلايا مخ أحمد صبحي المريض عقلا والمعتل نفسا ؟!!]   
واليك جنونه الذي لا يعقل أو يصدق : إذ يقول : ومن خلال اختراع الحديث والتفسير كان علاج الفجوة بين ما يقوله القرآن وبين ما يؤمن به المسلمون الجدد فى العصر العباسى، فما لا يتفق مع القرآن مع هواهم كانوا يعطلون حكمه بدعوى أنه "منسوخ" وما يريدون إضافته للإسلام كانوا يخترعون له حديثاً ينسبونه للنبى عليه الصلاة والسلام، أو يقوم "التفسير" أو "التأويل " بذلك حين يضعون آراءهم ليغيروا بها معانى الآيات، وبمرور الزمن تصبح آراء المفسرين حكماً على كلام الله، ولا تقوم الآية القرآنية بمفردهم دليلاً إلا إذا كان معها ما يؤكدها من كلام المفسرين.وهذا لايزال سائدا حتى الآن يؤكد الاعتقاد السائد لديهم ان القرآن لايكفى فى الهداية ولا بد معه من كتب الأئمة من أحاديث أو تفسير لنفهم من خلالهم كلام الله تعالى طبقا لاعتقادهم حتى لو خالف وضوح الآيات القرآنية .[ تعليق البنداري : واحمد صبحي يتعامل مع القاريء في قضاياه خاصة انكاره لسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) بأحد ثلاثة اعتبارات : الاعتبار الاول : يتعامل مع قارئه  علي أنه جاهل لا يمكن أن يميز أو يتساءل حتي عن نقاط التضاد المتلاحقة في كلامه والخروج عن الموضوعية ومن هذا الإعتبار يري نفسه فوق الشبهة وعلي مستوي  الريادة والعلو الفكري ، فله أن يقول فيسمع مهما كان كلامه خرافة ؟!! ولعله معذور في ذلك نسبيا فموقعه قد ملئ بالمصفقين دائما له حتي من قبل أن يقرؤا مقالته ، واذا قرؤها عموا عن تناقضاته واذا عبروا عن انفسهم بردود تقطّر جبينك عرقا  خجلا مما يقولون وتستشيط غضبا مما يعكون .  الاعتبار الثاني: تصوره أن الناس سيقبلون كذبه ودجله المنمق ، والمسوي بطريقة  الأقاصيص الطويلة والقص واللصق من كل دليل حِتّة ، وأنهم لا يمتلكون المقدرة علي البحث وتفنيد الأدلة وعرضها علي أصول الحجاج العلمي . الاعتبار الثالث : سيطرة الاوهام علي نفسه من خلال مجموعة عقد نفسية اجترته الي فرض المستحيل بدرجة يري فيها أنه يأتي بالتايهة دائما مما يعطيه انطباع بأن القاريء سيصدقه والحقيقة أن أحدا من الناس لا يصدقه ولا يعير جنونه اعتباراً  إلا اتباعه وبعضهم يري اللا موضوعية في كلامه فيتركه ويخرج عليه ونماذج من تركوه بعد اتباع كثيرة .  وما يعرضه الآن من خرافاته عن تأليف الأحاديث ما هو الا أحد هذه الاعتبارات أو مجموعها.  ] وسيكذب كذبة عظيمة في الأسطر التالية عن النسخ فيقول إفكا : على أن مفهوم النسخ- معنى الحذف والتبديل والإلغاء- له جذور فى التاريخ الإسرائيلى، حيث تفنن بعض اليهود فى التحايل على أوامر الله والتحايل على أحكام التوراة. هذا مع أن الله أخذ عليهم العقد والميثاق ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءِكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مّن دِيَارِكُمْ ثُمّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ (البقرة 84). [ تعليق البنداري :  سيدور هذا الأفاك صبحي بالقاريء في مدارات لتتويهه عن أصل الحقيقة ، فالنسخ في شريعة الاسلام  معناه اللغوي والقرآني هو المحو والإزالة أو الإنساء ، أو التبديل أو التعديل ،  ولا صحة مطلقا لما يزعمه الكذاب صبحي من اقتباس هذه المعاني من شرعة اليهود ، ألم يذكر الله تعالي لفظ المحو صريحا في كتابه بقوله ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39
-وقوله تعالي ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
 وقوله تعالي ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101
-و( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) الاعراف / 95
 و(وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16 _ والتبديل هو أحد صور المحو والنسخ ؟؟؟؟]
ثم يقول الخرف صبحي : وبعد الإقرار والشهادة يذكر القرآن كيف كانوا ينقضون العهد ويبطلون الأحكام حسب أهوائهم لتتمشى التوراة مع مصالحهم، يقول الله تعالى فى الآية التالية: ﴿ثُمّ أَنْتُمْ هَـَؤُلآءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مّنْكُمْ مّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىَ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدّونَ إِلَىَ أَشَدّ الّعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة 85). أى أنهم أبطلوا العمل ببعض الآيات وآمنوا ببعضها، أو بتعبير القرآن ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾.أو بتعبير العصر العباسى قالوا أن هذه الآية الأخرى منسوخة وذلك لأن الأحفاد فى العصر العباسى سلكوا مسلك أجدادهم شبراً شبراً. وفى عصر أبى جعفر المنصور ثانى الخلفاء العباسيين ظهر العالم اليهودى أبو عيسى ابن يعقوب الأصفهانى، الذى ابتكر فى اليهودية مصطلح النسخ فى التوراة بمعنى الحذف والإلغاء للأحكام، وتبعه جماعة عرفوا بالعيسوية، وأولئك العيسوية وزعيمهم كانوا أول من استخدم مصطلح النسخ بمعنى الحذف وإلغاء الحكم. ولم يوافق أغلبية اليهود فى العصر العباسى على ما ذهب إليه العيسوية فى ذلك المعنى الجديد لكلمة النسخ- لأسباب لا محل لذكرها هنا- وكانت طائفة الشمعونية اليهودية أظهر من أنكر وجود النسخ- بمعنى الحذف فى التوراة.
والذى يهمنا هنا أن الجدال بين اليهود حول مصطلح النسخ الجديد وعلاقته بنصوص التوراة أمتد إلى حلقات العلم عند المسلمين فى العصر العباسى، حيث كان لليهود دور الريادة العلمية فى تاريخ الحضارة والفكر عند المسلمين، [ تعليق البنداري:هذا الكذاب احمد منصور ، يمتلك مقدرة فائقة علي الكذب وتنميقه بصورة تخيل علي القاريء البسيط ، وتُلبّث عليه أمره ، ومن غدره وانعدام  أمانته أنه لا يذكر الحقيقة حتي تاريخيا رحمة بمن يقرؤون له من البسطاء بل امتلأت نفسه بالقسوة وعدم الرحمة والضلال البيّن ، إذ كان يجب أن يوضح للبسطاء من اتباعه ، أن تداول اليهود لبعض المعتقدات العامة التي يشتركون فيها مع غيرهم مثل مفهوم النسخ كما يزعم ليس دليلا علي اتباع هذا الغير لهم والإقتباس منهم ، وخاصة المسلمين الذين حباهم الله بقرآن عظيم وحكمة نبي كريم يحبه الله ويحب الله ، فللمسلمين كتابهم ونبيهم ودينهم ، وهو في موضع العلو بالنسبة لغيره من الاديان السابقة وقد بيّنتُ أصول شريعة النسخ والمحو والتبديل  التي أصّلها القرآن الكريم في كتابه ] كل ما سيذكره الكذاب أحمد صبحي منصور في الأسطر القادمة ليس له مستند يصح بل هو من كلامه المرسل الواقع تحت تأثير اعتلاله النفسي والعقلي ] حيث يقول الكذاب صبحي : ويكفى أن نذكر من أساطير اليهود فى ذلك المجال كعب الأحبار ووهب بن منبه وأخاه وعبد الله بن سلام، وأولئك دارت حولهم ورايات الحديث والسنة والتفسير والقصص وتاريخ الأنبياء والأمم السالفة.
وكان طبيعياً بسبب هذه الريادة أن ينزع الدارسون المسلمون إلى تقليد كل ابتكار يهودى،[ قلت البنداري:تصوروا ايها الناس كيف لفكر احمد منصور السقيم أن يصور للناس أن خير أمة أخرجت للناس تتولي عن دينها وتنزع كما يزعم إلي تقليد كل ابتكار يهودي ، معللا ذلك الي ما يسميه ريادة اليهود ، هذا الأصم الذي لم يسمع قول ربنا تبارك وتعالي (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
_ (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139
_ (  مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً.. ) الفتح /29
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً.. ) آل عمران / 118
_ (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء.. ) النساء / 89
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة57
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء... ) الممتحنة / 1
ومن كل ما ذكرنا من الآيات السابقة يتأكد أن الله تعالي قد ربي أمة الإسلام والتي قال فيها (كنتم خير أمة أخرجت للناس) علي كراهية الكفار واليهود ومناهجهم بل قد حرم اتخاذهم أولياء ومن الولاء الذي حرمه الله تعالي واستقر في قلوب المسلمين : الموالي منهم والأسياد ، في جيل النبي (صلي الله عليه وسلم) أو فيما جد بعده من عصور ، أن حرم الله تعالي تقليد الكفار واليهود فهي عند المسلمين قضية مقطوع بها أن لا يُقلد المسلم الذمي أو الكافر فكيف بأحمد صبحي يدعي ريادة اليهود بل ويتمادي في باطله وافترائه علي الله ورسول وأمة الإسلام بقول : وكان طبيعياً بسبب هذه الريادة أن ينزع الدارسون المسلمون إلى تقليد كل ابتكار يهودى؟؟؟!!!!!!!!
_ ثم هو يستكمل ضلاله الفاحش وزعمه الباطل بقوله : ( ومن هنا انتقلت عدوى مدلول النسخ الجديد إليهم،[ قلت البنداري : إن مدلول النسخ هو مدلول فطري غابرٌ استقر في فطرة الخلق جميعا علي أنه المحو والإزالة وتوارد هذا المعني في معاجم اللغة العربية الأصيلة التي يرفضها عدو الله ورسوله ، وما تداوله في مناهج اليهود ، وغيرهم  بمعناه الحقيقي : المحو والإزالة إلا دليلا قاطعا علي قِدم هذا المعني وسيادته حتي في الأقوام السابقة وفي الديانات الماضية ، إن أحمد صبحي منصور قد سار علي درب ميرزا غلام أحمد زعيم القاديانيين ومن نحا نحوهم فشذوا هم بقلب معني النسخ إلي الضد ليتسني لهم خدمة أوليائهم من اللوبي اليهودي والمستعمر البريطاني ، ولكم أن ترجعوا إلي كتب التاريخ الأصيلة لتعرفوا لماذا لجأ هؤلاء وأولئكم إلي هذا الزعم الأبتر المجنون الذي خالف كل دلائل الإحتجاج العقلي والشرعي واللغوي ، والذي تأصل فيه معني النسخ علي أنه المحو والإزالة وليس الإثبات أو الكتابة كما يزعم مجانين هذا العصر : القاديانيّون والقرآنيّون وكلهم عملاء إما للبريطانيين  أو اللوبي اليهودي بزعامة بايبس وأقرانه . ؟؟؟؟]  ثم يقول منكر السنة:ولكن واجهتهم مشكلة أن القرآن ليس كالتوراة، إذ هو نص محفوظ بقدرة الله، فوق محاولات التغيير والتحريف والإبدال ﴿إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر 9). ﴿إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ لَمّا جَآءَهُمْ وَإِنّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت 41و42(  [ تعليق البنداري : ما زلت عند قولي في أن أحمد صبحي هو أحد شخصين ، إما أنه رجل جاهل جدا وتصدر زعامة مجموعة هم دونه في العلم ، أو أنه رجل معتوه يقوم بتكسير كل قواعد الفهم وأصول الحجاج بلا أهتمام ولا اكتراث ، إذ ما علاقة قوله تعالي : ( لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ)  بتشريع النسخ الذي  شرعه الله في كتابه وحمل العالمين عليه ، بل إن شئت قلت : أن وجود تشريع النسخ واستمراره وفضح مخططات من يريدون محوه هو من صميم حفظ الله تعالي لهذا القرآن ويدل علي صدق قولي أن الله تعالي أورد هذا المدلول بالنص وبينه في ذات الآيات بصراحة ليس بعدها صدق ووضوح ليس بعده بيان (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ) و(وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101)،،، وقوله تعالي (  ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ الأعراف / 95)  ، و (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16) أليس هذا التبديل ، سنة الله الغالبة في ما يريد حتي من آية مكان آية ؟ولا يجوز أن يتلاعب مرة أخري بزعم أن آية هي معجزة فدلول قوله تعالي : ( آية مكان آية ) مدلول عام غير مقيد والله تعالي أحكم مني ومن أحمد صبحي ومن الناس أجمعين ، ثم هو لم يزل قادرا وكان يمكن له أن يأتي بلفظة معجزة أو أي لفظة غيرها تحقق المدلول الذي يقع في محيط اللفظ فآية غير معجزة والقصد منهما متباين والمدلول ليس متطابقا ، ويدخل في لفظة آية الجملة من القرآن أو الكلمة كما سبق أن قدمنا ، ] ثم هو يقول : والمتمسكون بدعوى النسخ بمعنى إبطال وإلغاء حكم الآية- تغلبوا على مشكلة كون القرآن محفوظاً من التحريف بادعاء أن النسخ عندهم فى المعنى وليس فى اللفظ، وفى الحكم وليس فى النص. وبذلك تحول القرآن فى رأيهم إلى مجرد نصوص يتلاعبون بها حسب الهوى، يبطلون أحكام بعضها، ويضربون بعضها ببعض، وبذلك اتسعت الفجوة بين المسلمين والقرآن بحيث أن التشريعات القرآنية الحقيقية ضاعت وسط دعاوى النسخ بمعنى الإلغاء مع الأقاويل المنسوبة للنبى والاجتهادات الفقية التى ارتدت ثوب الحديث، والتى أتيح لها أن تبطل الأحكام القرآنية.[ تعليق البنداري :  إن تمادي أحمد صبحي في طريقه يدل عدم فقه أي شيء مما يقول ذلك لأن النسخ الذي هو المحو المتحقق بكل وسيلة تدل عليه عمليات  ( المحو أو الإنساء أو التبديل أو الإحكام أو التعديل ، أو الإستكمال ،  أو كل ما يدل علي معناه .......، ينتصب كالوتد لا ينهار كلما تواجد في آيات القرآن آيات تحمل حكما يتوافر فيه عناصر وجوب المحو أوالنسخ فما هي ؟؟
1_ تجانس الحكمين مع وجود أحدهما بالسلب والآخر بالإيجاب  ،
2_ تعارض مدلولي الحكمين  ، بمعني وجود مدلول يتعارض مع جزئه ، ويتحقق في أحدهما السلب وفي الآخر الإيجاب .  
3_ وجود عنصر التراخي الزمني وجوداً مؤكدا ، وهذا العنصر قد تحتم وجوده لنزول القرآن علي مكث منجماً ، وكان هذا العنصر سينعدم لو نزل القرآن جملة واحدة ،
4_ العلم المسبق بأن العملية الإيجابية للنسخ قد انتهت بإحكام الله تعالي آياته مع ارتفاع الوحي وموت ( رسول الله صلي الله عليه وسلم ) ولم يبق لنا إلا التحقق من المنسوخ بكتاب الله تعالي ليتطابق تكليفنا بالقرآن مع مراد الله تعالي من آيات القرآن ، وذلك ببذل الجهد في تحري تاريخ نزول الحكم وزمنه وإثبات التراخي الزمني بين الحكمين المتعارضين ؟  وأيما يكون الزعم : بادعاء النسخ فى المعنى وليس فى اللفظ، أو فى الحكم وليس فى النص.فلن يقدم هذا أو يؤخر من وجوب الإستمرار والإجتهاد في التحري من المنسوخ من آيات الله ، ولا يحق لنا أن نتألي علي الله تعالي بأن نحدد طريقة محوه لما يشاء من أحكام وليس لنا أن نقول لا ينبغ أو ينبغي إنما يكون تحققنا من النسخ بتحري تاريخ نزول الأحكام والتأكد من التراخي الزمني بين المتعارض منها علي أنه لن يدخل في عملية استيضاح المنسوخ من الناسخ تصوراتنا الشخصية وانطباعاتنا الذهنية حتي لا تتدخل الأهواء ، كما لا ينبغي زعم وجود تعارض بين أجزاء الحكم قبل عرض سياق الآيات علي تطبيق شخص رسول الله (ص) من خلال استعراض سيرته وعرض سنته الثابتة الصحيحة ، ولما كانت سيرة النبوة وسنته (ص) من أهم ما سيدلنا علي أكثر مسائل النسخ فقد نحا أحمد صبحي نحو إنكارها والزعم بتأليفها وهيهات هيهات لتراث نبي وواقع أمة أن يندثر تحت أباطيل ولاءات أحمد منصور وزعماء العلمانيين وكفار القاديانيين ، ومن علي شاكلتهم  
  ثم يقول احمد منصور:
 7- خامساً: مظاهر إلغاء الأحكام القرآنية:
يقول صبحي:خضع النسخ بمعنى إلغاء الحكم للأهواء والاجتهادات الخاطئة. فمن العلماء من بالغ فى دعواه حتى أبطل معظم الأحكام القرآنية (بدعوى النسخ) مثل ابن حزم فى كتابه "الناسخ والمنسوخ" ومنهم من توسط فى دعواه مثل السيوطى، وبعضهم قال أن عدد الآيات المنسوخة- أى الملغاة الحكم- يبلغ 565 آية.. وهو تطرف ممقوت لأن الآيات التشريعية فى القرآن تبلغ فقط حوالى المائتين..!! [ تعليق البنداري : إن مقتضي التكليف هو العلم بأن أحدا من الناس لن يحمل وزر أحد وعليه فليس لأحد من الناس أن يكون له الوصاية علي أحد فقول ابن حزم كما يزعم أحمد منصور أو السيوطي أو غيرهما من المجتهدين هو اجتهاد بشري يجري عليه الصواب كما يجري عليه الخطأ ، لكن الله تعالي حذرنا فقال : (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) }مريم80
_ وقال (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) / سورة مريم
_ (  قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164
_ (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
_ (  وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) فاطر / 18
_ (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الزمر7
_ (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) }النجم38 -42
_ (  قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }الأنعام31، فليس لأحمد صبحي مجال للتزايد ، ]
اقرأ بعده 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق