الأحد، 14 سبتمبر 2014

4.عرض كتاب حد الردة والرد علي صبحي

4

فقد اختلفت الأسباب التي جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهدر دم الأربعة المذكورين في الحديث، وهم: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح. فمنهم من ارتد وقتل أحدا من المسلمين، ومنهم من ارتد وكان يدعي أنه كان يصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بعض كلمات الوحي، فيكتب غير ما أنزل، ومنهم من كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عبد البر في الاستذكار: عن ابن إسحاق قال وأما قتل عبد الله بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي اشتركا في دمه وهو رجل من بني تيم بن غالب. قال وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه بعثه مصدقا، وكان مسلما وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له يخدمه وكان مسلما، فنزل ابن خطل منزلا وأمر المولى أن يذبح له شاة ويصنع له طعاما. فنام واستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا.ومثل هذا قصة مقيس بن صبابة قتل مسلما بعد أخذ الدية وارتد عن الإسلام، وهو أيضا مما هدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه وقت دخوله  مكة، ... قال لما كان فتح يوم مكة أمن رسول الله أهل مكة إلا أربعة نفر... وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح. فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشد الرجلين فقتله... وفي الاستيعاب: أن عبد الله بن سعد بن أبي السرح كان قد أسلم قبل الفتح، وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد كان يملي علي: "عزيز حكيم " فأقول: أو عليم حكيم فيقول: " نعم كل صواب ". فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله... ففر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال: نعم فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: " ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه " . وقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول الله فقال : " إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين ".وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أيام الفتح فحسن إسلامه فلم يظهر منه شيء ينكر عليه بعد ذلك... وأما عكرمة بن أبي جهل، فقد كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية. وقد أسلم بعد فتح مكة وحسن إسلامه. والله أعلم [ مقيس بن صبابة وحيلته في الأخذ بثأر أخيه وشعره في ذلك ] قال ابن إسحاق : وقدم مقيس بن صبابة من مكة مسلما ، فيما يظهر فقال( يا رسول الله جئتك مسلما ، وجئتك أطلب دية أخي ، قتل خطأ . فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية أخيه هشام بن صبابة ; فأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غير كثير ثم عدا على قاتل أخيه فقتله ثم خرج إلى  يريد مكة مرتدا (فقال في شعر يقوله : شفى النفس أن قد مات بالقاع مسندا 
تضرج ثوبيه دماء الأخادع 
وكانت هموم النفس من قبل قتله 
تلم فتحميني وطاء المضاجع 
حللت به وتري وأدركت ثؤرتي 
وكنت إلى الأوثان أول راجع 
ثأرت به فهرا وحملت عقله 
سراة بني النجار أرباب فارع
وقال مقيس بن صبابة أيضا : جللته ضربة باءت لها وشل 
من ناقع الجوف يعلوه وينصرم 
فقلت والموت تغشاه أسرته 
لا تأمنن بني بكر إذا ظلموا 
-قال ابن هشام :( وكان شعار المسلمين يوم بني المصطلق : يا منصور ، أمت أمت ...وفي رواية أخري:نزل في مقيس بن صبابة الكناني قوله تعالي (ومن يقتل مؤمناً متعمداً الآية) ، وكان قد أسلم هو وأخوه هشام ، فوجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه رجلا من بني فهر إلى بني النجار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى مقيس فيقتص منه ، وإن لم تعلموا أن تدفعوا إليه ديته ، فأبلغهم الفهري ذلك فقالوا : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، والله ما نعلم له قاتلا ولكنا نؤدي ديته ، فأعطوه مائة من الإبل ، ثم انصرفا راجعين نحو المدينة فأتى الشيطان مقيسا فوسوس إليه ، فقال : تقبل دية أخيك فتكون عليك مسبة ، اقتل الذي معك فتكون نفس مكان نفس وفضل الدية؛ فتغفل الفهري فرماه بصخرة فشدخه ، ثم ركب بعيرا وساق بقيتها راجعا إلى مكة كافرا فنزل فيه  قول الله تعالي) (الآية) فحكم بكفره وارتداده ، وهو الذي استثناه النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ، عمن أمنه فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة  |العفو عن عكرمة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح عن سعد قال : لما كان يوم فتح مكة أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : " اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة " وهم : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد ابن أبي سرح . فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد ابن حريث وعمار بن ياسر ، فسبق سعيدعماراً وكان أشب الرجلين فقتله ، وأما مقيس فأدركه الناس في السوق فقتلوه ،وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أهل السفينةلأهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا . فقال عكرمة : والله لئن لم ينج في البحر إلا الإخلاص فإنه لاينجي في البر غيره ! اللهم إن لك علىّ عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلأ جدنه عفوا كريماً فجاء فأسلم وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بايع عبد الله . فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصاحبه فقال : " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ "فقالوا: ما يدرينا يارسول الله ما في نفسك ، هلا أومأت إلينا بعينك ؟ فقال: " إنه لا ينبغي أن يكون لنبي خائنة أعين ".  

الحديث صححة الحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني . وقال الهيثمي : رجاله ثقاب . غريب القصة : ـ عكرمة بن أبي جهل : المخزومي ، فارس مشهور ، لما قتل أبوه تحولت رئاسة بني مخزوم إليه ، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه بالمرة ، وله في قتال أهل الردة أثر عظيم استعمله أبوبكر رضي الله عنه على جيش واستشهد بأجنادين وقيل يوم اليرموك .وقيل يوم الصفر|( انظر ترجمته في السير 1 / 323 وأسد الغابة 4( 70)  ـ وأما عبد الله بن خطل : يقال أن اسمه عبدالعزى بن خطل ، ويحتمل أنه كان كذلك ثم لما أسلم سمى عبد الله ، ولما أسلم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار ، وكان معه مولى له فغضب عليه غضبة فقتله ، ثم ارتد مشركا ، وكان له قينتان فرتنى وصاحبتها ، فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، فلهذا أهدر دمه ودم قينتيه ، فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة ، اشترك في قتله أبو برزة الأسلمي وسعيد بن حريث المخزومي ، وقتلت إحدى قينتيه واستؤمن للأخرى . ( ابن كثير 3/564 ) ـ وأما مقيس بم صبابة : قتل قاتل أخيه خطأ بعد ما أخذ الدية , ثم ارتد مشركا , قتله رجل من قومه يقال له نميلة بن عبدالله ( ابن كثير 

 عبد الله بن سعيد بن أبي سرح : كان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة أسلم وكتب الوحي ثم ارتد ، فاهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه ، فلما فتح رسول الله مكة فر إلى عثمان يستجير به فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم ، وحسن إسلامه ؛ شهد فتح مصر وله مواقف محمودة في الفتح ولاه عمر بعض أعماله ، ثم أمره عثمان ، وهو الذي فتح إفريقية ، مات وهو يصلي الصبح ( الإصابة 2 / 309ـ ابن كثير )-خائنة الأعين : هو أن يضمر في قلبه غير ما يظهر للناس فإذا كف لسانه وأومأ بعينه إلى ذلك فقد خان وقد كان ظهور تلك الخيانة من قبيل عينه فسميت خائنة الأعين . ( الخطابي ) - وأما سارة صاحبة كتاب حاطب بن أبي بلتعة وكانت مغنية نواحة، فقدمت مكة وادعت الإسلام فوصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجعت إلى مكة (معسكر الكفر وقتها وفي حالة حرب) وجعلت تتغنى بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقُتلت (قصتها عند البلاذري)
 وكذلك عبد الله بن خطل، فقد أسلم وهاجر إلى المدينة (مع المسلمين) فبعثه النبي ساعيا على الصدقة وبعث معه رجلا من خزاعة، فوثب على الخزاعي فقتله ثم ارتد وهرب إلى مكة وساق معه الصدقة وجاء لأهل مكة وقال لهم: "لم أجد دينا خيرا من دينكم"، وكانت له مغنيتان تغنيان بهجاء رسول الله. هذه هي الحوادث التي يحتج بها من يقول بأن النبي صلى الله وعليه قتل مرتدا، وفي تفاصيلها  التي توضح بأن هناك جرائم ارتكبت تستحق القتل لأنها أدت إلي الردة  ، وبالنظر لواقع السيرة النبوية والوقائع السابقة، يبدو جليا تعبير حديث "التارك لدينه المفارق للجماعة" وأنهما وصف واحد مركب، فقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كل من يترك دينه يلحق بجماعة الكفار، ولذلك نجد مجمل حوادث الردة إنما وقعت قبل فتح مكة، وهنا تأتي رواية عائشة: "أو رجل يخرج من الإسلام ليحارب الله عز وجل ورسوله، فيقتل أو يُصلب أو ينفى من الأرض" (رواه أبو داود، والنسائي). يبقى حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وهو أقوى ما يُستدل به هنا، وقد حاول بعض المعاصرين من غير ذوي العلم بهذا الشأن أن ينكروا صحة الحديث، لكن الحديث صحيح رواه البخاري، إلا أن الاستدلال به قد وقع الخلاف فيه من ثلاث جهات : الأولى: هل تشمل "مَن" في "من بدل ..." الذكر والأنثى؟ والحقيقة أن من هنا لتمايز النوع المسلم عما هو دونه من الأنواع ذكراً كان أم أنثي فتكاليف الشرع لم تستثني الأنثي دون الذكر
الثانية: قوله: "دينه" هل هو عام في كل دين؟ قلت البنداري: إن المعني بالخطاب هنا هم المسلمون ،لتأيد ذلك بآيات الإرتداد كمثل قوله تعالي(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)/سورة البقرة)،فأنت تري أن لفظة منكم مقيدة للحكم علي المسلمين ،ولا دخل لمن لم يسلم بأحكام الإسلام حتي يقبل الإسلام ويعلن قبوله ،قال تعالي (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)/الأنعام) // الثالثة: قوله: "فاقتلوه" اختلفوا: هل يلزم منه مباشرة القتل قبل الاستتابة؟ أو لا بد من الاستتابة؟ وفي هذا خلاف طويل، وبعض الفقهاء حدد مدة الاستتابة بثلاثة أيام، وبعضهم بأقل، وبعضهم بأكثر، ومنهم من قال يستتاب أبدا، أي إلى بقية حياته. وقد قال النووي: "اختلفوا في استتابته: هل هي واجبة أم مستحبة؟ وفي قدرها، وفي قبول توبته". وبناء على هذه الإختلافات المختلقة ذهبوا إلي أن  الحكم بقتل المرتد يحيط به اختلاف واسع، يبدأ من الخلاف في قتله أولا، ثم في كيفية بناء الحكم على الأدلة التي يحيط بها اختلاف واسع في كيفية فهمها، وصولا إلى تخصيص الحنفية له بالرجل، وذهاب الجمهور إلى كونه للرجل والمرأة، وانتهاء بالخلاف حول الاستتابة ومدتها وقبولها. والأصول التي يرجعون  إليها هذا  الاختلاف هي:
1- الاختلاف في مباحث الألفاظ كاختلافهم في "مَن"، والاختلاف في تحديد مناط الحكم كما في وقائع الردة. ومن هنا فإن الحكم لم يكن -في بنائه على الأدلة- صريحا وقاطعا، ولذلك وقع الاختلاف فيهواختلافاتهم فيها ليست وجيهة ،والحق فيما قرره القرآن وظهرت ىعليه أحاديث النبي محمد صلي الله عليه وسلم باعتبار أن الأصل في  اللفظ أنه دال علي معناه بغير مجاز ولا تأول . 2-  وأما ما قيل عن  عن ظنية ثبوته من حيث سند الأحاديث الواردة، فإن الحديث الآحاد واجب العمل به وأن المتواتر نوع من أنواع الحديث الظني الثبوت ولكن ثبوته أعلي في المكانة والدرجة فالحديث يثبت  بمنهج التحمل والأداء وهو منهج عقلي واقعي لا ينفك عن أي خبر يتم تناقله بين الأحياء من الجنس الواحد ، فمجرد أن يَعي المرء لفظا أو عبارة أو جملة من فم رجل آخر فقد تحمل السامع باللفظ المسموع شاء السامع أو أبي ، لأن الأذن هي سبيل التحمل الأول في امكانيات السامع ، ويشترط في التحمل توافر العقل وانعدام ذهابه ( بالمغيبات كالخمر أو التخدير أو بعدم التأهيل وقلة الوعي كبعض حالات الطفولة وما قبل البلوغ ) وكل من تحمل بخبر يصير مؤهلا لأداء نقله ( وهو الشق الثاني من قاعدة التحمل العقلي والأداء) ، والأداء لما سبق تحمله من أخبار ونقله للغير غريزة خلقت في الكيان البشري ، وقد يكون بعض المؤديين من ذوي الدَفعة الغريزية فينقلون أخبارا قد تضر بالمصلحة القومية للبلاد أو ينقلون أخبارا عسكرية أو اقتصادية أو سياسية مبكرا في غير وقتها فتضر بالبلاد ، لكن الأخبار الدارجة اليومية المنقولة من الشاهد الي الشاهد أو من الشاهد الي الغائب فهذه مالا مضرة فيها لكن يقع عبئ صحة وسلامة نقلها علي قدر ضبط واتقان الناقل اليها ودرجة عدالته النوعية ، وأقول عدالته النوعية لأن مطلق العدالة قد لا يشترط في صحة الأداء فضلا عن توافر عدالة النقل الخبري لكثير ممن ليسوا مسلمين كما في دهاليز السياسة والاقتصاد والمؤسسات العلمية لأكثر أهل أوربا مما يصدر عنهم من أخبار تقوم وكالات الأنباء المختلفة لتحمل أخبارها ثم أداء نقلها إلي انحاء الدنيا من خلال وسائل البث الخبري ، وما فعله رواة الأحاديث في سلسلة الرواية - التي تضايق أحمد منصور وتثير أعصابه وتلهب غضبه – ما هو الا صورة دقيقة لما تقوم به وكالات الأخبار اليوم من تحمل للأخبار ثم أداءها ، ولحرص الناقلين علي نقل تلك الأخبار باعتبارها منقولة عن نبي عظيم له شأنه عند ربه وعند الناس فقد تحوط الناقلون للأخبار وتقعروا في طريقة تحملها بشكل مفرط فيه لدرجة تكون عفوي تلقائي  لروح الفريق في نقل أخبار وسيرة الاسلام ونبي الاسلام وقران المسلمين ، فاهتم الرواة بحفظ الأحاديث ودققوا في حفظها وحفظوا فروق الروايات عمن سمعوها كما تحملوها ، لدرجة أن بعضهم كان يكتب أحاديث حفظه في صحائف تسمت وجادة مثل وجادة عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده عمرو ابن العاص عن النبي (صلي الله عليه وسلم )  وتقعر بعضهم في اسلوب التحمل بعمل لقاءات لإلقاء الأحاديث النبوية الشريفة  معروفة في المساجد يأتيها المتحملون من كل فج ومكان ومن كل بلد قاص أو دان ، يتحملون الأخبار بالسماع ثم يعودوا أدراجهم إلي بلدانهم أو مكاتبهم ليؤدونها لغيرهم إما بالالقاء أو بالكتابة والتدوين ، وما الكتابة والتدوين الا صورة من صور وكالات الأنباء اليوم ، حيث تتم عملية الأداء من خلال هذه التقنية ، وقد برع في عملية الأداء بالتدوين من العصور السابقة ، والمشابهة لوكالات الأنباء اليوم  حفاظ الحديث المصنفين بالتدوين كالبخاري ومسلم ابن الحجاج وأبو داود وأحمد ابن حنبل ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجة والبيهقي والدارمي، وأبو حاتم ، والطياليسي ، وابن حبان والضياء المقدسي ، وابن ابي عاصم وكثير من الكتاب الذين دونوا محفوظاتهم التي تحملوها حفظا من كبار شيوخهم ، وبأدائهم التصنيفي هذا يكونوا قد نبغوا في وضع حد لسلسلة التحمل والأداء النقلية الشفهية الي التحمل والاداء التدوينية بحيث أنهم قد أغلقوا تسلسل النقل علي مر الزمان ليتوقف عند صفحات مدوناتهم التي كتبوها وصنفوها . وقد أردت التقديم بهذه النبذة البسيطة في معرض كذب أحمد صبحي منصور الواسع علي هؤلاء الحفاظ وحملة مشاعل نور الاسلام من زمن النبوة وحتي وصلنا مدوناتهم في شكل مخطوطات موثقة معارضة مختومة وممهورة بخاتم كل واحد منهم وممن راجعوها وحققوها وقابلوها وأثبتوا فوارق النسخ وتواريخ كتاباتها ونسبتها الي مصنفيها ، [ قلت البنداري فأما التواتر فمعناه رواية الحديث بعضه في أثر بعض ، وهو تعريف كما تراه له سورٌ أمامي وليس له سورٌ واضح خلفي لكن المفهوم منه علي مقاييس قبول العقل للخبر أنه أرجح ما يكون ثبوتا وما من خبر يدل علي اليقين إلا بالمشاهدة والمعاينة ، وما دون ذلك فالعقل يتعامل معه بمنطق الترجيح وهو منطق يفرض العقل القبول الخبري به في غيبة وجود خبر الشاهد أو المعاين ، ويبدأ الترجيح الملزم  لدي العقل بارتقاء الثبوت فوق 51% ويتزايد الثبوت والاطمئنان بالقبول كلما ارتقي الثبوت في النسبة من 51% إلي 99% مارا بنسب الترجيح 52% .و.و....و 65% و...77% و .. باقي النسب إلي نسبة ما قبل اليقين والمعاينة 99% ، وكل هذه النسب تبدأ من نسبة التكليف بالقبول العقلي للخبر 51% ( الراجح ) لان المرجوح من الخبر هو ما قاسه العقل فاستقر عنده تحت مستوي القبول (49%) ، إن الفرق بين الراجح والمرجوح خطوة واحدة ،أو ( 1%  ) تلك الخطوة هي التي ينقلب بها الشيء لضده فالليل يتحول إلي نهارٍ بدءا من هذه الدقيقة الأخيرة فيه ثم يزداد الضوء تدريجيا بمرور الوقت حتي يضحي النهار وينبثق النور بكامله ، ومن يدخل مبني أو عمارة أو منزلا لا يكون داخلا فيه حتي يجتاز هذه الخطوة الأخيرة في مشواره عند عتبة المنزل(49%) ليكون بعدها داخله وكلما خطا خطوة فيه كلما ترقي في الدخول مثلما يقبل العقل الترقي في الخبر بعد ثبوته (51%)  ، فال 51% هي بداية التحقيق للقبول الخبري وهي درجة كما يبدو شرطية في تواصل ثبوت الخبر من نقطة الترجيح العقلي للقبول، وعليها يُعوِّل العقل كل التعويل للتفريق بين الصحيح الراجح من الخبر والضعيف المرجوح منه ، وإن جاز لي أن أسمي نقطة الفصل بين الراجح والمرجوح ( حد الترجيح الأدنى – 51 %-  ) ، بينما أسمي نسبة القبول إل- 99% حد القبول الأعلى للخبر، أو نسبة الترجيح الأعلى لقبول الخبر ، والحديث المتواتر هو حديث استوفي حد القبول الأدنى (51 %) ، أي الحد الذي يوجب العقل العمل بالخبر علي أنه ثابت صحيح ،وتزيد نسبة ثبوته لتلاحق الرواة علي روايته ( كما جاء في تعريف المتواتر ) ، لكنه أبدا لا يصل إلي تحقيق المعاينة كما يزعمون ولا يفيد اليقين كما يدعون بل يفيد ( تحقيق حد القبول الأدنى +زيادة نسبة الصحة والثبوت لدي العقل ) وما يهمنا أنه يفيد كحديث الآحاد حد القبول الأدنى أي الحد العقلي الملزم بالعمل والمحقق للتكليف،إن أحاديث الآحاد هي بمنطق العقل الغريزي الفطري أحاديث يوجب العقل العمل بها مالم تتعارض مع آيةٍ بينةٍ أو حديثٍ أكثر منه ثبوتا ، والتعارض هنا يحققه مخالفة الفرد للجمع من الرواة أو الضابط للأضبط ، والعدد في الرواة لا يحقق الثبوت بل يحقق الترقي في درجة الثبوت ويعتبر كعامل ترجيح فقط في حالة تعارض حديث الآحاد مع حديث التتابع ثم أحاديث التواتر ، ولكن ما هو حديث الآحاد وحديث التتابع وحديث التواتر ؟؟ أما حديث الآحاد فهو ما تقارب في نسبة ثبوته بما يزيد علي ال( 51 %) وهو المتطابق مع المُتَفَرَدِ بروايته دون معارضة من قرآن أو حديث ،أما حديث التتابع فهو ما تقارب في نسبة ثبوته بما يزيد علي(  52 % ) مترقيا في درجات الثبوت إلي (90 %) , وذلك برواية من يُتَابِع علي حديثه بمتابعات أو شواهد أو طرق أخري تحقق الزيادة في الثبوت إلي هذه الدرجة ومنها بالطبع انتفاء التعارض وانعدامه مع الآية الصريحة أو الأحاديث الثابتة بدرجة أكبر ، ولكن يُنتبه إلي أن حديث التتابع إذا تعارض مع حديث متابع عليه أيضا وكلاهما استوفيا حد الثبوت الأدني + الترقي في الدرجات ، فإن ذلك يلفتنا إلي إعمال عنصر التراخي الزمني بين الحديثين لبيان ما نُسخ مما هو ناسخ من الحديثين فاللاحق حتما يكون مهيمنا علي السابق في الزمان وناسخا له أو معدلا أو مبدلا له ( راجع كتاب الناسخ في الرد علي مزاعم أحمد صبحي في نفيه للنسخ )
 
ويورد أحمد صبحي منصور مجموعة من الآيات التي ذكر فيها لفظة حد ليقدم بها علي ابطال مسمي الحد علي أحكام الردة وخلافها مثل أحكام الزاني والسارق وخلافه ، وسوف تري خبث أحمد صبحي منصور في تحريف معاني القرآن الكريم كما سنشير إليه في الأسطر القادمة ،يقول منكر السنة أحمد صبحي: حد الردة فى ضوء القرآن الكريم
أولاً: كلمة "حد" تعنى فى القرآن الشرع والحق ولا تعنى العقوبة ( هذا قول منكر السنة [ قلت البنداري : ايها الناس انظروا الى كذب هذا الافاك الاثيم محرف معاني القران والفاظ اللغة العربية ، فها هو يضع تعريفا للحد ما أنزل الله به من سلطان ولم يعرف أحدا قبله أن كلمة حد تعني فى القران ( الشرع والحق) ، لقد جاء فى المعجم الوجيز ابسط المعاجم اللغوية أن : الحد هو الحاجز بين الشيئين ومن كل شيء طرفه الرقيق الحاد ومنتهاه ويقال وضع حدا للأمر = أنهاه وفى الفقه = العقوبة مقدرة وجبت على الجاني وفى المنطق = القول الدال على ماهية الشيء ، والجمع حدود وحدود الله تعالى ما حده بأوامره ونواهيه ( المعجم الوجيز صفة 139 طبعة وزارة التربية والتعليم المصرية )]
قال الأفاك أحمد ةمنصور : جاءت كلمة "حدود" فى القرآن الكريم (14) مرة. وكلها تعنى حقوق الله وتشريعاته، ولا تعنى العقوبة كما يدل مصطلح حد الردة أو "حد الزنا" وتطبيق "الحدود" فى الشريعة.. جاءت مرتين بمعنى شرع الله وأوامره [ قلت انا البنداري : كذبت أيها الأفاك إنما جاءت بمعني  الحاجز بين الشيئين ممن أنزل  الله  ،  وطرفه الرقيق الحاد ومنتهاه ويقال وما ينتهي عنده الأمرومنتهاه  كما في قوله تعالي : ﴿الأعْرَابُ أَشَدّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللّهُ عَلَىَ رَسُولِهِ﴾ (التوبة 97).

وفرق بين أن يكون الحد شرعا أو حواجز تحديد لهذا الشرع وتبين أوله من منتهاه ،  وفى قوله تعالى: ﴿وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ﴾ (التوبة 112).أي الحافظون لأول التكليف ومنتهاه على الوجه الذي أراده الله تعالي وجاءت مرة فى تشريع الصيام فى آية ﴿أُحِلّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصّيَامِ الرّفَثُ إِلَىَ نِسَآئِكُمْ﴾ وفى نهايتها يقول تعالى ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا﴾ (البقرة 187).أي تلك العلامات الحاجزة المبينة لأول التكليف ونهايته بوضوح كامل لا غباشة فيه وجاءت مرتين فى تشريع الميراث، يقول تعالى ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا﴾ (النساء 13، 14).. أي تلك العلامات الحاجزة المبينة لأول التكليف ونهايته بوضوح كامل لا غباشة فيه ولا مواربة . وجاءت تسع مرات فى تشريعات الله تعالى فى الزواج والطلاق.. - منها مرة فى موضوع، الظهار أى إذا ظاهر الرجل على امرأته وحرمها على نفسه، فلا يرجع إليها إلا بعد تقديم الكفارة، ويقول تعالى بعدها ﴿تلك حدود الله﴾ أي تلك العلامات الحاجزة المبينة لأول التكليف ونهايته بوضوح كامل لا غباشة فيه ولا مواربة
- ومنها أربع مرات فى أية واحدة تتحدث عن الطلاق الأول للزوجة والطلاق الثانى يقول تعالى فيها ﴿الطّلاَقُ مَرّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمّآ آتَيْتُمُوهُنّ شَيْئاً إِلاّ أَن يَخَافَآ أَلاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ (البقرة 229). أي تلك العلامات الحاجزة المبينة لأول التكليف ونهايته بوضوح كامل لا غباشة فيه ولا مواربة 
ومنها مرتان فى الآية التى تتحدث عن الطلاق للمرة الثالثة وحتمية أن تتزوج شخصاً آخر ﴿فَإِنْ طَلّقَهَا فَلاَ تَحِلّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتّىَ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة 230). أي تلك العلامات الحاجزة المبينة لأول التكليف ونهايته بوضوح كامل لا غباشة فيه ولا مواربة

ومنها مرتان فى تحريم إخراج المطلقة من بيتها قبل العدة ﴿لاَ تُخْرِجُوهُنّ مِن بُيُوتِهِنّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ (الطلاق 1). أي تلك العلامات الحاجزة المبينة لأول التكليف ونهايته بوضوح كامل لا غباشة فيه ولا مواربة 
قال الأفاك أحمد منصور : هذه هى المواضع التى جاء فيها لفظ "الحدود" وكلها تعنى شرع الله[ قلت البنداري : وكلها تعنى حدود ما شرع الله تعالي والفرق بين شرع الله وحدوده أن حدود الشرع هى السياج الحاجز للشرع والتكليف المحدد له بعلامات واضحة يستحق المتخطي لها وسمه بالخارج عليها لأنه تخطي حاجزها الي خارجها . 
قال الأفاك أحمد صبحي منصور يدلس ويحرف:  وليس منها ما يتعلق بالعقوبات المنصوص عليها فى القرآن مثل السرقة والزنا والقصاص وقطع الطريق والقذف.. وليس منها ما يتعلق بالعقوبات التى استحدثها العصر العباسى لشرب الخمر والردة وترك الصلاة..
وما يزال يقول المنكر:
وذلك يدل على أن العصر العباسى وفقهاءه قد نحتوا لهم مسميات خاصة لا تتفق وتشريعات القرآن ) 

قلت البنداري : إنما جاءت  متضمنة العقوبات لأن حد الله هوالسياج الحاجز للشرع والتكليف المحدد له بعلامات واضحة يستحق المتخطي لها وسمه بالخارج عليها لأنه تخطي حاجزها الي خارجها وعليه فإن كانت هناك عقوبة حددها الله تعالي لكل خارج عن شرعه فقد وجب تفعيلها والقيام بتنفيذها  .. قال الأفاك أحمد صبحي منصور يدلس ويحرف: وذلك يدل أيضاً على أن عصر الرسول المرتبط بالقرآن أساساً لم يعرف مدلولاً اسمه "حد السرقة" أو "حد الزنا" وسائر العقوبات المنصوص عليها فى القرآن لأن القرآن حين ذكر عقوبة الجلد للزانى لم يستعمل كلمة حد الزنا ، وكذلك حين تحدث عن جريمة السرقة أو القذف أو القتل.. ويمكن مراجعة ذلك فى القرآن.( قلت البنداري :  ان لغط أحمد منصور هنا هو جدل شكلي على مقرر ثابت هو وجوب معاقبة الخارج علي تكليف الله تعالي بالعقوبة المنصوص عليها في شريعته قرآنا أو سنة ،  سواءا سماه الناس حداً أم عقوبة ولا شك أن النبي صلي الله عليه وسلم قد طبق عقوبات القطع والرجم والضرب بالنعال والثوب لمرتكبي ( من تخطوا حدود – أي حواجز ما أنزل الله تعالي فى الزنا والسرقة وشرب الخمر ) تطبيقا لما أوجب الله تعالي فى ذلك   ،
قال الأفاك أحمد صبحي منصور يدلس ويحرف:  وهذا يؤكد على ذلك الفارق الجوهرى بين دين الله الحق ونوعيات التدين للبشر فى عصورهم المختلفة. فالله تعالى ينزل الدين نقياً خالصاً للسمو بالناس والترقى بهم ( قلت البنداري: إن صدق ابن صبحي وجب عليه أن يقر بأن هذا الدين النقي الخالص للسمو بالناس والترقى بهم  ، قد ضم بين دفتيه عقوبات الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل المرتد كما سنبين حالا فى الصفحات التالية بمشيئة الله تعالي)
ويستأنف احمد صبحي كلامه قائلا: أما البشر فهم حين يتدينون فإنهم يضعون بصماتهم على الدين فتظهر تلك الفجوة بين الدين الحق وتدين البشر، ويضع البشر صورة قانونية تشريعية للتدين الذى يمارسونه، ويقوم الفقه بتلك المهمة، وطبيعى أن يحدث اختلاف بين مذاهب الفقه والتشريع القرآنى الأصيل لأن مذاهب الفقه تتأثر بالظروف الاجتماعية والنفسية والسياسية لصاحب المذهب وأتباعه.
[ قلت البنداري: ماذا يريد أحمد صبحي ؟؟  فغاية كلامه لاتخرج عن فحوي أحد ثلاثة احتمالات : 

الاحتمال الأول أنه يريد أن يظل الدين في الكتاب لا يقترب إليه الناس ولا يتناولونه لأن كل تناول له وتطبيق منهم لبعضه أو كله  تدين وهو يذم تدين الناس ويعتبره فجوة بين الدين الحق والناس ، أي كأنه في هذا الاحتمال يزعم من المحال حدوث التدين ، أي استحالة  تطبيق ما جاءئ في دين الله تعالي ، وبذلك يدعو الناس لو صح هذا الاحتمال إلي بروزة المصحف وتعليقه كتميمة لا يمكن للبشر تناولها بالتطبيق والتفعيل ،   
والإحتمال الثاني : أنه يريد ان يتدين الناس بمفهومه هو لا بمفهوم الآخرين وبذلك يكون أحل لنفسه ما حرمه علي غيره ، والإحتمال الثالث : أن ينصرف الناس بالكلية عن هذا الدين المنزل بزعمه استحالة حدوث تدين صحيح أي يزعم استحالة تناول الناس لدين الله بالتطبيق تطبيقا صحيحا وبذلك يبطل الغاية التي من أجلها خلق الله تعالي البشر وأنزل لهم الكتب وكلفهم وأجري عليهم التكليف والبعث والحساب ، ألم أقل لكم أيها الناس أن أحمد صبحي منصور قد اختلت موازين التعقل عنده وصار يهيم ويهذي بأي كلام ؟ويستأنف قائلا: ولذلك ليس غريباً أن يخترع الفقه مدلولات جديدة لم يذكرها تشريع القرآن، وليس غريباً أن يخترع عقوبات تخالف تشريعات القرآن ومنها ما اصطلحوا على تسميته بحد الردة
[ أقول البنداري:  أن كل  تدين للبشر تجاه شريعة الله تعالي المنزلة علي رسوله محمد (صلي الله عليه وسلم ) هو  الغاية التى من أجلها أنزل الله تعالي رسوله ليصلون ويصومون ويحجون ويذعنون لكل دينه أليس هذا هو مطلب الله تعالي من عباده أن يتدينوا بهذه التكاليف وأكثر منها  ولكن هيهات بين من تدين فانحرف وبين من تدين فاستقام والله تعالي عندما كلفنا حتما بالتدين الذي يرفضه اليوم صبحي كلفنا بالتوازي بالإستقامة علي شرعه كما أنزل فقال ({فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112) أما أن يزعم أن التدين هو الفقه وفهم ما يكون تدين العباد به فهذا هو السفه الذي وقع فيه أحمد منصور فالدين هو المنزل من عندالله تعالي بقوله أونص رسوله (صلي الله عليه وسلم) الصحيح الثابت عنه (صلي الله عليه وسلم )   كنصوص ، والتدين هو تطبيق الناس لهذه النصوص حسب ما يفهمونه ويعقلونه ويعتقدونه بعد فهمهم لهذه النصوص أما الفقه فهو فهم وتقريب،  وتفسير ما أعجم علي عامتهم من توضيح ما قصّروا في فهمه من هذا الدين ( أى أن الفقه في المقام الأول ليس تدينا إنما هو محاولة عقلية لفك بعض عقد الوصول الي التدين لأن الأصل أن الله تعالي قد بين الكتاب بما يكفي للتدين بذات الكتاب ، وإنما جاء التفقه من فرض تكليفي تضمنه الكتاب في قوله تعالي  ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122
-  وفي قوله تعالي : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213
- إن المتناول لكتاب الله تعالي من أوله إلي آخره سوف يعرف أن كل ما جاء به هو تكليف للبشر من أمة محمد (صلي الله عليه وسلم) بالتدين أي بتمثل ما جاء بالكتاب علي الوجه الذي أراده الله تعالي فكل أوامر الله الإيجابية طلب منه بالتدين الإيجابي وكل نواهيه طلب منه بالتدين السلبي أي بالإمتناع عن اتيانها ، هذا هو الفرق بين 1- الدين و 2- التدين 3- الفقه والتفقه .]  

حكم المرتد بين إعادة التفكير ومحاولة التبرير
غير أن إعادة التفكير في حكم المرتد لم تكن لتُثار إلا بأثر من الاحتكاك بالفكر الغربي وأفكار الثورة الفرنسية، وبروز أفكار مثل العلمانية والحرية، ومن هنا انشغلت إصلاحية محمد عبده بإعادة النظر في الحكم، وذلك بالعودة إلى تأمل الأدلة نفسها، فيرى عبده أن كلمة "الدين " جاءت بشكلها العمومي الذي يعني الإيمان بالله ، وباليوم الآخر، والعمل الصالح، وعلى هذا تصبح الردة عنده ردة عن العناصر الثلاثة السابقة.  
واستمرت مدرسة عبده في المسألة فذهب عبد العزيز الجاويش إلى أن الارتداد عن الدين يعني الارتداد عن "نصرة الإسلام والمسلمين" وعن "منازلة الأعداء"، أي "التخلف عن الجهاد"،
وتردد الشيخ محمود شلتوت في حكم المرتد فقال: "وقد يتغير وجه النظر في المسألة إذا لوحظ أن كثيرا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبُت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه في الدين". 

كل هذه الأفكار كانت وليدة الإحتكاك المخذول بكوادر العلمانية وتأثر محمد عبده والشيخ شلتوت ومن سار علي دربهم في التخلي عن دين الإسلام وتحوير مفاهيمه الراسخة وتمزيق بوابته الخلفية المتمثلة في حكم قتل المرتد عن دين الله والمعروف بحد الردة ،وقد تأثر بقطار الخذلان والصغار الذي بدأه هؤلاء التنويرين من جاؤا بعدهم أمثال أصحاب ميرزا غلام أحمد والقرآنيين

-ثم أعيد الجدل في المسألة في العقود الأخيرة، مع فورة الحديث عن حقوق الإنسان وتشريعاتها، ومع إثارة حوادث ردة في مصر وغيرها، وصدور فتاوى بذلك. ذهب حقوقيون وبعض الكتاب في سوريا ومصر حرصا منهم على بيان أن الإسلام يتفق مع حرية الاعتقاد، وحقوق الإنسان،ذهبوا  إلى عدم قتل المرتد وإثبات الحرية الدينية لهم . في المقابل، راح بعض العلماء يعتبر أن من يثير هذا التناقض بين قتل المرتد والحرية الدينية هو من "المفتئتين على الإسلام"، وانصرفت الجهود إلى "تبرير" الحكم بقتل المرتد، ففي حين كان قائما لدى الفقهاء السابقين على اعتبارين: الجمهور يقول إن "علة" قتل المرتد هي "مجرد الكفر" بعد الإسلام، امتثالا للنصوص. والحنفية الذين خصوا القتل بالرجل دون المرأة قالوا: علة قتل المرتد "الحربية" (من الحرب وليس الحرابة )، والمرأة لا تقاتل في الحرب فلا تقتل إذا ارتدت. 
 أما المعاصرون فقد سلموا بالحكم ابتداء، لكنهم راحوا يبررونه تبريرا ينسجم مع الأفكار المعاصرة، فهناك من يرى مساواة الردة بوصف "الحرابة" بمعنى أن "من استعلن بردته عن الإسلام، ونافح عن أفكاره المناهضة له، وأصر على ذلك ، فعزم الحرابة في نفسه واضحٌ إلى درجة القطع واليقين، وهو الكيد للإسلام والمسلمين؛ عن طريق بث عوامل الزيغ والتشكيك بعقائد الناس، ومبادئهم الإسلامية"، وقد ذهب إلى هذا د. محمد سعيد البوطي وآخرون. 
وهناك من يرى أن الردة تتجاوز مسألة الحرابة، لتدخل في حكم "الخروج على الدولة الإسلامية" والتمرد عليها، وبالتالي فهي بمنزلة  "خيانة عظمى للأمة" من خلال "الطعن في النظام الاجتماعي والسياسي للدولة، والقائمين على الإسلام"، وعلى أساس أن الردة مؤداها "تبديل الولاء والانتماء من الإسلام إلى العدو"، وهو رأي سيد قطب ومحمد الغزالي. ويذهب القرضاوي إلى أن الردة "تغيير للولاء، وتبديل للهوية، وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى، ومن وطن إلى وطن آخر، أي من دار الإسلام إلى دار أخرى". 

أما د. سليم العوا فإنه يرى أن هذه العقوبة "تعزيرية مفوضة إلى السلطة المختصة في الدولة الإسلامية، تقرر فيها ما تراه ملائما من العقوبات، ولا تثريب عليها إن هي قررت الإعدامَ عقوبة للمرتد"، فالمراد مِن "فاقتلوه" هو "إباحة القتل لا إيجابه" بحسب قوله. قلت البنداري:هذه التأويلات التي توزعت بين إعادة التفكير بالحكم، والتسليم به مع إعادة تبريره تبريرا "معاصرا"، قد تولدت عند هذه الشريحة المختلفة من الناس مع اختلاف وجاهتهم وأماكن تواجدهم نتيجة عاملين أساسيين هما:

 1- تهاوي الإسلام وضعفه في نفوسهم ،في الوقت الذي تشبثوا فيه بالدنيا والهروب من الموت والآخرة مما جعلهم مستهدفين بالملامة والتوبيخ من مذاهب العلمانية وغيرها مما يلي الإسلام من مذاهب معاصرة مستكينين لأقوالهم متخفين من ملاماتهم ،فقد هان دينهم عليهم وانحط شموخه في نفوسهم فما صاروا يرونه عزيزا وبرروا لأنفسهم تحت مسمي أحاديث الأحاد تارة أو تأويلات نصوصه بغير حق تارة أخري فأعرضوا عن عزيمة الرشد في دينهم وتولوا وهم خانعين مخذولين وقد أثر فيهم نقد العلمانيين وملامة الملحدين وغلبوا علي أمرهم ،فأوقعهم الله في فتنة ضلالاتهم وأظلم الله عليهم طريقهم وأخفي عنهم نور الحق في شرعته بما قدمت أيديهم .2- رغبتهم في قبول النقد في أحاديث الردة وشرعة التعالمل مع المرتدين تحت أي مبرر يتشبثون به لتقر أعينهم برفض حكم الله القاطع في المرتدين فأولوا كل النصوص النبوية وبثوا فيه عناصر الظن والإحتمال ثم حفروا لها قبرا ودفنوها بعد أن غطوها بلحاف الآحاد ،وودعوها وعادوا بغير شريعة وهدموا بوابة الحماية الخلفية لدين الله بنفيهم حد قتل المرتد عن دين الله جل وعلي ،وكلما لاح لهم شبح آية تتكلم عن الردة والمرتدين ارتجفت قلوبهم واضضطربت عيونهم واجتروا نظارة سوداء فلبسوها حتي لا يروا نور آيات الله في يقين القرآن بقتل المرتد عن دينه وأغمضوا أعينهم حيال قوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)/التوبة)، الجدل الفقهي .. ومكمن الإشكال  ومع ذلك فإن تلك التأويلات لا تخلو من انتقادات جدية، فالمشكلة لا تُحل بتوسيع مفهوم "الدين"  ليشمل "الإيمان بالله، وباليوم الآخر، والعمل الصالح" كما فعل محمد عبده، ولا بإعادة بناء المفهوم ليصبح "نصرة الإسلام والمسلمين" كما فعل جاويش. وكذلك لا يُعقلََن الحكم الفقهي الوارد، ولا يصبح "معاصرا" بتركيب تعليلات معاصرة عليه، من قبيل "الخيانة العظمى" و"تبديل الولاء والهوية"، فالمجتمعات والدول أصبحت أكثر تركيبا من تلك البساطة المتصورة، ولا يمكن تنزيل هذه التبريرات على الواقع المعاصر؛ فما وضع مسلمي الغرب الآن من حيث الولاء والهوية والانتماء؟ وكيف يمكن فهم فتاوى الفقهاء لهم بحمل الجنسية الأجنبية، وبالقتال مع الجيوش الأجنبية التي يحملون جنسيتها حفاظا على "وطنيتهم"؟ وماذا لو عكسنا الأمر فقالت أمريكا مثلا: إن مسلميها خارجون عن "الهوية الأمريكية" لأنهم مسلمون، والهوية الأمريكية كما يعرفها هنتنجتون "هوية مسيحية"؟ ثم: هل يمكن القبول باعتبار فرنسا مثلا انتشار الدعوة الإسلامية فيها "حرابة" تمثل خروجا على النسيج الاجتماعي لها ؟ أو أن المسلمين الجدد في الدول الغربية ارتكبوا خيانة عظمى؟ وأخيرا كيف هو حال غير المسلمين في الدول المسلمة من حيث الولاء والانتماء والهوية إذا نحن حصرنا تلك المفاهيم في "الإسلام"؟. ما أود قوله: إن دين الإسلام الذي ميزه الله بميزة القيامة وأحاطه بسور الحفظ الإلهي والتكليفي قد تميز بخاصية تطهير نفسه أولاً بأول وذلك بقتل المرتد عن دينه ليبقي فقط في دولته كل من هو مسلم وجهه لله تعالي وما ليس مسلما ممن يعيش في داخل أسواره فقد تميزوا بكونهم أهل كتاب ،وأن هناك ازدواجية متبادلة بيننا وبين الغرب في هذه المسألة تحديدا، وهو ما حصل من تدخل غربي سافر لحماية الأفغاني ، في حين لم يرف جفن لأحد منهم عندما انتهكت حقوق وفاء قسطنطين من قبل الكنيسة!. لكن الفارق أن الطرف الغالب يملك الفعل، ويقف الطرف الأضعف عند حدود القول و"التبرير".  وأرى أن إعادة التفكير بعقوبة الردة تشكل مثالا بارزا لإعادة التفكير بالبنية الفقهية التي بنيت عليها المسألة نفسها، من لحظة انحصارها بمباحث الألفاظ وما يكتنفها من احتمالات مغرقة في ظنيتها،  وهنا يجب إعادة الاعتبار بمكانة الأدلة، ففي المرتبة الأولى يأتي القرآن، ونصوصه واضحة وكثيرة جدا في تقرير كفر من ارتد عن دين الله بنص قوله تعالي(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) / سورة المائدة 
 وقوله تعالي (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) سورة المائدة ، وقوله تعالي (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) سورة البقرة 

ويقول أيضا  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) [{ أما المعني فهو: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) }

حيث يحذر الله تعالى عباده المؤمنين عن أن يطيعوا طائفة من الذين أوتوا الكتاب، الذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله، وما مَنَحهم به من إرسال رسوله (1) كما قال تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ } [البقرة:109] وهكذا قال هاهنا: { إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } ثُمَّ قَالَ { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ } يعني: أن الكفر بعيد منكم وحاشاكم منه ما دمتم تتلي عليكم آيات الله وفيكم رسوله في الغيب بسنته وفي الشهادة بنفسه وبتواجده ؛ فإن آيات الله تنزل على رسوله ليلا ونهارًا، وهو يتلوها عليكم ويبلغها إليكم، وهذا كقوله تعالى: { وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [الحديد:8] والآية بعدها. وكما جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: "أيُّ الْمُؤمِنِينَ أعْجَبُ إلَيْكُمْ إيمَانًا؟" قالوا: الملائكة. قال: "وَكَيْفَ لا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟!" وذكروا الأنبياء (2) قال: "وَكَيْفَ لا يُؤْمِنُونَ وَالْوَحْيُ يَنزلُ عَلَيْهِمْ؟" قالوا: فنحن. قال: "وَكَيْفَ لا تُؤْمِنُونَ وأنَا بَيْنَ أظْهُرِكُمْ؟!". قالوا: فأيّ الناس أعجب إيمانًا؟ قال: "قَوْمٌ يَجِيؤُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يَجِدونَ صُحُفًا يُؤْمِنُونَ بِمَا فِيهَا" (3) . وقد ذكرت سَنَد هذا الحديث والكلام عليه في أول شرح البخاري، ولله الحمد. ]ثم يقول تعالي (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) / سورة آل عمران ، وفي قوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) / آل عمران ، وفي سورة محمد يقول سبحانه (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) / سورة محمد ،  ، ثم بإعادة الاعتبار لمنهجية المقاصد والأصول الكلية، فالعبادة وطاعة الله هي أم المقاصد وأعظمها والتي يجب أن تُحمل عليها باقي الأدلة لا العكس، فالحرية المقيدة بضوابط الإسلام وقيوده هي مقصد محدود من مقاصد الشريعة ، وأن فهم الحرية وعدم الإكراه  في الدين  يجب أن يكون في ضوء الكليات المنبثقة من الكلية الكبري وهي ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) 
2- مناقشة الاستدلال بالقرآن: وينبغي الإشارة إلى أن الاستدلال بالقرآن على قتل المرتد لا أعلم أنه من طريقة الفقهاء في هذا المجال، وإنما جرى التركيز عليه من قبل المعاصرين في مواجهة من يقولون: إن القرآن لم يذكر عقوبة دنيوية للمرتد وإنما ذكر أخروية فقط. والآية السابقة عن (قوم أولي بأس شديد) ،وقوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)/سورة التوبة)

[قلت البنداري:: التكفير بشروطه  وكونه خصوصية من خصائص هذا الدين القيم ولكن بضوابطه ]
 ويستأنف احمد صبحي كلامه قائلا:   وقبل أن نتعرض لموقف التشريع القرآنى من حد الردة نبدأ بموقف القرآن من التكفير.. فالتكفير هو أساس التشريع الفقهى فى قتل المرتد.. فلابد أن يسبق "إقامة الحد على المرتد" اتهامه بالكفر وإقامة محكمة تفتيش عن سريرته وعقيدته. فهل يصح فى تشريع القرآن أن يتهم المسلم إنساناً بالكفر؟. ( وأقول أنا البنداري : إن التكفير ضرورة من ضرورات التميز النوعي في دين الله والتي جعل الله تعالي بها هذا الدين عاليا علي ما سواه ، ذلك لأن شريعة الله تعالي قد ضمت في تنزيلها كل عناصر التميز ومن كان يمتلك أرفع الأصول الدافعة للتميز فله أن يتعالي ببيان الشيء وضده والإسلام والكفر والمعصية والتوبة والجنة والنار والمتقين والفجار والذين آمنوا وعملوا الصالحات ، والمجرمين في الأرض  والرضا والسخط  والخلق من العدم والذهاب الي ذات العدم وهكذا كل الأضاد بما فيها الكفر والإيمان  لكن ما هي  ضوابط خاصية  هذا التكفير وما الأدلة علي تكليفنا به وما هي حدوده وما محاذير الولوج فيه بغير بينة أوحجة ، إن خوف الناس من مخاطر التكفير جعل منهم علي مر الزمان جبهة تحاول أولا أن تتقي مخاطره ثم تحولت بالتدرج ومرور الوقت إلي جبهة تعارضه وترفضه من باب درأ الشبهة لكن هنا قد درأوا هذه الشبهة ببتر جزءٍ مهم جدا من دين الله تعالي ويرجع ذلك الي:
 1-  تحكم قانون الفعل ورد الفعل [ لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه ] فكلما تعمق الناس مبتعدين عن ضوابط الشرع المستيقنة في تطبيق أحكا م التكفير بضوابطها وزاد تكفيرهم للآخرين بلا ضوابط ، كالخوارج وأمثالهم ،  كلما ظهرت طائفة علي النقيض تفرط في شريعة الله تعالي وتهمل شِرعةَ التكفير فمنهم من رد التكفير كله في القديم كالمرجئة ومنهم من استهجنه في الزمن الحالي  مطلقا وقال أنه لا يصلح إلا في الآخرة كالقرآنيين وزعيمهم صبحي ومنهم من زعم أن لا تكفير عموما إلا لمن هو بطبعه كافرا ،  وكل هؤلاء وأولئك علي خطأ وخطر عظيم ، ونحن نعلم أن الله تعالي قد طالبنا بمعرفة الكافرين والحكم عليهم بالكفرشريطة أن يكون ذلك مطابقا لمستيقن الآيات وأصح النصوص وذلك حتي يستقيم هذا الشرع متزنا بين حقيقة ونور  الإيمان ورهبة الخروج منه  فيقول تعالي :
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3 ) إذ كيف نفعّل قوله تعالي ( فلا تخشوهم واخشون ) دون أن نعرف هيئتهم وأنهم كفار؟؟
-  وفي قوله تعالي ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين }الكافرون( أمر إلهي مباشر بالحكم بالكفر علي الكافرين بل ومناداتهم به 

وقوله تعالي : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الأحقاف10( فكيف يعرف أنهم كفروا به؟؟) 
وقوله تعالي :  {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ }الطور31[ فكيف سيقول لهم ما أمره الله تعالي به ( تربصوا ) إن لم يعرف أنهم كفار وبماذا تفيد كلمة تربصوا إن كانت قضية التمايز بين الإيمان والكفر رمادية 
وقوله تعالي :  {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }الفرقان52
وقوله تعالي :   {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الأحزاب1
وقوله تعالي :  {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48 
وقوله تعالي :  {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }التغابن7[ وما قيمة قوله تعالي لنبييه ( قل بلي وربي لتبعثن ) إن لم يتمايز المؤمنون والكفار ؟
وقوله تعالي :  {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }آل عمران ، 12 بل كيف سيقول لهم : سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ، إن أهمل وسمهم بالكفر وتعريفهم بأنهم كافرين .
وقوله تعالي :  {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ }الأنفال38
وقوله تعالي :  {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }آل عمران12
وقوله تعالي :  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الممتحنة10
وقوله تعالي :  {وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ }الممتحنة11
وقوله تعالي :  {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التحريم9
وقوله تعالي :  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }النساء51
وقوله تعالي :  {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ }الأنفال38 

وقوله تعالي :  {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الممتحنة  (5 )  
- وقوله تعالي :  {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }البقرة191

وقوله تعالي :   {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286

وقوله تعالي: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28
وقوله تعالي :  {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }آل عمران147
وقوله تعالي :   {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً }النساء101
وقوله تعالي :   {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139
وقوله تعالي :  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144
وقوله تعالي :  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
وقوله تعالي :  {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68
وقوله تعالي :  {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ }التوبة2
- وقوله تعالي :  {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ }هود42
وقوله تعالي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة57

وقوله تعالي : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التوبة73[ وكيف يجاهد النبي ( ص) الكفار وهو لا يعرفهم ولم يكلف بالحكم عليهم كما يزعم العملاء الذين اجترؤا علي الله وكذبوا علي رسوله
وقوله تعالي : {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }التوبة120
وقوله تعالي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة123
وقوله تعالي : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29 

فكل ما قرأت من الآيات السابقات هي تكليفات كلها لا تقوم إلا علي معرفة الكفار وتحديد ما هياتهم والحكم عليهم بالكفرأولاً ؟ 
وما منحي أحمد صبحي منصور وتوجهه بإبطال فريضة التكفير التي هي ضرورة من ضرورات التمايز بين الإسلام والكفر  بضوابط الشرع المستيقن ، إلا تمهيدا لتغبيش لون الدين الأبيض الصافي وتحويله إلي اللون الرمادي الباهت في أعين الناس ونفوسهم يمهدون بذلك لتدمير هوية الإسلام وإخراج الدين من مضمونه وتفريغهم لهذا المضمون الرباني ، 
اقرء بعده 5

اقرأ بعده 5

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق